كتب / محمد حامد
«مش قولتلك ماشوطش»، جملة قالها محمد الشناوى حارس مرمى المنتخب عقب خروجه مصاباً فى مباراة أول أمس كرد فعل انفعالى فى وجه عصام الحضرى مدرب الحراس، وكان تعليقه على استخدام قدمه ويده فى بداية الهجمة مما أدى لإصابته .. الأمر لم يكن بهذه البساطة التى يتخيلها البعض، فالحديث السالف ذكره بالتأكيد لم يكن وليد اللحظة بل فتح جرحاً رغم محاولات مداواته فى الأيام القليلة الماضية .
كثرت الأقاويل والتكهنات فى الفترة الأخيرة عن توتر علاقة الشناوى بالحضرى وللتكهنات أسباب واضحة، فالبداية جاءت منذ بزوغ نجم الشناوى بعد عودته للأهلى، وكان الحضرى حينها الحارس الأفضل بدون منازع، تسلل الشناوى بتألقه فى الدورى وكل المنافسات، ليصل بعدها إلى حراسة مرمى منتخب مصر فى كأس العالم بروسيا 2018 على الرغم من أن الحضرى لعب آخر مباراة فى التصفيات التى تأهل منها الفراعنة أمام الكونغو.
شارك الشناوى فى أول مباراتين بالمونديال أمام أوروجواى وروسيا كما أنه حصل على جائزة رجل المباراة الأولى ولعب الحضرى آخر مباراة فقط أمام السعودية، وهنا أصبحت المنافسة حامية الوطيس لأن الشناوى تسلم لقب الأفضل من نظيره الذى اقترب من الاعتزال .
بعد اعتزال الحضرى لم يكن ما يدعو للمنافسة بينهما، واتجه عصام إلى التحليل تارة، والتدريب الفردى لبعض الحراس تارة أخرى، إلى أن سنحت له الفرصة أن يُدرب الشناوى وأصبحا وجهاً لوجه بعدما كانت المنافسة تجعلهما لا ينظران إلا للكرة حتى لاتخونهما وتنظر للآخر فتذهب فرصة التواجد الأساسى بقميص المنتخب .
بعد تولى الحضرى مهمة تدريب حراسة مرمى المنتخب ظهرت أول أزمة قبل مواجهة ليببا فى برج العرب عندما ظهرت إصابة الشناوى فى العضلة الخلفية، والأزمة كانت فى سبب الإصابة التى كانت بالتمرين، ومن هنا عاد الكلام عن توتر العلاقة بينهما، لأن التدريب مسئول عنه الحضرى، وآلام الخلفية ظهرت من تصويبة خاطئة فى جسم الشناوى نتج عنها الإصابة كما أًشيع .
انتهت مباراة برج العرب على الشناوى بسلام، ولكن من الواضح أنه لم يكن مستعداً للعب على الترتان بسبب الإصابة، ولذا انفعل على الحضرى عقب خروجه فى لقاء أول أمس لأنه لم يكن جاهزاً لبداية الهجمات مستخدماً يده وقدمه مما جعل الإصابة تعود، وتصبح أزمته مع الحضرى تظهر على السطح وتبدو وكأنها «إيد ورجل» .
بعد لقاء بنغازى كتب الحضرى «بوست» على صفحته بالفيسبوك قائلاً : « ألف مبروك لمصر و جماهير مصر العظيمة فوز منتخب مصر و ٣ نقاط مهمة فى مشوار التصفيات ألف سلامة عليك يا شناوى، ومبروك تألقك يا جبل و مبروك لكل الحراس صبحى و بسام وجودكم و استعدادكم فى أى وقت تكونوا على قدر المسؤولية و نفس المستوى وإن شاء الله موفقين دايما يا رجالة» ..
لتظهر رغبة مدرب الحراس فى تلطيف الأجواء مع الجميع عقب الأزمة . من جانبه، كشف د محمد أبو العلا طبيب المنتخب، عن أسرار وتفاصيل إصابة محمد الشناوى، حارس مرمى، والمدة المتوقع أن يغيبها الحارس عن الملاعب للعلاج.
وقال طبيب المنتخب إن العضلة الخلفية هى الشكوى الرئيسية للشناوى، كما أن الإصابة التى تعرض لها اللاعب ستجعله يغيب عن الملاعب مدة لن تقل عن الأسبوعين حتى يتعافى، ويعود لحراسة المرمى.
كما تحدث وائل جمعة مدير المنتخب عن الأزمة، مؤكدا ان الحارس أصيب أثناء خروجه فهو لم يكن منفعلا، بل كان يشرح للحضرى كيف حدثت الإصابة، لكنه شارك فى المباراتين وهو سليم 100%، وإصابته حدثت أثناء اللقاء الثانى فقط . كل ما حدث مؤخراً كان تحت أعين العقرب البرتغالى كارلوس كيروش، الذى لن يدع صغيرة أو كبيرة تدور فى المنتخب دون علمه، كما أنه لن يسمح بهز استقرار الفريق القومى، لذا من الممكن أن يكون له تدخل حتى لا يتكرر الأمر، والإجراء الذى قد يتخذه سيكون منتظراً فى الأيام القادمة ومن الممكن أن تكون ساعات ! .
