عاجل

إنتباه

فن تطفيش الزبون!

علاء عبدالوهاب
علاء عبدالوهاب

.. وهل يمكن أن تكون تلك البلية فناً؟
للأسف فإن بعض من يفترض أن هدفهم جذب المشترى، وإغراء الزبون يقومون بالعكس، أى يكون الأداء طاردا، والسلوك منفراً، ثم تأتى الشكوى المريرة: ليس هناك بيع ولا شراء، دون أن يتوقف هذا البعض عن السبب الحقيقى وراء ما يعانوه.

وإذا كانت الكلمة الطيبة صدقة، وتبسمك فى وجه أخيك صدقة، فمن باب أولى أن يكون هذا المبدأ، وتلك النصيحة ما يأخذ به التاجر أو البائع، بدلاً من العبوس، واستخدام ألفاظ سخيفة فى التعامل مع المشترى.

البدايات أحيانا تدعو للتفاؤل، لكن بمرور الوقت يتغير الحال، مثلا يبدأ المحل الجديد فى عرض سلع ومنتجات جيدة، وبأسعار مناسبة، ورويدا رويدا تقل الجودة ويرتفع السعر، رهانا على أن الزبون اعتاد التردد على المكان، وأن التحول التدريجى لن يشعر به إلا المدقق، لكن يخيب الرهان، وينصرف الزبائن، ثم تأتى الشكوك من انقلاب الحال للنقيض.. الأوكازيون الصيفى وقع كثيرون خلاله فى مصيدة التطفيش، حين اكتشف الزبائن أنهم ضحايا عملية نصب متعددة فى مظاهرها، فإما أن السعر قبل الأوكازيون لم يختلف أثناءه، أو أن الرواكد المعيبة خرجت من المخازن، وتعرض وسط السلع والمنتجات المؤهلة للعرض فى الأوكازيون، فأى ثقة يحوزها متجر تلك سياسته؟ .
إنها مجرد نماذج لفن تطفيش الزبون، ثم البكاء على اللبن المسكوب، ومصمصة الشفاة أسفاً على وقف الحال!

كانت هناك فرصة ذهبية أتاحتها ظروف الأخوة الشوام الذين قدموا إلى وطنهم الثانى مصر، وكانت سياستهم فى التجارة بيعاً وشراء نقيض الذين احترفوا فن تطفيش الزبون، فاللسان يجامل، والابتسامة لا تفارق الشفاة، والأسعار معقولة، الخامات جيدة، فهل يطلب المشترى أكثر من هذه المزايا؟ .
هواة التطفيش أضافوا إلى ما اعتادوه الشكوى من أن القادمين أخذوا فرصهم، بل امتلأت صدورهم بالحسد والضغينة، دون أن يمنحوا أنفسهم لحظة يراجعون فيها فساد قواعد فنهم المذموم.

الزبون ذكى، وقد يتحمل يوماً، وقد ينخدع مرة، وربما استطاع تاجر أن يدس لزبائنه السم فى العسل أحياناً، إلا أن أصحاب هذه الأداءات السلبية يدفعون فى النهاية ثمن ما قدمت أياديهم باهظاً.

متى يراجع هؤلاء سياستهم الغبية؟
ليتهم يقدمون على مراجعة تنقذهم من مصير يؤثر على أسرهم، والعاملين معهم، ويتعلمون درس أخوتهم الشوام فى كسب الزبون والاحتفاظ به، وليس خطفه، كما يزعم المطفشون!