صاحب طفرة الإنجازات العالمية يطالب بمساندة الفراعنة

هشام نصر.. أيقونة «اليد الحديدية» خرج من الفقاعة والسبب غريب

هشام نصر رئيس الإتحاد المصرى لليد
هشام نصر رئيس الإتحاد المصرى لليد

كتب/ محمد العقاد

المهندس هشام نصر رئيس اتحاد كرة اليد هو إحدى أيقونات كرة اليد المصرية الحديدية.. بل هو الأيقونة المتفردة للعبة منذ تولى رئاسة الإتحاد قياسا إلى حجم الإنجازات غير المسبوقة للمنتخبات.

هو الذى واجه العديد من التحديات الكبيرة والصعبة منذ أن تولى القيادة فى منصبه الحالى وهو واحد من الأسماء التى ساهمت بشكل كبير فى نجاح مونديال اليد والتى تستضيفه مصر للمرة الثانية فى تاريخها وهى البطولة رقم 27 وهو واحد من الذين واجهوا مطبات كثيرة فى تحضير المنتخب لهذا المونديال وانتصر عليها برفقة المسئولين فى الاتحاد. 

فوجئ الجميع وبكثير من علامات الاستفهام بأن هشام نصر خرج من الفقاعة الطبية وتحديداً فى اليوم التالى لهزيمة مصر من منتخب السويد بنتيجة 23/24 فى ثالث مباريات المجموعة السابعة بالمونديال، وخرج هشام على الرغم من ابتعاد الثنائى مؤمن صفا وعلاء السيد، أمين صندوق الاتحاد الحالى والمشرف على المنتخب على الترتيب، عن المعسكر بسبب مرضهما.

ورفض رئيس الاتحاد واللجنة المنظمة هشام نصر التعليق على خبر خروجه من الفقاعة الطبية ومرافقة الفراعنة ورفض أيضا توضيح من سيكون بديلاً عنه..والمشكلة أنه يصعب عليه العودة وفقا للوائح الإجراءات الاحترازية الخاصة بالمونديال.

خروج هشام يحصل خسارة كبيرة لها أضرارها لمنتخبنا الوطنى لليد فقد كان نصر يقوم بدور رئيس البعثة والاتحاد ويحل الأزمات ويتحدث مع اللاعبين الذين يعتبرونه الأب الروحى لهم وليس رئيس اتحاد فقط فمع خروجه فى هذا التوقيت ربما يؤثر بالسلب على أداء ونتائج الفراعنة المتبقية وعدم التركيز فى ظل هذه الأجواء المفعمة بالمنافسة. 

وحرص هشام نصر بمجرد خروجه من الصورة فى المنتخب على مطالبة الجميع بدعم الفراعنة والوقوف على خط واحد من أجل المنافسة على ميدالية أو على اللقب والوصول لأبعد مدى فى البطولة والأهم هو تجاوز المباريات المقبلة مع روسيا وبيلاروسيا وسلوفينيا. 

ورغم الترويج بأن الأسباب الخاصة بخروجه غامضة إلا أن الثابت حسب المعلومات أن السبب هو تقديم المنتخب الوطنى شكوى للاتحاد الدولى ضد حكم مباراة السويد، فهناك علامة استفهام بل وتعجب على الحكم لأنه نرويجى الجنسية وهو نفس الحكم الذى أدار اخر مباراة للسويد والتى كانت أمام منتخب مقدونيا الشمالية وهو ما تعجب له الجميع، وليس هذا فقط بل أن مدرب السويد جلين سولبرج أيضاً نرويجى الجنسية.

وهو أمر كان لابد أن يتم وضعه فى الاعتبار مع حساسية المباراة وأن مصر والسويد يتنافسان سوياً على المقعد الأول والثانى للمجموعة السابعة والنقطة الواحدة تفرق مع كليهما، بالإضافة أن أداء الحكم فى المباراة عليه علامات استفهام كبيرة أيضا بقرارات التى احبطت اللاعبين والجماهير بعد أن خسر المنتخب وبفارق هدف واحد من السويد.

الحكم النرويجى لم يكن عادلاً فى مباراة المنتخب الوطنى مع السويد وكان يستحق الشكوى.. فمع العودة لمشاهدة المباراة مرة ثانية وبكل هدوء ستجد أن خط اللعب السلبى غير موحد بين الفريقين، بالإضافة إلى احتساب فاولات عكسية غير منطقية على المنتخب الوطنى تحديداً على الثنائى يحيى خالد وعلى زين كما احتسب فاول حجز على وسام فى الدقيقة ٥٢ لمجرد عكس الكرة والكرة لم يكن فيها اى شئ خطأ، كما طرد المصرى فى الدقيقة ٣٤ وطرد بكار فى الدقيقة 34 فى حين أن الحكم لم يطرد لاعب السويد فى الدقيقة 49 على الرغم من أنها نفس الحالة الذى سبق وطرد منها بكار.

وفى حالة أخرى وحجز كارثى تغاضى عنه الحكم تسبب فى ضربة جزاء بالدقيق 43 كما دخل أحد لاعبى السويد منطقة المرمى أثناء التمرير للجناح فى الدقيقة 45 وهو أمر غير مقبول فى اللعبة، كما هناك العديد من الحالات التعجبية لصالح المنتخب الوطنى وتغاطى عنها الحكم سواء بالتحذير أو لطرد أحد لاعبى المنافس بل بالعكس كانت صافرته تستوقف دائماً هجمات الفراعنة ليفلت منتخب السويد من هزيمة كاد المنتخب الوطنى يحققها بوجود عدالة فى التحكيم. 

وليس من الطبيعى أن يخرج رئيس اتحاد الدولة المنظمة للمونديال من الصورة للبطولة بعلامة استفهام كبيرة غير واضحة وهذا ما لا نشاهده فى أى دولة ولأى بطولة، والغريب أن الذى فعل هذا ضحى بمصلحة المنتخب لمجرد أنه غضب، وبرغم أن هشام نصر له مكانة خاصة لدى لاعبى المنتخب، بل هو بالنسبة لهم الأب الروحي، وخروجه وابتعاده عنهم خطر كبير لم يتحسب له أحد.

فيبقى السؤال الذى يفرض نفسه ولا اجابة له حتى الآن ماذا لو تقدم بالشكوى منتخب آخر غير المنتخب المصرى.. فهل كان رئيس البعثة سيخرج من البطولة ؟!

هشام نصر وصل بالمونديال مع كافة المسئولين إلى بر الأمان وهو أحد عناصر نجاح البطولة والتحدى لأقوى ظرف طارئ عالمى وهو فيروس كورونا فى موجته الثانية والشديدة والتى هددت أكثر من مرة استضافة مصر للمونديال لكن مصر طبقت أقوى الطرق الإحترازية من أجل خوض المونديال فى موعده وتجهيز 4 صالات "الصالة المغطاة لاستاد القاهرة وبرج العرب و6 أكتوبر وصالة العاصمة الإدارية" وتم تجهيزهم على أعلى مستوى وهم على استعاد استقبال أى بطولة عالمية ليس فى اليد فقط.  

إنجازات الفراعنة مع هشام 

ويعد هشام شاهدا على إنجازات وتحول كرة اليد المصرية فى السنوات الأخيرة.. فتحديداً تولى نصر مسئولية رئاسة اتحاد اللعبة فى 2017 وحدثت طفرة متتالية للعبة على صعيد كل المنتخبات، فإنجازاتها بالجملة فى الأعوام الماضية.

حققت الكرة المصرية العديد من الإنجازات لعل أهمها المشاركة فى آخر نسخة من بطولة العالم عام 2019، التى نجح خلالها الفراعنة فى حجز مقعد بالمراكز العشرة الأولى، حيث أنهى المنتخب الوطنى مشواره فى المركز الثامن، لأول مرة منذ 18 عاما.

 ومن ضمن نجاحات منتخب مصر الأول فى عام 2020 كانت حصد لقب أمم إفريقيا للمرة السابعة فى تاريخه، على حساب منتخب تونس وعلى أرض تونس، ليتأهل الفراعنة بهذا الإنجاز إلى أولمبياد طوكيو 2020 التى تأجلت بسبب جائحة فيروس كورونا. أما عن إنجازات اليد لمنتخبات الشباب والناشئين فحدث ولا حرج..تعددت على مدار السنوات الماضية، لعل أهمها التتويج بذهبية دورة الألعاب الإفريقية بالجزائر عام 2018، فضلا عن الفوز بكأس الأمم الإفريقية للشباب تحت 20 عاما فى مراكش 2018.

وتأهل الفراعنة بعد ذلك إلى كأس العالم للشباب الذى أقيم بإسبانيا 2019، ليحصد المنتخب الميدالية البرونزية للمرة الثانية حيث كانت الأولى فى نسخة 1999. 

أما منتخب الناشئين فتمكن من التتويج عام 2018 بلقب كأس الأمم الإفريقية، وكان الإنجاز الأكبر لهذه الفئة العمرية التتويج بكأس العالم تحت 19 عاما لأول مرة فى التاريخ فى عام 2019 وهى النسخة التى أقيمت فى مقدونيا.

صورة تذكارية لتتويج منتخب الناشئين بذهبية اليد

التعاقد مع العبقرى 

كان لهشام نصر دور كبير فى اختيار المدير الفنى الحالى للمنتخب الأول لليد وهو الإسبانى روبرتو جارسيا باروندو، فتعاقد الاتحاد الوطنى لليد تحت قيادة هشام نصر مع هذا المدرب تحديداً فى مايو عام 2019 وكان عليه اعداد وإعادة ترتيب صفوف المنتخب من جديد ومواجهة التحديات القادمة والتى كان أبرزها هو المونديال ويسبقها أمم أفريقيا من أجل التأهل والمشاركة فى أوليمبياد طوكيو.

وقع الاختيار على جارسيا باروندو وهو أحد أبرز المدربين الواعدين على ساحة كرة اليد الأوربية والعالمية حاليا، وهو حاصل على أفضل مدرب فى أوروبا العام الماضى وتولى قيادة المنتخب خلفا للمدرب الفنى الإسبانى ديفيد ديفيس ثانى أفضل مدرب فى أوروبا والذى لعبا نهائى دورى أبطال أوروبا لكنه خسر من جارسيا النهائى قبل أن يأتى الأخير لقيادة مصر فنياً وكان الاختيار موفق للاتحاد الوطنى ولوزارة الشباب والرياضة بقيادة د. أشرف صبحى، وبالفعل جارسيا صنع طفرة كبيرة مع الفراعنة وجاءت النتيجة سريعة على أرض الواقع بالتأهل مباشرة إلى أولمبياد طوكيو بعد الفوز بكأس الأمم الأفريقية الأخيرة بالفوز فى المباراة النهائية على منتخب تونس العنيد فى عقر داره وبفارق كبير من الأهداف.

منتخب الفراعنة يتطلع لتحقيق مركز متقدم بالمونديال

توليفة محلية عالمية 

على صعيد اليد المحلية وبالنظر إلى صفوف المنتخب الوطنى الحالى والمشارك فى المونديال سنجد أن جارسيا يعتمد على كتيبة دمج للفراعنة من الشباب والكبار من المحليين بالإضافة إلى 6 لاعبين محترفين، وهذا أن دل على شئ فأنه يدل على قوة المنافسة المحلية والقوة البدنية والفنية لمستوى اللاعبين ولولا تفوقهم فى المسابقة المحلية والمنافسات القارية لما كان لهما تواجد فى المنتخب الوطنى وبهذا المستوى الرائع فى كل مباراة والجماهير شعرت فى السنوات الأخيرة حتى لوقتنا هذا أن المنتخب الوطنى لليد أصبح "مرعبا" قارياً وعالمياً بكل مستوياته. 

فيعتمد جارسيا على كتيبة الفراعنة فالبداية بالمحترفين وهم كريم هنداوى حارس المرمى والمحترف فى بكتشاش التركى ومحمد سند جناح أيمن نيم الفرنسى ويحيى خالد باك يمين فيسبرم المجرى وأحمد هشام صانع ألعاب نيم الفرنسى ومحمد ممدوح هاشم لاعب الدائرة لنادى دينامو بوخارست الرومانى وعلى زين ظهير أيسر الشارقة الإماراتى.. بينما اللاعبون المحليون هم محمد عصام الطيار حارس المرمى وأحمد الأحمر نجم المنتخب ولاعب الزمالك وزميله أكرم يسرى الجناح الأيمن ومحسن رمضان ظهير أيمن الأهلى ومعه عبدالرحمن فيصل من نفس النادى والمركز وإسلام حسن صانع ألعاب الأهلى وسيف الدرع صانع ألعاب هليوبوليس ويحيى الدرع ظهير أيسر الزمالك ووسام نور لاعب دائرة الزمالك وإبراهيم المصرى نفس المركز لكن من الأهلى وحسن قداح ظهير أيسر الزمالك وعمر الوكيل جناح أيسر الزمالك وأحمد مؤمن نفس المركز والنادى واحمد هشام سيسه جناح أيسر فى النادى الأهلى.