اتحادات الطلاب المسلمين بالخارج تأسست فى الستينيات لتتغلغل فى المجتمعات الغربية

تعرف على أسرار تدشين الكيانات الدولية الممولة للأنشطة الإخوانية

كتاب التنظيم الدولى للإخوان
كتاب التنظيم الدولى للإخوان

يتتبع حسام حداد الباحث فى شئون الحركات الإسلامية فى كتابه «التنظيم الدولى للإخوان» - الذى يصدر قريبًا - الكيانات الاقتصادية التى ابتدعها الإخوان لتمويل أنشطتهم السياسية والتى تتخفى دوما تحت ستار الدعوة الدينية.

فقد شكل الاقتصاد أهمية استثنائية لديهم، ليس لأنه يعد أحد مرتكزات قوة الجماعة وأهم أدوات تنفيذ مشروعها الفكرى والسياسى لكن لأنه يتم توظيفه فى بناء الذراع الاجتماعية المؤيدة للجماعة أيضاً من خلال المساعدات والمشروعات الخدمية التى تقيمها الجماعة لاستقطاب فئات المجتمع إليها، وخاصة الفقيرة والمهمشة، والاستقواء بها عند الضرورة، بل واستغلالها سياسياً فى أوقات الانتخابات.

توالى انتشار الكيانات الإخوانية بأوروبا بعد انعقاد مؤتمرها فى ألمانيا عام 1984

أمريكا  تحتضن أهم المراكز الإخوانية وعلى رأسها منظمة «كير» الإسلامية الأمريكية

مشروعات « الإرهابية» الخدمية تقدم للفئات المهمشة للاستقواء بها عند الضرورة وفى الانتخابات

يذكر حسام فى كتابه «التنظيم الدولى للإخوان» خفايا جماعة الإخوان وتنظيمها الدولى والكيانات والتنظيمات التى تنفذ مخططات الإخوان فى الخارج وعلى رأسها «المعهد العالمى للفكر الإسلامى، ومنظمة كير الإسلامية الأمريكية، واتحاد المنظمات الإسلامية فى أوروبا والجمعية الإسلامية الأمريكية، والمجلس الثورى بتركيا، والاتحاد العالمى لعلماء المسلمين، ومعهد الفكر السياسى الإسلامى بلندن الذى يديره عزام التميمى، أحد قادة التنظيم الدولى للإخوان، والاتحاد الإسلامى فى الدنمارك، الذى يرأسه سمير الرفاعى، عضو الاتحاد العالمى لعلماء المسلمين، وتحالف المنظمات الإسلامية الذى يتولاه إبراهيم الزيات، القيادى فى التنظيم الدولى.

الأذرع الخارجية

أما عن تاريخ تلك الأذرع الخارجية، فيعود إلى أواخر الستينيات، حيث تعد اتحادات الطلاب المسلمين بالدول الغربية وعلى رأسها أمريكا، أحد أقدم الكيانات الإخوانية التى دشنتها الإخوان بالخارج لتتغلغل فى داخل المجتمعات الغربية، حسب موقع «إخوان ويكيبيديا» التابع للإخوان، ويعود تاريخ تأسيس أول اتحاد لعام 1962، وتنبثق تلك الاتحادات جميعاً من عباءة «الاتحاد الإسلامى العالمى للمنظمات الطلابية».

كما أسس الإخوان الجمعية الإسلامية الأمريكية عام 1993م، وهى جمعية دعوية تعمل فى مجالات الدعوة والتعليم والإعلام والشباب، وتضم نحو 1000 عضو عامل. 
وبدأ الإخوان تدشين المؤسسات الإسلامية فى أواخر الستينيات، من بينها اتحاد الأطباء المسلمين فى 1967، واتحاد الأطباء والمهندسين الإسلاميين فى 1969، واتحاد العلميين الاجتماعيين الإسلاميين فى 1972. 

وفى أمريكا الشمالية دشن الإخوان الوقف الإسلامى عام 1973، والجمعية الطبية الإسلامية، ورابطة الشباب المسلم العربى، والشباب المسلم فى أمريكا الشمالية، وتتضمن قائمة الكيانات الإخوانية بالخارج أيضاً، المعهد العالمى للفكر الإسلامى وتتخذ من الإصلاح الفكرى والمعرفى مظلة لوجودها بالخارج وتوجد لها فروع بأمريكا وجميع أنحاء العالم.

انتشار الكيانات 

وبعد انعقاد مؤتمر للإخوان فى ألمانيا عام 1984 توالى انتشار الكيانات الإخوانية بالخارج فى عدد من الدول الغربية، لتشمل عشرات المنظمات ودور العبادة فى كل من بلجيكا وفرنسا وسويسرا وإيطاليا والنمسا وهولندا والنرويج وغيرها، حيث تأسست الجماعة الرابطة الإسلامية الممثلة للجماعة فى بريطانيا، ثم توالت عشرات المنظمات ومن بينها مبادرة المسلم البريطانى «بى إم أى»، والمنظمات الإسلامية للإغاثة، والمجلس الأوروبى للإفتاء والبحوث، واتحاد المنظمات الإسلامية فى أوروبا، علاوة على الجمعية الإسلامية فى ألمانيا التى أصبحت واحدة من أهم المنظمات الإسلامية فى ألمانيا.

كما تشمل القائمة الإخوانية اتحاد المنظمات الإسلامية فى فرنسا، والتى تعد إحدى الفيدراليات الإسلامية، ويستمد هذا التنظيم قوته من شبكة تضم أكثر من 200 جمعية تغطى مختلف ميادين الحياة الاجتماعية، وفق النظرة الشمولية للإسلام الموروثة عن (الإخوان المسلمين).

 وتعد الولايات المتحدة الأمريكية أحد البلدان المهمة التى تحتضن المراكز الإخوانية، وتضم عدداً من المنظمات الإسلامية التى يسيطر عليها التنظيم، وعلى رأسها منظمة «كير الإسلامية الأمريكية» والتى تولى فرعها فى مدينة لوس أنجلوس، مسئولية الطالب المصرى عبد الله عاصم، المعروف إعلامياً بـ«المخترع الصغير»، وإنهاء إجراءات حصوله على اللجوء السياسى للولايات المتحدة الأمريكية، حيث تتخذ هذه المؤسسة الدفاع عن الحقوق المدنية وحريات المسلمين الأمريكيين أو الأجانب مظلة لها. 

 واستطاع التنظيم الدولى للإخوان السيطرة على عدد من المراكز المهمة بأوروبا، طبقاً لتصريحات إعلامية لأحمد المسلمانى، مستشار رئيس الجمهورية السابق لشئون الإعلام، والتى قال فيها إن «جماعة الإخوان المسلمين تسيطر على 720 مسجداً من إجمالى 2200 مسجد فى فرنسا، علاوة على سيطرتها على اتحاد المنظمات الإسلامية فى أوروبا الذى يتجاوز عدد أعضائها 1000 منظمة». 

تغذية التنظيم

وعلى الرغم من الوجود القوى للإخوان بالخارج، فإن عدداً من كياناتها بالخارج لم يعد موجوداً وجرت تصفيته، حيث اختفت منظمتان من أهم وأقدم المنظمات الإخوانية وهى مؤسسة «سار» وذلك بموجب القانون فى ديسمبر 2000، على الرغم من أن مجموعة «صفا»، ومؤسسة «يورك» اللتين كانتا ضمن هذه المؤسسة لاتزالان قيد العمل دون تغير أو إغلاق، كما اختفى المجلس الإسلامى الأمريكى من على الساحة، خاصة بعد اعتقال «العمودى» فور اتهامه بأحداث إرهابية فى 2004. 

ومارس المجلس أعماله من خلال الجمعية الإسلامية الأمريكية ومجلس الشئون العامة الإسلامية. وكنتيجة حتمية لأهمية تلك المراكز الإسلامية كوسيلة لوجود التيارات الإسلامية، اندلع صراع بين الإخوان والسلفيين وباقى التيارات الإسلامية الموجودة بالخارج، للاستيلاء على هذه المراكز، حيث يحاول كل طرف، طبقاً لحديث عمرو عمارة، أحد الإخوان المنشقين، فرض سيطرته على تلك المدارس إلا أن الإخوان نجحت فى السيطرة على 70% من تلك المراكز، فهدف التنظيم من السيطرة على تلك المراكز هو استقطاب أعضاء جدد للإخوان قادرين على تغذية التنظيم بالمال اللازم علاوة على استغلالهم لاختراق الجامعات من خلال البعثات الدراسية التى توجد فى الخارج وتتردد على تلك المراكز، لذلك نجد أن أغلب هيئات التدريس تنتمى للإخوان. 

كما تستغل الإخوان تلك المراكز الإسلامية للاستيلاء على تبرعات الإسلاميين بالخارج لاستخدامها كأحد موارد التنظيم، ومازال الحديث على لسان عمارة، بخلاف أن عدداً من قيادات التنظيم يسافرون لتلك المراكز لإلقاء محاضرات بها بمقابل مادى. وأشار «عمارة» إلى أن تلك المنظمات تتولى رعاية الإخوان الهاربين للخارج منذ عزل محمد مرسى.