كلام فى السينما

الصين تحكم هوليوود

هويدا حمدى
هويدا حمدى

هويدا حمدى

فى حرب باردة ، وتصريحات نارية متبادلة بين أمريكا والصين على المستوى الرسمى، تكسب الصين جولة جديدة ، بعدما بسطت نفوذها على هوليوود تماما فى الفترة الأخيرة، بعدما استبعدت الشهر الماضى أفلاما أمريكية من دور العرض الصينية، ودفعت هوليوود ثمنا فادحا اضطرها للرضوخ لشروطهم وعرض الجزء العاشر من السلسلة الجماهيرية «سرى وغاضب ٩» فى الصين قبل موعد طرحه بأمريكا الشمالية بشهر تقريبا.. والمعتاد ألا يتجاوز الاختلاف فى توقيت العرض أسبوعا أو اثنين، لكن هذه المرة كان الفرق شهرا كاملا ، وهو ما يعرض الفيلم لمخاطر القرصنة وانتشاره على المواقع ويؤثر على إيراداته داخل أمريكا وكندا.. لكن الصين حكمت وكان لها ما أرادت !

حققت يونيڤرسال منتجة الفيلم مكاسب من الرضوخ والتسليم ، فإيراداته فى الصين تجاوزت ١٣٥ مليون دولار فى أول ثلاثة أيام لعرضه ،وفى سبع دول أخرى عرضته فى نفس الوقت حقق أكثر من ٢٧ مليون دولار أعلاها كوريا الجنوبية (عشرة ملايين دولار) وأقلها مصر( ٣٠٠ ألف دولار) !

الصين أهم الأسواق الخارجية للسينما الأمريكية وتمثل ثلث إيراداتها الكلية تقريبا وأكثر من ٧٠٪‏ من إيراداتها الخارجية، ومن هنا كان لابد من الانصياع لرغبة المسئولين بالصين فى تحديد موعد أى فيلم أمريكى جديد وفقا لظروف بلادهم، ولأن الصين تحتفل أول يوليو القادم بالذكرى المئوية لتأسيس الحزب الشيوعى، مما يلزم دور العرض بأفلام صينية فقط، كان لابد من انصياع يونيفرسال والمغامرة بتقديم الموعد شهرا كاملا عن موعده الرسمى بأمريكا وأوروبا فى ٢٥ يونيو مع موسم أجازات العطلة الصيفية للمدارس والجامعات، وتزامنا مع تشغيل دور العرض الأمريكية بكامل طاقتها فى الرابع من يوليو عيد الاستقلال.. وهى المناسبة التى ينتظرها شركات دور العرض الأمريكية لطرح أفلام ضخمة تعوض خسائر فترة طويلة من الإغلاق امتدت خمسة عشر شهرا تقريبا.

قبل الجائحة، فى ٢٠١٩ حققت السينما الأمريكية أكثر من 2،6 مليار دولار فى الصين معظمها لفيلمى «سريع وغاضب» و«المنتقمون»، وهو تقرير أعلنته هوليوود بعد انتقاد علنى من الحكومة الأمريكية السابقة لخضوعها للشروط الصينية، وألقت باللوم عليها لتحكم الصين بمواعيد العرض وقبول رقابة من الصين على أفلامها، وتواصل الشعور بالخيبة لدى الحكومة الأمريكية الحالية فألقت باللوم على هوليوود لخضوعها لبلد غير ديموقراطى لا يحترم حقوق الانسان.. لكن هوليوود تدرك جيدا مصالحها وتعلم قواعد اللعب الحقيقية وأن ما تقوله الحكومة الأمريكية ليس إلا شعارات لا وجود لها على أرض الواقع.