فكرتى

الدنيا اتغيرت!

صفية مصطفى أمين
صفية مصطفى أمين

حكى لى والدى» مصطفى أمين» عن أيام التلمذة الجميلة حيث كان يفتح الجريدة، يجد قصيدة لــ «أحمد شوقى» أو «حافظ إبراهيم»، و مقالات «للدكتور هيكل» و«العقاد»، و نقدا أدبيا بقلم «طه حسين»، ومسرحية «لمحمد التابعي» !. 
انضم لفرقة التمثيل، وكان عضوا فى فرفة الموسيقى، ودرّبه الموسيقار محمد عبد الوهاب. وكان لديه وتوأمه «على أمين» فرصة الاشتراك فى جمعية الرحلات، والتصوير، والخطابة، والحرف البسيطة، حيث استمتعا بتفريغ طاقاتيهما! 
كان والدى يمشى فى شارع عماد الدين، فيجد مسرح «يوسف وهبي»، ومسرح «الريحاني»، ومسرح «الكسار»، ومسرح «فاطمة رشدى» .  فى حديقة الأزبكية، كان يجد مسرحا مفتوحا اسمه «صالة سانتي» حيث كانت تغنى ام كلثوم، وكشكا للموسيقى تعزف فيه موسيقى الجيش او الشرطة. وعندما كان يذهب إلى مجلس النواب، كان يجد «سعد زغلول»، وفى الأزهر يجد شيخ الازهر الشيخ «مصطفى المراغى»، وفى الجامعة القاهرة يجد «لطفى السيد».
كان يدفع أربعة قروش، ليجلس فى لوج بسينما « أوليمبيا « فى العتبة يشاهد فيلما رائعا! كان يتغدى فى محل «حسن الحاتى» بأربعة قروش، ويترك قرشا للنادل الذى يوصله باحترام الى الباب!
وعندما كان فى المدرسة الابتدائية، أعطته والدته «رتيبة زغلول» هو وأخاه « على امين» جنيهاً واحداً، وقالت: إذهبا الى «محل المواردى» فى العتبة، واشتريا لكل واحد منكما، بذلة، وحذاء، وقميصا، وجوربا، وطربوشا.. وهاتوا بقية الفلوس!
يا خسارة.. الدنيا اتغيرت!