لا يخلو بقاؤهم فى العزل من الصعاب، لحظات صعبة تعيشها الأطقم الطبية لا تكون متعلقة بهم أو بعائلتهم لكن متعلقة بمرضاهم بصورة أكبر، بفقدهم أو بتدهور حالتهم.
يروى الدكتور سامح شحاتة نائب مدير مستشفى العجوزة للعزل حين التقيناه بعد أن قام بمباشرة مهام عمله، أصعب تجربة مر بها: كانت تجربة صعبة حيث كان فيه زوجان مصابان بالفيروس فى المستشفى هنا وعمرهما حوالى 60 عامًا ودخلا الرعاية المركزة لتدهور حالتهما ولزاما علينا تم وضع الزوجة على جهاز التنفس الصناعى وخلال هذه اللحظات أبلغتنا رسالة لو أنتم هتنيمونى سلموا لى على زوجي، وفعلا ابلغت الرسالة لزوجها وبعدها فقدت حياتها، وبعدها توفى زوجها مباشرة وكانت حالتهما صعبة ، فعلا الحالة النفسية للإنسان تفرق كثيرا فى مقاومة الفيروس ورفع المناعة فالمريض حين تكون حالته النفسية جيدة يتعافى بسرعة.
ورغم صعوبة غيابه عن أسرته إلا أن ذلك لا يؤثر فيه مثلما يتأثر بمثل حالة الزوجين وفقد حياتهما فيقول: فترة الغياب عن اسرتى صعبة وهم يكون لديهم قلق علي، لكن متفهمين الوضع لخدمة الناس والمرضى نقوم بواجبنا كأطباء، والتضحية من اجل مصر، وحين العودة لاسرتى بعد 14 يوما فى المستشفى اتعامل معهم بالتباعد والماسكات بعد اجراء المسحة فى المستشفى وعدم ظهور الأعراض.
«كل هذا لم يؤثر ولم ينل من عزيمة الأطقم الطبية نهائيا فى مواجهة الفيروس ويمتاز المستشفى بوفرة من الأطباء، لشباب الأطباء يقومون بدورهم على أكمل وجه ولديهم دراية كاملة للتشخيص.
قطع حديث استدعاء أحد العاملين للطبيب للصعود أقسام العزل، فأجابه واستكمل حديثه قائلا إن دوره تنظيمي فى المستشفى لحل جميع المشاكل التى تواجه المرضى والعاملين لتقديم أفضل خدمة، حيث إن العزل فى مستشفى العجوزة بدأ من 29 مارس الماضى الى الآن، وكل فرقة طبية تمكث 14 يوما فى المستشفى، وهم حاليا فى الفرقة 21، حضر منهم هو كطبيب 15 فرقة لكن هو يعمل أكثر من مدة عمل الفرق الطبيبة لمدة شهر ونخرج 14 يوما ومتواجدين لحل مشاكل المستشفى وما يقابل الأطقم الطبية.
ويضيف أن الموجة الثانية اصعب من الاولى، الحالات فى الموجة الأولى قليلة ولم يكن فيها خسائر كثيرة، أما بعد التراخى فى الموجة الثانية زادت الحالات وكلها تأتى للمستشفى فى حالة متأخرة، ولو أن الناس التزمت بالاجراءات الاحترازية تقل الإصابات «طبقنا ذلك فى الموجة الأولى فقلت الإصابات، والموجة الثانية اصعب لعدم الالتزام.
ويشير إلى قيامهم بمواجهة التحديات بدعم من القيادة السياسية ووزارة الصحة والكل على مستوى الحدث، وكل الدعم مقدم «لنا» ونقوم بتجهيز الفرق الطبية قبل وصولهم بأسبوع مع حصر النواقص واستكمالها من وزارة الصحة، ويتم حصر الأوكسجين على مدار الساعة، ولو هناك نقص يتم إبلاغ الوزارة أو نوفرها من الشركات المتعاقد عليها.
طوال 38 عامًا قضاها الطبيب يمارس مهنة الطب لم يقابل مثل هذه الجائحة: أعمل طبيبا منذ 1982، عاصرت فترة انفلونزا الخنازير والطيور فى مستشفى جراحات اليوم الواحد بالبساتين ، لكن هناك فرق كبير فى طريقة التعامل مع المرض حيث كان الطيور سبب انتقال العدوى وبمجرد الابتعاد عنها نكسر حلقة نقل العدوى أما كورونا فيروس ينتقل عن طريق لمس الأسطح، والرذاذ بالعدوى أكثر ولم نر مثله فى الشدة وهو ازمة حقيقية.