أقصر حروب التاريخ.. استمرت 40 دقيقة وأعادت الهيمنة البريطانية على زنجبار

أقصر حروب التاريخ
أقصر حروب التاريخ

الحروب.. كثيرا ما ذكرها التاريخ في صفحاته فشهد التاريخ الإنساني عشرات الحروب التي تعددت دوافعها وأسبابها ما بين رغبة في التوسع أو الحصول على مزيد من الثورات لتحقيق نجاح اقتصادي أو لاثبات قوة وقد تكون لتنفيذ أمر ومع اختلاف الأسباب اختلفت النتائج ما بين صلح وعقد معاهدات وانتصار وهزيمة فلكل حرب طبيعتها الخاصة وأهدافها التي قامت من أجل تحقيقها.

وتستمر الحرب حتى يتحقق الهدف الذي يسعى له أي طرف من أطرافها ويتوقف ذلك على حجم إمداد وامكانيات وصمود كل طرف ولذلك تجد حروب استمرت لسنوات وأخرى انتهت في غضون أيام وحتى هناك ما استمرت لساعات.

وغالبا ما تجد من الغريب وغير المنطقي أن تستمر حرب بكل معنى الكلمة من استعداد لقوات وشحن لمعدات وإعداد لامكانيات وتحريك للسفن لدقائق فقط، ولكن عام 1896 أثبت أن كل شيء غريب يمكن أن يحدث فالحرب بين القوات البريطانية وقوات سلطان زنجبار "خالد بن برغش" لم تحتاج سوى 40 دقيقة فقط لتكشف عن نتائجها وتحدد الطرف المنتصر.

  وبحسب موقع "BBC" فإن القصة بدأت منذ عام 1890 عندما أعلنت بريطانيا أن سلطنة زنجبار إحدى دول الساحل الشرقي لقارة أفريقيا أصبحت تابعة لها بناء على اتفاقيات تم توقيعها بين بريطانيا والسلطنة تقضي بأن تحافظ بريطانيا على السلطنة كمؤسسة ولكن بشرط أن يحصل السلطان الجديد على دعم القنصل البريطاني عند تعيينه وهو ما بدأ تطبيقه بعد وفاة السلطان "علي بن سعيد" عام 1893 عندما أرادت بريطانيا اختيار خليفة للسلطان "علي" يكون اكثر توافقا معها وينفذ أهدافها ومصالحها

ولذلك دعمت بريطانيا "حمد بن ثورين" ليكون سلطان زنجبار الجديد وعلى الرغم من اعتراض الأمير "خالد بن برغش" على عدم اختياره ومطالبته بحقه في الحصول على العرش إلا أن السلطات البريطانية تمكنت من إقناعه بالإقلاع عن الامر مما جعل "حمد بن ثورين" سلطان زنجبار بلا منازع ولكن لم يدم الأمر طويلا ففي شهر أغسطس من نفس العام توفى السلطان " حمد بن ثورين" في ظروف غامضة ليبدأ من جديد معها صراع العرش.

واستولى الأمير "خالد بن برغش" على الحكم واحتل قصر السلطنة معلنا نفسه سلطان زنجبار الجديد ولكن أعلنت بريطانيا عن رفضها القاطع لتولي "خالد بن برغش" أمور العرش معلنة تأييدها للسلطان "حمود بن محمد" فهو من وجهة نظر القنصل البريطاني الشخص الأفضل القادر على خدمة مصالح بريطانيا بالمنطقة ولأن الاتفاقيات التي تم توقيعها بين بريطانيا وزنجبار تقضي بضرورة حصول السلطان الجديد على دعم القنصل البريطاني عند تعيينه ومع تمسك السلطان خالد بالعرش واستمرار رفض القنصل البريطاني دعمه وجدت بريطانيا ثغرة للتدخل العسكري وهي خرق لاتفاقياتها السابقة المبرمة مع زنجبار.

وبناء عليه أعطت السلطات البريطانية السلطان خالد فرصة للتنحي ومع إصراره بالرفض عن التخلي عن الحكم وبدء تكوين قوات مسلحة من المواليين له من العبيد والسكان المحليين لحمايته ضد أي تدخل بريطاني عسكري محتمل وردا على ذلك جمعت القوات البريطانية 900 مقاتل ما بين زنجباريين موالين لبريطانيا وأفراد من الجيش البريطاني وفرقة من مشاة البحرية البريطانية و5 سفن تابعة للبحرية الملكية وتوجهت إلى زنجبار.

اقرأ ايضا:نصائح أطباء الستينيات.. من يريد وظيفة «يبتسم» 

وأرسل الأدميرال البريطاني "هاري روسون" إنذارا أخير للسلطان خالد بالانسحاب من القصر والاستسلام هو وقواته قبل الساعة التاسعة صباحا ولكن رفض السلطان الاندار وأمر بتحصين القصر وإقامة دفاعات على الشواطئ لحماية القصر في حالة ما نفذت بريطانيا تهديها وهو ما حدث بالفعل ففي 27 أغسطس من عام 1896 وحينما أعلنت عقارب الساعة عن موعد انتهاء المهلة فتحت السفن الحربية النار على القصر الذي اشتعلت فيه النار سريعا.

وحاولت قوات السلطان خالد الرد على الهجوم البريطاني ولكن فرق الإمكانيات كان واضحا وكفة الانتصار كانت مائلة للقوات البريطانية المدربة وفي خلال 40 دقيقة توقفت القوات البريطانية عن إطلاق النار معلنين انتصارهم بعد أن أسقط القصف البريطاني 500 من جنود السلطان "خالد بن برغش" ما بين قتيل وجريح ولكن على الجانب الآخر كانت الخسائر إصابة بحار بريطاني بجروح خطيرة.

وبذلك اعادت بريطانيا سيطرتها مرة أخرى على عرش زنجبار ومع هروب السلطان "خالد بن برغش" الذي لجأ إلى القنصلية الألمانية لحمايته وتم تعيين "حمود بن محمد" سلطان على زنجبار.