أزمة بسبب موضة «أساور الرجال»

أزمة في مصر بسبب موضة «أساور الرجال»
أزمة في مصر بسبب موضة «أساور الرجال»

ثورة كبيرة قادها كبار الكتاب ورموز المجتمع على انتشار تقاليع وموضة ارتداء الرجال للأساور والسلاسل لمنع تلك الظاهرة التي ظهر في أواخر عام 1960.

 

ولا يزال الخلاف دائرا حتى يومنا هذا في تلك القضية وما زالت الفتاوى تصدر من الجهات المعنية بهذا الأمر والتي كان آخرها أنه لا يجوز لبس السلاسل أو الأساور أو الحظاظات للزينة للرجال سواء أكانت من الفضة أم من غيرها، إذا كانت بقصد التشبه بالنساء، وقد لعن رسول الله المتشبهين من الرجال بالنساء (أخرجه البخاري)، فكل ما اختص به الرجال شرعاً أو عرفاً منع منه النساء، وكل ما اختصت النساء به شرعًا أو عرفًا مُنع منه الرجال .

 

الإمام النووي في كتابه (المجموع شرح المهذب) تحدث قائلا: «يجوز للرجل لبس خاتم الفضة بالإجماع وأما ما سواه من حلي الفضة كالسوار والدملج والطوق ونحوها فقطع الجمهور بتحريمها».

 

ونشرت أخبار اليوم تقرير عام 1960 في الجريدة عن رأي عدد من الشخصيات المهمة في مختلف المجالات حول ارتداء الرجال الأساور والسلاسل كموضة عصرها فقال الكاتب القصصي عبدالحليم عبدالله: إن استعمال الرجل للمصوغات بقية من بقايا العصور القديمة أيام كان المظهر الخارجي والوضع المالي للإنسان هما كل شيء في مقاييس الناس.

 

اقرأ أيضًا| بدون رجيم.. كيف حاربت النساء السمنة قديمًا؟ 

 

أما اليوم فقد أدخلنا عناصر جديدة في وزن الشخصيات بالنسبة للرجل والمرأة على السواء مثل الثقافة والمكانة الأدبية وقوة الشخصية وما إلى ذلك، وبذلك تراجعت الزينة الجسمانية بالنسبة للجنسين وبالنسبة للرجل من باب أولى.

 

وقالت أمينة السعيد إن المفروض أن يلبس الرجل حاجات الرجل وإن سوار اليد وسلسلة العنق مثلا أِياء تعطى الرجل مظهر الخلاعة، ولا تعجب المرأة الناضجة سليمة التفكير أما دبوس الكرافتة وسوار الساعة فمن الممكن أن يتحلى بهما الرجل بشرط ألا تكون الجلية «مدندشة» أي زيادة عن اللزوم وإلا فقد كثيرًا من الخشونة التي يجب أن تتوافر فيه كرجل .. إن كل شيء في حدود الاتزان معقول، وكل شيء خارج عن الحدود بالنسبة للرجل مكروه.

 

ويضيف المحامي زكي دياب: التزين من جانب الرجل شيء غير مرغوب فيه عموما إلا إذا كان شيئًا لضبط الكرافتة أو أزررارا ذهبية لضبط أسورة القميص فالرجل من طابعه الخشونة والمصوغات تمنحه شيئًا من الرقة والنعومة وأنا شخصيا ألبس في يدي خاتمًا ذهبيًا ولكني لا أباهي به وفي رأيي أنه لا مانع من أن يلبس الرجل خاتما بشرط أن يكون مناسبًا لرجولته كأن يكون حجرًا أثريًا وسلسلة المفاتيح أيضا لا مانع من أن يمسكها الرجل لأنها غير معرضة للأنظار، وأغلب الظن أن من يلبس الأساور والسلاسل من الرجال يحاول إخفاء نقص لديه بالذي يبرق ويلمع. 

 

وتؤكد د. تماضر النمرسي قائلة: أنا يعجبني الرجل الشيك الأنيق أما الرجل «المدندش» فأنا لا أستسيغه، فمن غير المعقول أن يلبس الرجل سلسلة في رقبته أو خاتما أو حتى دبوس كرافته، أن هذه الأشياء يجب أن يتركها للمرأة فمن حقها أن تعوض أي نقص فيها بالتزين بالمصوغات أما هو فأمامه لتزيين نفسه ما هو أهم بكثير من المصوغات.

 

ويشير د. عبد الفتاح شيبة طبيب أمراض النساء والولادة إلى أن الدين الإسلامي نهى عن استعمال الذهب بتاتا وأنا أحبذ تنفيذ هذا وأري أن يقتصر الرجل على لبس دبلة الخطوبة ومن الممكن أن يلبس الرجل بدل الدبلة الذهبية دبلة من الفضة أو أي معدن فهي مجرد تذكار أو رمز.