لرقصة خاطفة.. «ميكانيكا وكهربا» تأليف محمد عبد الوهاب لأمينة الحنش‬                                 

أمينة الحنش
أمينة الحنش


ولدت الفنانة «أمينة محمد» عام 1908 في مدينة طنطا في أسرة فقيرة بين أب وأم لا يربطهما رابط وعاشت الطفلة لا تشعر بوجودها، وكانت متعتها الوحيدة هي الذهاب لمشاهدة التمثيل كلما زارت فرقة قاهرية بلدتها.

وعن سبب عشقها للفن قالت أمينة: «كنت في الثامنة من عمري عندما جلست أنا ومجموعة من الأطفال في طنطا نشاهد رواية «الأخرس» لعزيز عيد وروز اليوسف، ووقتها اختارني عزيز عيد من بين الأطفال لأن الدور يتطلب أن يحمل طفلة على ظهره، ولم أنطق بكلمة واحدة ولكن لحظة تصفيق الجمهور كانت لحظة لن أنساها ما حييت».

هذه اللحظة هي التي فتحت عيني الطفلة الصغيرة المهمشة على عالم الأضواء، وألهبت هذه المشاهد المسرحية خيالها، وبعد ذلك انتقلت أمينة محمد إلى القاهرة مع أمها وأختها وابنة أختها أمينة رزق واستقرت العائلة في حي روض الفرج.

اقرأ أيضا| أول محامية مصرية تترافع بالجوال.. بدلا من الروب 

وكانت منطقة روض الفرج في آواخر العشرينيات عروس المصايف وصندوق الدنيا، فيها المسارح والصالات والفرق التمثيلية، وفي هذا الوقت طلب مسرح رمسيس وجوهًا جديدة وجاءت الفرصة لأمينة محمد وكان عمر ابنة أختها أمينة رزق 14 عامًا وذهبتا سويًا لمقابلة يوسف وهبي.

وتحمس يوسف لأمينة رزق فبكت أمينة محمد فقال لها يوسف: «لا تبكي»، وقرر أن تقوم كل منهما بالدور يومًا بعد يوم بالتناوب، وأطلق على أمينة محمد أسم أمينة الحنش.

وبدأ المشوار الطويل الذي كثيرا ما صادف حصولها فيه على الأدوار الثانوية، ثم تزوجت وكان زواجها سببًا لتعاستها، فقد تزوجت من شخص من عائلة كبيرة وأحبته بصدق، وضحت بالفن من أجله.

وكان زوجها يسمح لها بالعودة للتمثيل حسب ظروفه المادية، ثم وصلها خبر زواجه من ابنة عمه بعد أن ربح قضية مكنته من الحصول على ميراثه، وحاولت الانتحار، ثم استمعت لنصيحة بديعة مصابني بأن تقوم بالرقص في الصالات لتغيظ زوجها وتنتقم منه، وكانت تفعل ذلك وهي تبكي لأن حزنها كان أكبر من انتقامها.

وقالت أمينة الحنش في عدد أخبار اليوم الصادر في 28 نوفمبر عام 1959، أن فترة عملها بالرقص ألف لها عبد الوهاب قطعة موسيقية أطلق عليها «ميكانيكا وكهربا».

واستكملت أمينة قائلة: «إن هذه القطعة الموسيقية هي أجمل موسيقى تستطيع أن ترقص عليها راقصة شرقية».

المصدر: مركز معلومات أخبار اليوم