تترك أميرة الهادى محمد، تمريض رعاية بمستشفى عزل هليوبليس، 4 أطفال، مع زوجها طوال فترة تواجدها بالعزل لمدة 14 يومًا، ربما تحدثه مرة للاطمئنان عليهم بعد انتهاء عملها وتعود لتقوم على خدمة مرضى كورونا.
كانت أميرة وقت حديثها لنا تنتقل مرتدية بدلة العزل بين غرف المرضى تحاول أن تعرف احتياجاتهم، فتقول إن لديها ولدين وبنتين الأكبر محمد 14 سنة ومازن 12 سنة، ولوجى 4 سنوات وجزال سنتين.
لفت انتباهنا عن تركها لطفلة لا يتعدى عمرها عامين وهى فى العزل فبادرتها بالسؤال من يرعى طفلتك ذات العامين فى ظل غيابك، فاجابت بلهفة على أبنائها: فى فترة العزل أترك أطفالى مع زوجى لمدة 14 يومًا إلى أن أعود إليه، وهو من يقوم بالاهتمام بهم وتربيتهم ويرعاهم، وهذا الأمر صعب جدا عليه خاصة رعاية طفلتى الصغيرة، لكن الشغل فى وقت الوباء أهم من أي حاجة، ولو احتاج شيء يكلمنى فى فترة الراحة الخاصة بى إنما وقت الشغل مستحيل أن أجيبه لأنى باكون مرتدية بدلة العزل فى الرعاية.
وتضيف: أطفالى وحشونى كتير واكلمهم فيديو كول بعد انتهاء أوقات العمل، وليس خلالها، وعند عودتها لمنزلها تعزل نفسها وتتخذ إجراءاتها الوقائية وتحرص على غسيل يديها باستمرار بالماء والصابون أولا قبل التعامل مع أطفالها.
اعتادت أميرة كل صباح المرور على جميع المرضى: كل يوم صباح أمر على جميع المرضى وأجمع طلباتهم مثل السوائل الدافئة اللى يحبوا يشربوها، وأى طلب يطلبه المريض لابد من تلبيته، ونقوم بتجهير الأكسجين والأدوية وعلب التحاليل، وعملى يستمر 12 ساعة متواصلة.
لكن الأمر يزداد تعقيدا حين يتعرض مريض لمضاعفات فتقول: فى حالة إنقاذ حالة طارئة لابد من ارتداء الملابس الوقائية كاملة ونستدعى الطبيب ونرى ما يحتاجه المريض بناء على تعليمات الطبيب، موضحة أن الحالات تتحسن وتخرج بعد انخفاض نسبة الأكسجين.
وتوضح أن أهم شيء لتعافى المريض الراحة النفسية له ونحاول طمأنته بأن حالته الصحية جيدة ونعطيه أمل بأن حالته تتحسن حتى لو عكس ذلك، وإن شاء الله سيعود للمنزل قريبا.
وتقول :أصعب لحظة عندما يفقد مريض حياته تكون حالتى النفسية سيئة لابد من وضع نفسى مكان المريض ولو لم نراعى ربنا فيه ممكن أمرض ولا أجد أحدا يرعانى.