خارج النص

فلسطين.، و «رويبضة السوشيال ميديا»!

د.أسامة السعيد
د.أسامة السعيد

ليس أصعب من الاحتلال، سوى القابلية للاحتلال!
وليس أخزى من الهزيمة، سوى الانهزامية، والرضوخ لتلك الهزيمة! طالما بقيت روح المقاومة حية، وطالما بقى الوعى يقظا، فيعرف الناس كيف يفرقون بين العدو وبين الصديق والشقيق، فإن النصر سيأتى يوما ما وإن طال الزمن.
اقرأوا التاريخ لتعرفوا أن القدس بقيت فى قبضة العصابات الصليبية أكثر من ثمانية عقود، لكن بقاء جذوة المقاومة فى نفوس العرب (مسلمين ومسيحيين) كانت الرهان الحقيقى، الذى استعاد المدينة المقدسة فى النهاية.
اليوم، وبينما شعب عربى أعزل هو الشعب الفلسطينى يخوض مواجهة جديدة مع جلاد الاحتلال الصهيونى السادى، الذى لا يرتوى من الدم العربى، أجد أن أخطر ما يقصفنا به عدونا، ليس صواريخ طائراته الحديثة، ولا قنابله المحرمة دوليا، بل ذلك الإحساس بالخنوع والخضوع والاستسلام الذى يبثه «رويبضة السوشيال ميديا»، وكأن الضعف قدر محتوم، والانكسار مصير لا مفر منه.. بعض الذين لا يعرفون خطورة الكلمة، باتت سخرياتهم من صمود الشعب الفلسطينى، وتهوينهم من ممارسته لحقه فى مقاومة جلاديه بكل ما أوتى من سبل ولو كانت الحجارة، أخطر بكثير من رصاصات الجيش الصهيونى فى الصدور العربية العارية، لأنها طعنات تأتينا من الخلف، من يد كان أولى بها أن تصد الطعنة، لا أن تغرس النصل فى قلوبنا!! فإذا لم يستطع هؤلاء أن يدعموا صمود أشقائهم الفلسطينيين بالعمل أو القول أو حتى بالدعاء، فليدعموهم بصمتهم، فبعض الكلمات - حقا - قبور!!
حب الوطن لا يعنى التقوقع، والرغبة فى الابتعاد عن المشكلات، لا تكفى لإبعاد المشكلات عنا، اقرأوا التاريخ لتعرفوا أن هذا هو قدر مصر، فصلاح الدين لم يحرر القدس إلا انطلاقا من مصر، وجيوش المسلمين التى تصدت للتتار لم تخرج إلا من مصر، وتطهير الممالك العربية من الصليبيين كان تحت راية مصر.واليوم عندما تقف مصر إلى جوار الأشقاء فى فلسطين فهى تحمى أمنها القومى فى المقام الأول، وتؤدى رسالتها الخالدة ثانيا، لكن يبدو أن أعداءنا يعرفون قدر مصر أكثر من بعض أبنائها، ربما لأنهم يقرأون التاريخ!