لا تقربوا الصلاة وسامح شكري

فرج حمودة
فرج حمودة

بقلم: فرج حمودة / مهندس استشاري

ليس هذا دفاعا عن السيد سامح شكري، فالخارجية تملك من الوسائل للدفاع عن أي أمر أو توضيحه، لكني هنا أضرب مثلا بما يتربصه بنا أهل الشر المندسين وسطنا أو في الخارج.

صعقني – فعلا – هول ما وجدته على صفحات الفيس بوك من هجوم على الدولة وشخص السيد سامح شكري ومنهم من كنت أظنهم بسذاجتي أصدقاء، نعم بينهم وطنيون مخلصون وأخذهم الحماس إلى منطقة الغضب والخوف وكلاهما ناتج أيضا عن انسياقهم وراء حملة الضغط على القيادة المصرية لضرب سد إثيوبيا لو أقدمت على الملء الثاني.

دعونا نتكلم منطقيا أولا، السد بني ليتم ملؤه ليوفر فرق ارتفاع للمياه بين أمامه وخلفه لتوليد الكهرباء حسب الزعم الإثيوبي لغرض بنائه، سواء بملء أول وثاني أو ملء عاشرأو حتى مائة، وبحد أقصى مقدر له 74 مليار متر مكعب، وهذا يعني أن الملء الثاني سيتم يوما ما بغض النظر عن تمامه باتفاق أو بغير اتفاق، وسيصل إلى التخزين الكامل يوما ما أيضا، وموضوع أن نتركه ليملأوه بناء على اتفاق أو نهده على رؤوسهم لو أقدموا على ذلك بدون اتفاق يعتمد على قرار سياسي للقيادة المصرية التي أعلنت أن هناك حصة ستصلنا تحت كل الظروف، وفسره البعض على أنه تهديد بعمل عسكري إن (تم المساس بهذه الحصة)، وهنا أسأل كعادتي سؤالا ساذجا هو ماذا لو أقدمت إثيوبيا على الملء الثاني دون اتفاق وتركت لنا حصتنا كما هي دون نقصان؟ ما الضرر الفعلي علينا الذي يعطينا الحق في تدمير السد؟، وخصوصا أن القانون الدولي لا يتدخل إلا في حالة وقوع ضرر فعلي وكثيرا ما لا يتدخل إلا إذا كان الضرر جسيما، وبالطبع لن تنتظر مصر لكي يكون الضرر جسيما وبالتأكيد واكرر هو المقصود من تحذير الرئيس ورسمه الخط الأحمر علنا.

نعود لما قاله السيد سامح شكري، لم يقل الرجل غير ما سبق وأهل الشر اقتطعوا ما قاله عن (وجود الأمان في بحيرة ناصر)عما قاله واضحا أننا سنتخذ (جميع الإجراءات الكفيلة بحماية حقوقنا) وصوروه - وأعتذر عن اللفظ - بسفالة الخونة والمغرضين على أنه انبطاح واستسلام و,, و..إلى آخر قاموس الاتهامات الدنيئة له وللدولة معتمدين على شيئين أولهما قلة ما هو متاح للعامة من معلومات عن الموقف السياسي والعسكري وغيرهما وهو إن كان هاما سرية أو إعلانا إلا أن من يقدر هذا هو القيادة نظرا لأهمية الموضوع الذي عبر عنه السيد سامح شكري أنه قضية وجودية، وثانيهما جهل العامة بما هو الملء الثاني وحجمه وأضراره، وأنه موقف سياسي فقط يمكن للخصم المنفلت بغباء القيام به وتقدير عقابه من عدمه في يد من لديه المعلومات ويقدر الموقف على أساسها ونحن نثق به، دون أن يدفعنا الخصم لنفعل ربما ما يريده هو من تدمير للسد.

لا يزال شيطاني الجميل يلح وبشدة أنهم يدفعوننا ومعهم أهل الشر لنهد السد فوق رؤوسهم لغرض في نفس الإمبراطور الجديد إياه.