خالد الصاوى .. « مبيعرفش يمثل »

محمد جلال
محمد جلال

في كل مرة أشاهده على شاشات السينما يزداد يقيني بأن خالد الصاوي «مبيعرفش يمثل».. أكررها «مبيعرفش يمثل».. «الصاوي» أتابعه منذ العام ٢٠٠٤ وبالتحديد في دور نائب رئيس الجامعة «الموظف الغتيت» خلال فيلم «الباشا تلميذ» أمام كربم عبد العزيز

«الصاوي»، استطاع وقتها أن يلفت نظري بأنه فنان من طراز خاص، فنان لا يجيد تمثيل الأدوار النمطية، بارع في تجسيد التركيبة «السيكولوجية المعقدة»، حتى أنك لن تستطيع معرفة إذا كان يمثل فعلا أو أنهم استعانوا بشخصية حقيقية تلقائية تسرد أحداثاً واقعية؟!.   

أداء خالد الصاوي في «الباشا تلميذ»- على سبيل المثال- كان بمثابة السهل الممتنع، فأنت أمام شخصية ربما قابلتها يوما ما، كذلك أدواره في «عمارة يعقوبيان والفرح والجزيرة».. وغيرها من الأدوار التي أتقنها باقتدار

تفوق «الصاوي» على نفسه مجددا في فيلمه الأخير «للإيجار»، وبعيدًا عما نشر عن إيرادات الفيلم ، إلا أنه قدم دورا استثنائيا كعادته، في إطار كوميدي تشويقي، استطاع خلال الأحداث أن يسرق دموع المشاهد الذي تعاطف مع «مختار» الذي يعاني من الوحدة والعزلة بعد وفاة زوجته وسفر ابنه الوحيد الذي لم يسمع عنه أي أخبار منذ سنوات

وضع الصاوي قانوناً خاصاً للإيجار، قانوناً إنسانياً لا يهدف للربح، فالإيجار كان بهدف للمؤانسة ومعالجة آثار الوحدة والعزلة التي يعانيها القبطان المتقاعد.

 كسّر «الصاوي» خلال الأحداث، عددا من التابوهات لعل أهما فكرة «فاقد الشئ لا يعطيه».. ففي عز يأسه من عودة ابنه، استطاع أن يعطي الأمل لصاحبة الخطابات التي كانت ترسلها إلى حبيبها، والتي اعتادت على إرسالها لعنوان شقة «مختار»، الذي جعلها طيلة أحداث الفيلم على أمل الرجوع إلي حبيبها

بالرغم من أماكن التصوير القليلة للفيلم إلا أنك لن تحس بأي ملل خلال المشاهدة، التي اتسمت بالتشويق طيلة مدة العرض.. في النهاية خالد الصاوي فنان من طراز خاص، يتقن الأدوار المعقدة ويؤديها باحترافية شديدة تجعلك دائما تشعر أنه «مبيعرفش يمثل».