بعد حريق مصحة الإسكندرية.. من المسئول عن تأمين المستشفيات ضد الحرائق؟

موقع الحريق
موقع الحريق

فاجعة كبيرة ضربت مدينة الإسكندرية بعد نشوب حريق هائل بإحدى المصحات بمنطقة العجمي راح ضحيتها، 6 أشخاص، أثارت التساؤل حول تجهيزات الحماية المدنية في المستشفيات، خاصة وأن الحريق استمر لمدة ساعة قبل إطفائه.

استمعت «بوابة أخبار اليوم» لبعض العاملين بالقطاع الصحي حول تجهيزات الحماية المدنية، للوقوف على مدى جاهزيتها لمواجهة الحرائق.

يقول الدكتور هشام عطا الله، مساعد وزير الصحة للتطوير والتنمية البشرية السابق، إن عوامل السلامة في المستشفيات ضد الحرائق من اختصاص مسئول الصحة و السلامة المهنية بالمستشفيات، بالتعاون والتنسيق والمراجعة مع إدارة الحماية المدنية لمراجعة نظام إطفاء الحريق في المستشفيات من إطفاء ذاتي وطفايات حريق ومخرج وسلم طوارئ وتدريب العاملين على نظام الإطفاء وكيفية استخدام طفايات الحريق.

وتابع عطا الله، أنه برغم اتخاذ إدارة المستشفي كافة الاحتياطات لمنع حدوث حريق، إلا أنة قد ينشب الحريق في إي لحظه وأشهر الحرائق تكون بسبب ماس كهربي، ولكن السرعة في التعامل لإخماد النيران هو جوهر الموضوع، قد يكون تعطل في نظام الإطفاء الذاتي أو عدم صلاحية الطفايات أو عدم تدريب الأفراد على مواجهة الحرائق الكبرى.

وأكد عطا الله، على ضرورة المراجعة الدورية لكافة أنظمة الحريق، وتوافر خراطيم المياه للإطفاء في كل دور بالمباني والتأكد من ملء خزانات المياه للإطفاء، وتوافر طفايات الحريق.

تفتيش روتيني
ويقول د. حاتم أحمد طبيب التخدير بمستشفى ملوي العام، أنه طبقا لقانون 12 لسنة 2003 وقرارات وزارة القوى العاملة والهجرة، أن تشكل بكل منشأة ومنها المستشفيات الخاصة والحكومية لجنة للسلامة والصحة المهنية للتعامل مع المخاطر، وبعض هذه المنشآت وفي أغلب الأحوال تكون خاصة، ويحصل أعضاء هذه اللجان للحصول على دورة تدريبية بمعهد السلامة والصحة المهنية، وفي معظم هذه اللجان إن لم يكن جميعها لا يعلم أعضاؤها شئ عن التعامل مع الحرائق، فهي إجراءات روتينية لتفادي ملحوظات التفتيش الروتينية.

اقرأ أيضا: وسائل الحماية المدنية.. «غائبة» عن المؤسسات الحيوية

ويتابع حاتم، إن التدريب على حماية أرواح المرضى والعاملين لا يقل أهمية عن التدريب المهني في مجال العمل سواء كان طبيبا أو إداريا، وتوافر الأدوية داخل المستشفى لن يفيد المرضى إذا لقوا حتفهم اختناقا أو حرقا، والأهم أن تدخر الحكومة أموال الإعانات لمصابي وضحايا الكوارث لتطوير وتنفيذ الوسائل لمنع حدوثها، وأن تضع خطة مرتبطة بتنفيذ زمني لإحلال وتجديد وسائل مكافحة الحريق في المستشفيات وتدريب جاد للعاملين بالمنظومة على التعامل في حالة حدوث حريق، فحريق وسط احتياطات متهالكة قد يؤدي إلى مصرع عشرات المرضى والعاملين.

إجراءات وقائية

وفي نفس السياق، كشف اللواء ممدوح عبدا لقادر مدير الإدارة العامة للحماية المدنية بالقاهرة السابق عن  المعايير السليمة لاشتراطات الأمن والسلامة للنظم الصحيحة ومكافحة الحرائق وإطفاءها، قائلاً: «يجب على المنازل الأقل من 5 طوابق أن يكون بها بكارة وصنبور حريق في الدور الأرضي لمسافة لا تقل عن 60 متر، ويكتفي بسلم واحد للمنزل، أما المنازل الأكثر من 6 طوابق لابد من توفير في كل دور أو علي الأقل لكل طابقين بكارة حريق، وبناء سلم إضافي للطوارئ، وخزان مياه لا يقل عن 30 متر وماتور لرفع المياه وآخر لاستخدامه في عمليات الإطفاء».

وتابع: «إذا كان المبنى إداري أو تجاري لابد من توصيلات رشاشات المياه الأوتوماتيكية «أجهزة إطفاء تلقائي»، وفي حالة الجراچات التي تزيد عن 500 متر لابد من توفير شبكة إطفاء تلقائي».

ماذا تفعل عند نشوب حريق؟

وتبدأ خطوات السلامة التي يجب إتباعها في المنشآت الصحية، بإطلاق صافرات الإنذار بوجود حريق، والاتصال بدائرة الإطفاء، وتحديد مسار إخلاء آمن، والحرص على تجنب وصول الحريق إلى هذا المسار، ثم اختيار النوع المناسب من الطفايات لإخماد الحريق، والابتعاد عن النار لأنها قد تنشب بشكل أكبر مجددًا، وإخلاء المكان في حال كانت «طفاية الحريق فارغة»، والوقوف في مكان آخر آمن.

خطوات استخدام «طفاية الحريق»

يعتمد استخدام «طفاية الحريق» على تقنية «PASS» لإخماد النار، وهو اسم مكوّن من الحروف الأولى للخطوات التي يجب القيام بها لتشغيل طفاية الحريق، وتشمل سحب الدبوس «Pull pin» الموجود في الجزء العلوي من طفاية الحريق بهدف كسر القفل، ثم التأكد من أن الطفاية تعمل من خلال اختبارها لمعرفة المدى الذي ينتشر فيه التيار، ثم تصويب الهدف «Aim» والوقوف في مكان آمن، وعلى بعد مسافة آمنة من الحريق، وتصويب منفذ أو فتحة الطفاية نحو قاعدة النار، ثم ضغط المقبض «Squeeze» بهدف إخراج محتوى طفاية الحريق، ثم إزاحة الفوهة «Sweep» من جانب إلى آخر عند الاقتراب من الحريق، مع الحرص على تصويبها نحو قاعدة النار بالتحديد.

خطوات إطفاء أنواع الحرائق المختلفة

أولا: الحرائق الكهربائية

يتم إخماد الحرائق الكهربائية الصغيرة من خلال تحديد الجهاز الذي أحدث الحريق وإيقاف تشغيله، بعدها يتم خنق النار باستخدام «طفاية» أو بطانية، وتجنب استخدام الماء، لأنه يؤدي إلى حدوث صعقات كهربائية.

ثانيا: حرائق الطبخ

يتم إخماد حرائق الطبخ الناتجة عن استعمال الفرن أو الموقد، من خلال إغلاقهما، وخنق النار باستخدام طفاية حريق من النوع B، ووضع غطاء على الطعام المحترق، وتجنب استخدام الماء أو «مروحة الهواء»، لأن ذلك يؤدي إلى إعادة اشتعال النار مرة أخرى.

ثالثا: الحرائق الناتجة عن الغاز 

يتم إخماد الحرائق الناتجة عن إمدادات الغاز، من خلال إغلاقها، ثم خنق النار باستخدام بطانية، أو طفاية حريق من النوع B، أو ماء بارد، ثم تهوية المنطقة للتخلص من الغاز، واستدعاء الخبراء لفحص أنابيب الغاز حتى لا تنفجر.