خالد العوامي يكتب: قالها سقراط وفعلها السيسي.. لا شيء صعب على الشباب

خالد العوامي
خالد العوامي

"أنا لا أريد الطمأنينة العفنة.. ولكنني أبحث عن شباب دائم".. هكذا كان يقول الشاعر والحكيم الراحل" طاغور"، فالشباب هم ورثة امبراطورية هذا العالم، شاء من شاء وأبى من أبى، وأفظع جريمة يمكن أن ترتكب في حق هذا العصر وغيره من العصور، ان تعطي الدولة ظهرها لـشبابها ، عندئذٍ لا ريب ، تسقط الدولة .. ثم .. ثم تغرق في بحر من الرمال المتحركة .. و .. و ربما تقتلعها عواصف الفقر والشيخوخة المبكرة ، نعم تقتلعها من الجذور .

والراصد لأوضاع الشباب في الدولة المصرية منذ عام 2013 ، خاصة واننا " في اليوم العالمي للشباب " ، ندرك ان شيئاً ما تغير فينا ، نعم هناك أوضاع تبدلت ، وجمود تحطم ، وجيل جديد من النخبة الشابة بدأ يأخذ ذمام السلطة، أدرك حينها  الرئيس عبد الفتاح السيسي ومنذ لحظة حكمة الأولي ، ادرك اننا بحاجة الي غربلة موروثات بالية ، موروثات تضع القيود فوق القيود ، لـ تكبل طموح صاعد واعد لشباب ظل علي هامش السلطة عقود وعقود.

وكما يقول أجدادنا العرب: " بين الخواطئ سهم صائب" ، لذا جاء الرئيس عبد الفتاح السيسي مدركاً ان الشباب هم السهم الصائب والخيار الراجح ، وأن الوطن لا يمكن له ان يتراجع الي الوراء خطوة ، طالما يقف خلفه حراس من الشباب ، لهم البصمة الخاصة والقرار الجريء ، لهم الطموح المتقد الذي يدفع بـ الدولة خطوات وخطوات للأمام ، قالها سقراط وفعلها السيسي : " لا شيء صعب بالنسبة للشباب " .

ويبدو أن لسان حال الرئيس السيسي وهو يبني تلك النخبة وذاك الجيل كان يقول : "لا يهمني ان تكون نجل وزير او غفير، أو تكون ليبرالياً او يسارياً او وسطياً ما يهمني ان تكون مصرياً من القاع حتي النخاع ، ابغض فيك النفاق والرياء ، وأكره القتلة وصناع الارهاب والتطرف ، لا اريد حكماً متعسفاً جائراً ، فقدس الأقداس عندي هو الانسان بعقله البشري الناضج العاقل الواعي الفاهم الشاب ، المدرك لطبيعة وتحديات المرحلة" .

ورغم ما بذل من جهد وعرق وكفاح وعمل وتمكين وعطاء للشباب، تبقي طيور الظلام قادحة ذامة بكلمات تريد ان تجرنا إلى ذيول الهزيمة، " فالحسناء لا تعدم من الذم لكنها تظل وتبقي حسناء رغم كيد الكائدين" ، لذا لم يرى صناع القرار في الدولة المصرية هؤلاء الذامين واستمروا في سياسة التمكين ، ومنح الفرص تلو الفرص ، مؤتمرات واكاديميات تؤهل وتدرب وتقدم جيلاً واعياً في الدور والمؤسسات ، حتي بات لدينا نخبة واعية من الشباب ، نخبة تحمل لواء التنوير وتحارب طيور ظلامية تريد ان تهدم وتحطم ، ولكن هيهات هيهات .. فقد صبرت الدولة حتي صنعت لنا هؤلاء النخبة "صبراً وإن كان جمراً " .

وهنا أقول كما قال حكمائنا السابقون: "الشباب لعنة والشيخوخة لعنات.. فأين راحة القلب ؟! .. اين ؟! .. أتعس ما في الدنيا ان نتساءل يوماً مذهولين : اين نحن ؟! .

ويبدو أن عصر السيسي فعلها تجاوز تلك المرحلة، وعرفنا أين نحن ؟ .. شكراً عبد الفتاح السيسي .