حق ربنا

كمامتى حبيبتى

عصام حشيش
عصام حشيش

اصبحت الكمامة جزءا من حياتى..تصوروا أنها اقتربت فى مكانتها عندى من الموبايل الذى أعود إلى البيت من منتصف الطريق إذا اكتشفت أنى نسيته..فى البداية كنت اشعر انها تخنقنى وتقلل وصول الاكسجين لرئتى وتعرقل فرصى فى التواصل مع الناس اما الآن فقد فرضتها على نفسى فرضا واصبحت لا تفارقني.. ولا عجب فالمصابون يتكاثرون من حولى وقد افزعنى رغم التحصينات ان الكورونا اللعينة امسكت بتلابيب واحد من أعز اصدقائى وانتقلت منه إلى زوجته ثم إلى حماته ثم إلى والدته ثم إلى شقيقه واصبح المكان محاصرا رغم انه وزوجته يستخدمان احتياطات لا مثيل لها ولكن يبدو ان ثقبا صغيرا فى المتاريس والتحصينات دخلت منه هذه اللعينة لتعكر صفو العائلة وتفرض عليهم حصارا اجباريا ألزموا انفسهم به..فكيف بى انا وحالى فى الالتزام ليس خافيا على احد!..وعدت إلى كلمات رائعة حفظتها عن الشيخ محمد الغزالى  خذ بالاسباب لمقاومة الخطر وكأن الاسباب هى كل شىء..واعتمد على الله فى مواجهة الخطر وكأن الاسباب كلها لا شىء..وما أروع المعنى..وتذكرت رحلة الهجرة من مكة إلى المدينة وكيف اخذ الرسول صلى الله عليه وسلم بجميع الأسباب الممكنة لتضليل مطارديه رغم ان يقينه وثقته الكاملة بأن الله لن يخذله فجعل سيدنا على بن ابى طالب ينام فى فراشه وانتهج طريقا مغايرا للطريق المألوف إلى المدينة وخطط بكل طاقته للهجرة إلى ان خرج من مكة سالما..لذلك كان حقا على الله ان ينجيه عندما وصل كفار قريش إلى غار ثور الضيق وهو مختبئ به فلم يروه وان يعصمه عندما نجح سراقة بن مالك فى اللحاق به ليقتله ويفوز بمائة ناقة رصدتها قريش لمن يأتى بمحمد حيا أو ميتا فساخت اقدام فرسه فى الرمال لتمنعه من النيل منه وهو على بعد خطوات..وعدت لنفسى لأتعلم من هذه الدروس وآخذ بأهم اسباب الحماية ممثلا فى الكمامة وغسل اليدين وتجنب الزحام واعتمد فى نفس الوقت على الله..فازدت حرصا على الدعاء وعلى اذكار الصباح والمساء وقراءة القرآن..اذ كيف يصاب من يقول اعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق....واصبح همى ان اذكر الناس بذلك كوسيلة اكيدة للنجاة.. فالكورونا فى يد الله يصيب بها من يشاء من عباده بحكمته..فهو اختبار أو عقوبة يصيب بها من يشاء من عباده.. فلا تفزع ولا تيأس وانما "خذ بأسباب الحماية وكأن الأسباب كل شىء..وتوكل على الله وكأن الاسباب لا شىء".