أحوالنا..«سوء الظن أكبر الشر»

 زينب اسماعيل
 زينب اسماعيل

 زينب اسماعيل


حسن الظن من أجمل أسباب السعادة و خير وقاية من أذى الخواطر التي تؤذي الجسد وتجلب الهم والحزن والإكتئاب علي صاحبها ،  قال الله تعالى: ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِّنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إثم ) . .  للأسف في هذه الأيام معظم الخلافات العائلية وحتي بين الأصدقاء  ترجع الي سوء الظن الذي يؤدي بالضرورة الي الفرقة و الفتنة التي هي  من أهم مفاتيح الشر للشَّيطان الرَّجيم .

   يتساءل البعض ولكن أين نحن من مقولة  المؤمن «كيس فطن» و حديث رسول الله صلي الله عليه وسلم : «لا يلدغ المؤمن من جحر مرتين»، في دلالة على أن تكرار القيام بنفس الخطأ في التعامل مع  الناس وهذا يتعارض مع حسن الظن !   الذي ضمنيا وبشكل غير مباشر يدفع الي  سوء الظن للوقاية من الوقوع في نفس الخطأ الذي هو الشر ! بداية المفترض أن المؤمن يتحلى بالذكاء والنباهة ليميز بين الغث أو السمين, ولكن ليس بالشيوع وأن يكون سوء الظن هو الحقيقة الطاغية بأن كل من حولنا أشرار لا يريدون لنا الخير وأن حسن الظن معهم من اسباب هلاكنا ولابد من سوء الظن ، وإن وقعنا في هذا الاختيار ليس أمامنا إلا التوسط في الأمر ليس بألإطمئنان الذي يضرنا ولا بالشك القاتل الذي يحول حياتنا الي جيم من الريبة والإرتباك.. حتي لا يصبح سوء الظن قاعدة يجعلنا فريسة لمن يريدون فرقتنا بسبب وبدون سبب !

 وعلي ذلك هتاك العديد من الأسباب التي تعين المسلم على إحسان الظن بالآخرين فعند صدور قول أو فعل يسبب لك ضيقًا أو حزنًا حاول التماس الأعذار للناس، واستحضر حال الصالحين الذين كانوا يحسنون الظن ويلتمسون المعاذير حتى قالوا: التمس لأخيك سبعين عذراً . وقال ابن سيرين رحمه الله: " إذا بلغك عن أخيك شيء فالتمس له عذرًا ، فإن لم تجد فقل: لعل له عذرًا لا أعرفه  ، إنك حين تجتهد في التماس الأعذار ستريح نفسك من عناء الظن السيئ وستتجنب الإكثار من اللوم لإخوانك  وهذا من أعظم أسباب حسن الظن  حيث يترك العبد سرائرالعباد لله التي  يعلمها وحده سبحانه ، فمن ساء ظنه بالناس كان في تعب وهم لا ينقضي فضلاً عن خسارته لكل من يخالطه حتى أقرب الناس إليه !

ثم إن من آفات سوء الظن أنه يحمل صاحبه على اتهام الآخرين  مع إحسان الظن بنفسه وهو نوع من تزكية النفس التي نهى الله عنها في كتابه: {فَلا تُزَكُّوا أَنْفُسَكُمْ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ اتَّقَى} .. هكذا كان دأب السلف رضي الله عنهم. إن إحسان الظن بالناس يحتاج إلى كثير من مجاهدة النفس لحملها على ذلك.

  كلنا يعلم أن الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم ولا يكاد يفتر عن التفريق بين المؤمنين وبث العداوة بينهم ، هنا لن يكون هناك أعظم من سلاح قطع الطريق على الشيطان ألا وهو إحسان الظن بالناس.. رزقنا الله قلوبًا سليمة، وأعاننا على حسن الظن بالله سبحانه وتعالى أولاً  ثم بأنفسنا و بإخواننا و في جميع أمورنا محسنين الظن ومتفائلين