حكاية أثر| مقتنيات المتحف المصري.. أباريق «نمست» وطقوس التطهير

أواني "نمست"
أواني "نمست"

يضم المتحف المصري، مجموعة متنوعة من المقتنيات التي تعكس الحضارة المصرية القديمة وثقافتها العريقة.

من بين هذه المقتنيات، تبرز الأواني المعروفة باسم "نمست"، وهي أباريق ذات صنبور كانت تستخدم في طقوس التطهير وإراقة المياه.

وتُعد هذه الأباريق من الأدوات الهامة التي توضح جوانب من الممارسات الدينية والاجتماعية في مصر القديمة، حيث كان للماء دور محوري في الطقوس التطهيرية والاحتفالات المختلفة، تحمل هذه القطع الفنية قيمة تاريخية وأثرية كبيرة، مما يجعلها جزءًا لا يتجزأ من تراث الإنسانية.

النقوش الفضية في المتحف المصري

تعد النقوش على الآنية الفضية من بين أهم مقتنيات المتحف المصري، حيث تكشف عن جوانب عديدة من العقائد الدينية في مصر القديمة. تشير هذه النقوش إلى آمون إم أوبت بوصفه محبوب معبود الموتى أوزيريس-سوكر، "سيد روستاو".

كان روستاو، مكاناً أسطورياً يعتقد أن موقعه قرب أبي الهول في الجيزة، وهو مملكة المعبود سوكار الذي اندمجت شخصيته مع شخصية أوزيريس.

وتعكس هذه النقوش الترابط الوثيق بين المعبودات المصرية القديمة وكيفية تداخل الأساطير والمعتقدات لتشكل نسيجاً دينياً متكاملاً. تعطي هذه النقوش لمحة عن الأهمية الروحية والتاريخية لأوزيريس-سوكر ودوره في حياة المصريين القدماء.

أواني الأسرة 21

تعكس أواني الأسرة 21، التي تعود إلى عهد آمون إم أوبت (حوالي 991-981 ق.م)، روعة الفن والحرفية المصرية القديمة. تُعرض هذه الأواني في قاعتي كنوز تانيس وبسوسنس بالدور العلوي في المتحف المصري بالقاهرة، مما يتيح للزوار فرصة مشاهدة هذه القطع الثمينة والتعرف على تاريخها العريق. تأتي هذه الأواني من تانيس (صان الحجر)، وهي تعكس الأهمية الثقافية والدينية لهذه الفترة. تعبر هذه المجموعة عن الدقة في التصميم والزخرفة، بالإضافة إلى دورها في الطقوس والممارسات اليومية، مما يجعلها شاهدًا حيًا على عظمة الحضارة المصرية القديمة.

هيكل المتحف المصري

يتألف المتحف المصري من طابقين، حيث تم تخصيص الطابق الأرضي للآثار الثقيلة مثل التوابيت الحجرية والتماثيل واللوحات والنقوش الجدارية، بينما يحتضن الطابق العلوي الآثار الخفيفة. في الطابق العلوي، يمكن للزوار استكشاف المخطوطات، تماثيل الأرباب، المومياوات الملكية، آثار الحياة اليومية، صور المومياوات، المنحوتات غير المكتملة، بالإضافة إلى التماثيل والأواني من العصر اليوناني الروماني، وآثار تتعلق بمعتقدات الحياة الأخرى. كما يضم هذا الطابق المجموعات الكاملة الشهيرة مثل مجموعة توت عنخ آمون، مما يجعله مكانًا فريدًا يعكس جوانب متنوعة من الحضارة المصرية القديمة ويقدم رؤية شاملة لتاريخها العريق.

كنوز المتحف المصري

يضم المتحف المصري مجموعة هائلة من الآثار التي تمتد منذ عصور ما قبل التاريخ حتى نهاية العصر الفرعوني، بالإضافة إلى بعض الآثار اليونانية والرومانية. من بين هذه المقتنيات نجد مجموعة من الأواني الفخارية من عصور ما قبل التاريخ، وصلاية نعرمر من عصر التوحيد، وتمثال خع سخم من الأسرة الثانية، كذلك يحتوي المتحف على تمثال زوسر من الأسرة الثالثة، وتماثيل الملوك خوفو وخفرع ومنكاورع من الأسرة الرابعة. وتضم المجموعة أيضًا تمثال كاعبر وتماثيل الخدم من الأسرة الخامسة، وتمثال القزم سنب من الأسرة السادسة، وتمثال منتوحتب نب حبت رع من الأسرة الحادية عشرة، من الأسرة الثانية عشرة، نجد تماثيل أمنمحات الأول والثاني والثالث، وتمثال الكا للملك حور من الأسرة الثالثة عشرة. 

وتبرز ضمن المقتنيات تماثيل حتشبسوت وتحتمس الثالث، بالإضافة إلى مجموعة توت عنخ آمون من الأسرة الثامنة عشرة. وتكمل مجموعة كنوز تانيس، ومجموعة كبيرة من المومياوات من مختلف العصور، هذا الكنز الأثري الذي يعكس تاريخ مصر العريق وثقافتها المتنوعة.