شاشة وميكروفون

برامج التطفل والإثارة

عاطف سليمان
عاطف سليمان

إذا كان شهر رمضان الفضيل هو الأشهر لسباق موسم مسلسلات الدراما فهو أيضاً الأشهر فى تقديم برامج المنوعات والحوارات التى تعتمد على استضافة النجوم نظير مبالغ مالية يتم الاتفاق عليها مسبقاً كأجر له عن استضافته. وهذا ليس بمشكلة إنما لماذا اذكر ذلك لأكثر من سبب. فتلك البرامج يعتقد من يقدمها أنه "ح يوّلع" الدنيا من خلال ما يطرحه من أسئلة على ضيفه لذا يدخل فى حياته الخاصة. ويلقى الضوء على أمور لا يجب على كليهما ذكرها. وإفشائها على الملأ.
فما معنى ان يتحدث فنان عن أمور شخصية تخصه مثل الزواج او الطلاق او يتباهى انه تزوج كثيراً أو قليلاً أو أن زوجته ضربته او مطلقته طردته من شقته أو تأتى فنانة لتتحدث عن مطلقها ومن قبلها قصة حب معه التى كانت قد أخفتها بل ونكرتها وحين حدثت الخلافات أعلنت انها زوجته فأصبحت حكاية زواجها ثم طلاقهما حديث البرامج!!
ما الذى يستفيده المشاهد من تلك الحكايات والفضائح ؟ ولماذا لا تهتم تلك البرامج بأعمال الضيف وابداعه ونقاط الضعف والقوة فى فنه ونصائحه للجيل الجديد والأخذ بيده ؟
ولماذا لا تركز نوعية هذه البرامج على المنحى الثقافى فى مسار الضيف وغيرها من المناحى التى قد تكون دافعاً للموهوبين ان يسلكوا مسلكه ويكون قدوة لهم ؟
قد يقول قائل ان حياة الفنان ملك للعموم لكنى اقول حياته كفنان بأعماله وتاريخه نعم لكن حياته الخاصة ملك له فقط كإنسان قبل ان يكون فناناً ويصبح مشهوراً.
للاسف الشديد المشكلة هنا لا تكمن فقط فى المذيعة أو المذيع بل الجانب الأكبر يقع على الضيف الذى يتفاخر بسرد خصوصياته لمجرد ان القائمين على نوعية برامج الإثارة والفضائح يعطون الضيف مقابلاً مادياً كى يتحدث عن أموره الشخصية ليس هذا فقط. بل ان هذه الأمور تصبح بعدها هى نفس المادة الكلامية لنفس الضيف فى برامج تطفل أخرى وهلما جرى..!
لذا أحترم كل فنان يتحدث عن فنه وابداعه.. وأسفاااه لكل من يتفاخر بأموره الشخصية و…."امام الملايين".