هيام

الداخلية والتعليم

محمد صلاح
محمد صلاح

الحمد لله انتهت الثانوية العامة، بكل ما لها وما عليها، وألف مبروك للناجحين وأهاليهم لخروجهم من عباءة وزارة التربية والتعليم.


يبدو أن معاناة الثانوية العامة تبدأ منذ الحصول على الشهادة الإعدادية.. استيقظ الأستاذ كاظم ذات يوم على صراخ وفرحة ابنه طأطأ، حيث نجح فى الإعدادية بمجموع 97%، وبناءً عليه سيلتحق بأى مدرسة بمحافظة الجيزة، بعيدًا عن تسكين مدرسته التابعة لإدارة بولاق الدكرور التعليمية.


الابن طأطأ: بابا تعالى نسحب الملف من المدرسة ونلحق نقدم فى مدرسة السعيدية، أنا بتمنى أدخلها، أنا جايب 97%.


الأب كاظم : ممكن تخليها بكرة، أنا هرخص العربية النهاردة.


طأطأ : ممكن تجيب الرخصة، والبطاقة، وكارت البنك، وأنا هجددلك الرخصة حالاً، وتجيلك البيت كمان يومين.

 

كاظم : بس يا طأطأ.


طأطأ : يا بابا أنا كبرت، أنا بقيت فى أولى ثانوى، لازم تثق فى طأطأ.


«على الفور أحضر كاظم المطلوب، وأحضر طأطأ المحمول، وبدأ يتعامل ...، «وبعد خمس دقائق - طأطأ : كله تمام الرخصة هتستلمها كمان يومين هنا فى البيت، يلا بينا نروح المدرسة.


بالفعل ذهب كاظم مع ابنه للمدرسة، حيث استلما الملف، وتم التنبيه عليهما بأن التقديم للمرحلة الثانوية من خلال تنسيق إلكترونى على النت، فكل شىء أصبح مميكنًا، ويجب إحضار بيان نجاح من إدارة بولاق الدكرور التعليمية، بعد دفع حوالتين فى البريد باسم الإدارة !!.


فى اليوم التالى وبعيدًا عن زحام البريد، وزحام الإدارة التعليمية، ولماذا حوالة، ولماذا بيان النجاح أصلًا، الشهادة ضمن الملف، والتقديم إلكترونى !!!!، بعد معاناة استطاع كاظم تقديم الأوراق... والاستلام فى اليوم التالى...


ذهب كاظم صباح اليوم الثالث، واستلم بيان النجاح، عاود سريعًا إلى المنزل،  فوجد مندوبًا ينتظره بالمنزل برخصة العربية المجددة، جلس مع ابنه طأطأ أمام جهاز الكمبيوتر لتسجيل الرغبات، الأولى: السعيدية - الثانية : الأورمان - الثالثة : ؟؟؟؟؟. طأطأ : أنا عاوز مدرسة من الاثنين دول، أنا جايب 97%.


كاظم : نسأل المدرسة؟، أجابت : اكتب مدرسة يوسف السباعى التابعة لإدارة العجوزة التعليمية، احنا بنسكن فيها.


أنهى كاظم تسجيل الرغبات، وهو فاقد الثقة فى أى تكنولوجيا أو ميكنة.


رابع يوم، ذهب كاظم إلى مديرية التربية والتعليم بالجيزة يستفسر، وكانت الإجابة: سجِّل إلكترونى، وتقدم لمدرسة التسكين، واكتب طلبًا لإدارة جنوب الجيزة، حيث مدرسة السعيدية، وطلبًا لإدارة الدقى حيث مدرسة الأورمان.. على أى أساس تم التسكين، هل على أساس المسافة؟، فالعجوزة أبعد، أم الكثافة؟، فالعجوزة أكثر كثافة.


تعظيم سلام لوزارة الداخلية، ألف تحية للخدمات المرورية الإلكترونية.. ثوانى... جاءنا الآتى: بعد بحث ما سبق نفيد بأن منظومة التنسيق تمام التمام، والمسافات محسوبة، والكثافة فل الفل.