أما قبل

أفراح الجماهير.. بين أصبع مرموش وشعرة معاوية !

إبراهيم المنيسى
إبراهيم المنيسى

ألهذا الحد بلغ شغف الجماهير المصرية بكرة القدم ؟!.. لا طلب ولا سؤال ولا حديث فى الشارع المصرى بالقاهرة والأقاليم أيضا إلا عن تذاكر حضور المباراة النهائية لدورى أبطال أفريقيا بين الأهلى والترجى التونسى باستاد القاهرة السبت المقبل. كل من يلتقيك يسألك ربما قبل السلام والتحية: نفسى والنبى فى تذكرة للماتش أجيبها منين؟!

إقبال هائل نتج عنه نفاد التذاكر المطروحة للبيع عبر نظام شركة تذكرتى الإليكترونى خلال سبع دقائق فقط. السعة الكاملة للاستاد الكبير والتى زادت عن الـ ٦٠ ألف تذكرة بعد موافقة مشكورة من الجهات الأمنية خلصت فى بضع دقائق.. يا للشغف الكبير وتمكن سحر الكرة من نفوس الجماهير. كل الجماهير.. حاجة تجنن!

إقبال جمهور الأهلى بغزارة شديدة على مباراة فريقه سبقها امتلاء مدرجات الاستاد نفسه قبل أيام بجماهير الزمالك التى كست الاستاد عن آخره أيضا باللون الأبيض ورقصت وغنت وفرحت بتتويج فريقها بكأس الكونفيدرالية الأفريقية. أما ليلة يا سلام!

وإذا كان تنظيم مباراة الزمالك ونهضة بركان قد شهد خروقات تنظيمية ندد بها الكاف وأعلن اعتزامه اتخاذ عقوبات، فإن الفرصة سانحة يوم السبت لتصحيح هذه الصورة والتأكيد لأسرة الكرة الأفريقية والعربية معا أن مصر الرائدة فى تنظيم واستضافة الأحداث الكبرى قادرة على إخراج هذا النهائى الكبير بأحسن وأجمل صورة. وهنا الدور على الجماهير الكبيرة التى نالت حظ الحصول على تذكرة الحضور بالاستاد أن تقدم صورة للالتزام والانضباط ومراعاة كل تعليمات الأمن القاصد بالأساس الحفاظ على سلامة وحياة كل من فى الملعب.. وأولهم الجمهور الكبير والمحتشد بالمدرجات. نفذ التعليمات تستمتع بالمباراة وتساند فريقك وتحتفل معه.. وترجع بيتك بالسلامة..

ولا أظن أن الجمهور بحاجة لجرعات توعية مضافة ولا لاعبى الأهلى يحتاجون كلام التحذير والتأكيد على صعوبة المباراة وقوة الترجى وحتمية هز شباكه مع السيطرة على مصادر خطورته.. لكن ثمة تطور آخر مهم بين فرحة الجماهير البيضاء وتأهب الحمراء يحتاج لوقفة للنصح. إن جاز هذا..

أجواء المنتخب الوطنى قبل التجمع القادم  للفريق فيها من الملاحظات ما يحتاج للتوقف عنده.. المنتخب مسئولية الجميع ومصلحته مقدمة عن كل شيء. ده منتخب البلد كله..

أتذكر جيدا مقولة الكابتن حسن شحاتة فى كأس الأمم ٢٠٠٨ حين رافقت المنتخب بكوماسى خلال شهر هذه البطولة الرائعة للمصريين، لما سألته عن سبب التفوق وانتصارات الفريق بأداء هو الأجمل فى تاريخ المنتخب قال لى وقتها المعلم: «الجو حلو داخل الفريق.. أديك شايف كله بيحب بعضه.. ودول لعيبة كبار احنا كجهاز مهمتنا نخلق الجو الصحى داخل الفريق.. كله هيلعب بحب وسعادة.. دى لعيبة دولية كبيرة مش محتاجين نحفظهم مهام مركزهم أو نعدل من طريقة لعبهم وتفكيرهم.. المهم عندى ازاى نختار مجموعة كويسة متجانسة ونحط التشكيل المناسب  لكل ماتش..». 

تذكرنا  مقولة صاحب أفضل نتائج وأداء مع المنتخب فى تاريخه، ونحن نتابع أزمة أثيرت أولا بسبب إجراء عمر مرموش جراحة فى أصبعه تمنعه من الحضور للمنتخب حاليا، ونال الانتماء الوطنى للمحترف بالدورى الألمانى انتقادا مبطنا من الكابتن حسام حسن، لكن رد اللاعب بأنه متفق وناديه على موعد الجراحة مبكرا وتبين أنه أخطر جهاز المنتخب بذلك فى تجمع مارس الماضى..

أصبع عمر والجراحة اللازمة فيه مع تفاصيل أخرى تخص بالطبع النجم العالمى محمد صلاح، تبدو أشبه بشعرة معاوية التى تحتاج من جهاز المنتخب أن يراعيها مع  هؤلاء اللاعبين.. فلا شد يقطعها ولا رخى يفقدها..

فرحة الجماهير البيضاء. وتطلع الجماهير الحمراء نحتاج لانصهارها جميعا فى بوتقة واحدة بالعلم الوطنى سندا للمنتخب الوطنى. 
 تذكروا وصفة المعلم شحاتة..

صفوا النفوس.. يا كباتن. مصر هى الباقية.