الوصل واaلفصل

توك شو

محمد السيد عيد
محمد السيد عيد

بقلم/ محمد السيد عيد

صارت برامج التوك شو شيئاً مملاً غاية الملل هذه الأيام. تابعتها فوجدت معظمها يقدم تقريباً الفقرات نفسها، بل ربما كانت تقدمها فى الوقت نفسه. تفتح القناة فتجد موضوعا معيناً، تحاول الهرب منه بتغيير القناة فتجد الموضوع نفسه فى القناة الأخرى. كأنهم جميعاً يعزفون اللحن نفسه، لايختلفون فى شيء غير طريقة الأداء. يا سبحان الله، هل انتهت الموضوعات؟! ألم يدرس مذيعو التوك شو، وأطقم الإعداد التى تعمل معهم، فى كلية الإعلام، أن الاختلاف عن الآخرين هو الذى يعطى البرنامج شخصيته؟

ومما يزيد المشاهد مللاً أن البرامج المختلفة تستضيف فى أحيان كثيرة الضيوف أنفسهم، ينتهى الضيف من الحديث فى القناة الفلانية، فيجد القناة العلانية فى انتظاره لتحدثه فى الموضوع ذاته. كأن الضيوف انتهوا من الدنيا. فما إن تقع حادثة معينة حتى يتبارى الجميع فى الحديث عنها، واستضافة ضيوف بعينهم ليتحدثوا فى كل القنوات. ياسادة، من فضلكم، إذا كنتم تصرون على تقديم الفقرات نفسها فغيروا الضيوف على الأقل.

ويزيد الطين بلة أن برامج التوك شو تتناول فى العادة عدداً محدوداً من الموضوعات، والوقت المخصص لها كبير، مما يترتب عليه طول الفترة المخصصة لكل فقرة، بحيث يمكن أن تصل مدة الفقرة الواحدة إلى عشرين دقيقة، وكأن المذيع يتحدث إلى مشاهدين أغبياء، فيعتمد على قاعدة التكرار الذى يعلم الشطار، ويعيد ويزيد. وقد لاحظت أن أحد المذيعين يستعمل تعبيرات محددة، مثل: "تاني، باقول اهو، باكرر تاني". والحل الوحيد أمام المشاهد أن يسمع رأس الموضوع ويهرب لأى قناة أخرى ليهرب من الرغى والتكرار الذى يعلم الشطار.

وآخر الأشياء التى تدعو للبعد عن هذه البرامج هي: الطريقة التى يؤدى بها المذيعون، أحدهم تشعر أنه يقوم بوصلة ردح فى حارة شعبية، ويفرش الملاية لمن يهاجمهم، وآخر يعتمد على أسلوب الزعيق،كأننا نعمل عنده.

لا أنكر أن هؤلاء المذيعين لعبوا أدواراً وطنية فى مناسبات عديدة، وتصدوا لأعداء الوطن. ولا أنكر دورهم فى التوعية الجماهيرية، لكنى أرجو أن يتخلصوا من عيوبهم لكى يكونوا أكثر تأثيراً، وأكثر جاذبية، أما الزعيق، والتكرار، وتكرار الضيوف، فأظن أنه آن الأوان لإعادة النظر فى هذه الأشياء، رحمة بالمشاهدين.