نهار

المثقف الخلوق..

عبلة الروينى
عبلة الروينى

ورحل رجل طيب (هد رحيله قلوب الكتاب والمبدعين)كما كتبت الروائية ميرال الطحاوي....رحل رجل طيب (حاجات كتير خست برحيله النبل،الضحك،الجدعنة،الذكاء وأخلاق أولاد البلد)كما كتب القاص مصطفى طاهر...يذكره الجميع بخلقه..بالمحبة والفرح والتواضع والإنسانية، من قبل أن يذكروه بعلمه الواسع وثقافته العميقة....د.شاكر عبد الحميد أستاذ علم نفس الإبداع بأكاديمية الفنون..صاحب العشرين كتابا حول فلسفة الجمال والإبداع، وسيكولوجيا الفن(العملية الإبداعية)،(الحلم والرمز والأسطورة)،(الخيال من الكهف إلى الواقع الافتراضي)، (سيكولوجية فنون الأداء)،(الفكاهة والضحك)،(الفنون البصرية)،(العبقرية والإبداع)، (عصر الصورة)،( مدخل إلى الدراسة النفسية فى الأدب)....
ورغم أن د.شاكر عبد الحميد كان وزيرا للثقافة ٢٠١١ كانت عفويته وروحه البسيطة المرحة لا تخفى ولا تتعالي،تتعلق كالأطفال، وتغضب مثلهم أيضا...وبرغم الفرح الطفولي، كانت الوزارة والمناصب عموما آخر مهامه، وأقل تعريفاته،لا يعيرها أحد الأهمية... هو العالم الجليل والمثقف الموسوعي..قبل ٣٠ عاما، فى بداية مشواره العملي،حصل على جائزة (شومان) للعلماء العرب الشبان فى العلوم الإنسانية، فى الأردن ١٩٩٠..ومن مصر حصل على جائزة الدولة للتفوق فى العلوم الاجتماعية٢٠٠٣...ومن الإمارات حصل على جائزة الشيخ زايد ٢٠١٢ عن كتاب (الفن والغرابة)...
البساطة والتواضع وفيض الإنسانية هى أبرز ملامحه..لم يغادر المقاهي..يخرج من مكتبه بالوزارة أو الجامعة ليجالس البسطاء فى المقهي، ويحاور المبدعين الشباب،داعما لهم بكل وسيلة..يتابع بدقة إنتاجهم الإبداعي، ويشارك مهما كانت المشقة فى الندوات لمناقشة أعمال الكتاب والمبدعين..لا يتأخر ابدا عن علمه ولا عن إنسانيته.