أبداعات عربية

غزّة! قاوِم إلى أن تقوم القيام

أبداعات عربية
أبداعات عربية

1

قاوِمْ‭ ‬وقاوِمْ

فأنتَ‭ ‬نهايةُ‭ ‬هذا‭ ‬المطاف‭.‬

وقاومْ‭ ‬بأسماءِ‭ ‬ربِّ‭ ‬القتال

وما‭ ‬فى‭ ‬يديك‭ ‬من‭ ‬العاديات‭..‬

وقُلْ‭ : ‬إنَّ‭ ‬هذا‭ ‬كتابي،

وأوّلهُ‭  ‬ليس‭ ‬إلاّ‭ ‬فلسطين

ليس‭ ‬التفاوض‭ ‬والاعترافْ‭.‬

وقاوِمْ‭ ‬بأكفان‭ ‬مَن‭ ‬رنخوا‭ ‬

فى‭ ‬قماط‭ ‬الرّضاعةِ‭ ‬تحت‭ ‬اللّحاف‭.‬

وقاوِم‭ ‬بمَن‭ ‬مُسِحوا‭ ‬من‭ ‬سِجلّ‭ ‬الحياة،

ولم‭ ‬يبقَ‭ ‬فيهم‭ ‬صغيرٌ‭ ‬يخاف‭.‬

وقاوم‭ ‬بأغنيةِ‭ ‬الأرضِ‭ ‬والنارِ‭..‬

قاومْ‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬تجيءَ‭ ‬الملائكُ‭   ‬

‭          ‬صفّاً‭ ‬فَصفّا،

إلى‭ ‬الشجاعيةِ،‭ ‬

قاومْ‭ ‬لوردةِ‭ ‬نورٍ‭ ‬هناك

على‭ ‬جُثَّةٍ‭ ‬فى‭ ‬عراءِ‭ ‬خُزاعة،

وقاومْ‭ ‬ليصمتَ‭ ‬زيفُ‭ ‬الكلامِ‭ ‬

وتخرسَ‭ ‬أوداجُ‭ ‬بوقِ‭ ‬الإذاعة،

وقاوِمْ‭ ‬ليسقطَ‭ ‬عن‭ ‬وَجْهِ‭ ‬مَن‭ ‬نافقَ‭ ‬القاتلينَ‭ .. ‬قِناعه،‭ ‬

وقاوِمْ‭ ‬وقاومْ،‭ ‬فما‭ ‬النَصرُ‭ ‬إلا

بإطلاق‭ ‬كلِّ‭ ‬الصواريخ‭ ‬طُرّاً‭ ‬

أو‭ ‬الصبرُ‭ ‬عاماً‭ ‬وشهراً‭ ‬وساعة،

وقاوم‭ ‬لكسرِ‭ ‬قبابِ‭ ‬الحديد،

لتزرعَ‭ ‬بالرُّعبِ‭ ‬كلَّ‭ ‬الفياف‭. ‬

وما‭ ‬من‭ ‬سماحٍ‭ ‬

وما‭ ‬من‭ ‬شفاعة‭..‬

وقاومْ‭ ‬بحقّ‭ ‬الظلام‭ ‬الثقيل‭ ‬

‭            ‬وقتْلِ‭ ‬القتيل‭ ‬

‭ ‬ومحرقةِ‭ ‬الرَّدم‭ ‬فوق‭ ‬الطّواف‭.‬

وقاومْ‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬تُتَمّمَ‭ ‬حيفا‭ ‬

مراسمَ‭ ‬أعراسها‭.. ‬للزفاف‭.‬

وقاومْ‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬يعود‭ ‬اللجوءُ

‭ ‬إلى‭ ‬الأُرجوان‭ ‬وزهرِ‭ ‬الضِّفاف‭.‬

وقاوم‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬تقوم‭ ‬القيامة‭ ..‬

فافتحْ‭ ‬جهنمَ‭ ‬طولاً‭ ‬وعرضاً،

وضَعْ‭ ‬قلمَ‭ ‬القوْلِ‭..  ‬

‭ ‬فاوِضْ‭..  ‬ولكنْ‭ ‬بهذا‭ ‬الجحيمِ‭.. ‬

‭ ‬وقُلْ‭ ‬جَفَّ‭ ‬حِبْرى‭ ‬وما‭ ‬مِن‭ ‬صِحافْ‭.. ‬

ولا‭ ‬مَن‭ ‬يخافُ،

‭ ‬ولا‭ ‬مَن‭ ‬يخاف‭.‬

 

2

 

سلامٌ‭ ‬على‭ ‬أرض‭ ‬غزَّةَ‭ ‬

فى‭ ‬الأوّلين‭ ‬وفى‭ ‬الآخرين‭.‬

سلامٌ‭ ‬على‭ ‬ناسِها‭ ‬الطيّبين؛

شهيداً،‭ ‬جريحاً،،‭ ‬وطفلاً

وشيخاً‭..  ‬وسيّدةً‭ ‬لا‭ ‬تلين‭..‬

وتُشْعِل‭ ‬ليلَ‭ ‬البلادِ‭ ‬الحزين‭.‬

سلامٌ‭ ‬على‭ ‬مَنْ‭ ‬تقيَّدَ‭ ‬حُرّاً

وراء‭ ‬الزنازن،‭ ‬خلف‭ ‬السنين‭.‬

سلامٌ‭ ‬على‭ ‬ماء‭ ‬قانا‭ ‬وصبرا

على‭ ‬ما‭ ‬تبعثر‭ ‬سطراً‭ ‬فَسَطْرا

على‭ ‬خيمةٍ‭ ‬فى‭ ‬عراء‭ ‬الطحين‭.‬

سلامٌ‭ ‬على‭ ‬دالياتِ‭ ‬الصّفيح‭ ‬

ودّفْقِ‭ ‬الجريحِ

يشقُّ‭ ‬الدّروبَ‭ ‬إلى‭ ‬العائدين‭.‬

سلامٌ‭ ‬على‭ ‬موقدٍ‭ ‬لا‭ ‬ينامُ،

‭ ‬وأُغنيةٍ‭ ‬فى‭ ‬الظلام

‭  ‬تخبّئُ‭ ‬سِرَّ‭ ‬الزمان‭  ‬الدفين‭.‬

سلام‭ ‬على‭ ‬قهوةٍ‭ ‬مُرَّةٍ‭ ‬

فى‭ ‬عزاءٍ‭ ‬نُشرِّعُهُ‭ ‬منُذُ‭ ‬قَرنٍ‭..‬

ولمّا‭ ‬نَقُلْ‭ ‬للجنازاتِ‭ ‬يكفي‭! ‬

فقد‭ ‬مُلئَ‭ ‬الطينُ‭ ‬بالصّاعدين‭.‬

سلامٌ‭ ‬على‭ ‬كلّ‭ ‬حَيٍّ‭ ‬ودارٍ

ومدرسةٍ‭ ‬فى‭ ‬الغبارِ،

على‭ ‬كُلِّ‭ ‬هذا‭ ‬المدى‭ ‬والحصارِ،

سلامٌ‭ ‬على‭ ‬جامعٍ‭ ‬هَدَّموهُ

ومَيْتٍ‭ ‬من‭ ‬القصْفِ‭ ‬قد‭ ‬أيقظوهُ

وسقْفٍ‭ ‬على‭ ‬أهلهِ‭ ‬ردَّ‭ ‬موهُ

وألفِ‭ ‬رضيعٍ‭ ‬إذا‭ ‬لفّعوهُ،

وصاروخِ‭ ‬مجدٍ‭ ‬إذا‭ ‬أرجعوهُ

يعودُ‭ ‬أُلوفاً‭ ‬على‭ ‬الخائفين‭.‬

سلامٌ‭ ‬على‭ ‬نورسٍ‭ ‬من‭ ‬حديدٍ‭ ‬

يُؤَوِّبُ‭ ‬فوق‭ ‬السواحل‭ ‬حتى

‭ ‬يدبَّ‭ ‬على‭ ‬مخبأ‭ ‬الغاصبين‭.‬

سلامٌ‭ ‬على‭ ‬القدسِ‭ ‬تعلو‭ ‬وتبقى‭ ..‬

فإن‭ ‬قصفوا‭ ‬رَفَحاً‭ ‬فى‭ ‬المساء‭.. ‬

صباحاً،‭ ‬ترى‭ ‬روحَها‭ ‬فى‭ ‬جِنين‭. ‬

سلامٌ‭ ‬على‭ ‬غزة‭ ‬الله‭..‬

‭ ‬فيها‭ ‬المماتُ‭ ‬وفيها‭ ‬الحياةُ‭ ‬

‭ ‬وفيها‭ ‬سنحشرُهُم‭ ‬أجمعين‭.‬

 

3

 

ماذا‭ ‬تنظرُ‭ !‬

لمزيدٍ‭ ‬من‭ ‬جُثثٍ

يحملها‭ ‬الناسُ‭ ‬على‭ ‬الأكتاف‭ ‬؟

ماذا‭ ‬تنظرُ‭ !‬

لشهيدٍ‭ ‬آخرَ‭ ‬مجهولَ‭ ‬الأوصاف‭ ‬؟

ماذا‭ ‬تنظرُ‭  ‬

لجريحٍ‭ ‬إثْرَ‭ ‬جريحٍ

يسكبُ‭ ‬خلفَ‭ ‬عجاجِ‭ ‬الرّملِ‭  ‬شرايينَ‭ ‬الأعطاف‭ !‬

وماذا‭ ‬ستُحقّقُ‭ ‬من‭ ‬هذا‭ ‬المَشهدِ‭ ‬

ستحرّرُ‭ ‬غزّةَ‭ ‬من‭ ‬طوْقِ‭ ‬العُزلةِ‭ ‬،

أو‭ ‬تفتحُ‭ ‬كلَّ‭ ‬شبابيكِ‭ ‬الكونِ‭ ‬عليها‭ !‬

هل‭ ‬كانَ‭ ‬الموتُ‭ ‬المجّانيُّ‭ ‬سبيلَ‭ ‬المشتاقين‭ ‬إليها؟

وكيف‭ ‬تلوّث‭ ‬أشجارَ‭ ‬الغيمِ‭ ‬على‭ ‬كفّيها‭ ‬؟

‭*‬

لم‭ ‬ألْقَ‭ ‬سوى‭ ‬النارِ

لأُحرقَ‭ ‬هذا‭ ‬الغولَ‭ ‬الباعثَ‭ ‬ألف‭ ‬جحيمٍ

فى‭ ‬عينيها‭ !‬

هل‭ ‬أطفأ‭ ‬أحدٌ‭ ‬منكم‭ ‬لهباً‭ ‬يمشى‭ ‬فى‭ ‬ثدييها‭ ‬؟

فماتَ‭ ‬الرُّضَّعُ‭ ‬بين‭ ‬يديها‭ !‬

هل‭ ‬أوقفَ‭ ‬أحدٌ‭ ‬قصْفَ‭ ‬ثلاثِ‭ ‬حروبٍ

زلزلتِ‭ ‬الرَّحْمَ

وحرَّقَتِ‭ ‬الرّوحَ

وسوَّدَتِ‭ ‬الأرجاء‭ ‬؟

هل‭ ‬حطّمَ‭ ‬أحدٌ‭  ‬ليلَ‭ ‬القبرِ

وشَرَّعَ‭ ‬بابَ‭ ‬القبوِ

وأرجَعَ‭ ‬صاعقةَ‭ ‬الأنواء‭ ‬؟

أجيبوا‭ !‬

لا‭ ‬نبغى‭ ‬غيرَ‭ ‬فضاءِ‭ ‬الطيرِ

وخبزٍ‭  ‬أو‭  ‬ماءٍ‭  ‬وهواء‭ ..‬

ونُقَبِّلُ‭ ‬هاماتِ‭ ‬الشهداء‭ !‬

‭***‬

هذى‭ ‬الأرضَ‭ ‬يُحرّرها‭ ‬الميزانُ‭ ‬العادِلْ‭ ‬؛

الطَلقةُ‭ ‬بالطلقةِ‭ ‬والثاكلُ‭ ‬بالثاكل‭ ..‬

والصّاعِدُ‭ ‬فينا‭ ‬ليس‭ ‬قتيلاً،‭ ‬لكنّ‭ ‬الآخَرَ‭ ‬قاتِلْ‭ .‬

والسائلُ‭ ‬إنْ‭ ‬أنْكَرَ‭   ‬ذاهِلْ‭ .‬

فلماذا‭ ‬لا‭ ‬نذهبُ‭  ‬باللحمِ‭ ‬المدبوغِ‭  .. ‬إلى‭ ‬الأسلاك‭ ‬؟‭!‬

وذاكَ‭ ‬هلاك‭ !‬

لكنّ‭ ‬المقتولَ،‭ ‬وإن‭ ‬ماتَ‭ ‬،‭ ‬فقد‭ ‬دقَّ‭ ‬التابوتَ‭ !‬

ويكفى‭ ‬أنْ‭ ‬قامَ‭ ‬شهيداً‭..‬

وعلى‭ ‬الأسلاكِ‭ ‬صُراخُ‭ ‬الحَنّونِ‭ ‬الشاهدْ‭ .‬

والقائدُ‭ ‬ليس‭ ‬بقائد‭!‬

يا‭ ‬شعبى‭ ‬فى‭ ‬غزّةَ‭ ‬هاشمْ‭ !‬

اخرُجْ‭ ‬كالطوفانِ‭ ‬المارِدْ

يا‭ ‬مَن‭ ‬علّمتَ‭ ‬الدنيا‭    ‬كيف‭ ‬تُقاوِمْ‭ .‬

‭..‬إنّا‭ ‬ننتظرُ‭  ‬القادِمْ‭ ‬

إنّا‭ ‬ننتظرُ‭  ‬القادِم‭ ..‬