آخر كلام

‎القيادة الهادئة

أحمد هاشم
أحمد هاشم

 رغم أن رضا عبدالقادر رئيس مصلحة الضرائب يقود أهم مصلحة ايرادية فى مصر، باعتبارها المساهم الأكبر فى ايرادات الدولة، فالضرائب بأنواعها المختلفة تمثل نحو 75% من الموارد المالية للخزانة العامة، إلا أنه لا يحب الظهور الاعلامي، ويفضل العمل فى صمت بعيداً عن الأضواء، تاركا الحرية لقيادات المصلحة فى ممارسة اختصاصاتهم، فالمهم لديه أن تحقق المصلحة المستهدفات التى تضعها وزارة المالية فى الموازنة العامة للدولة.
فى يوم الأربعاء الماضى كنت على موعد مع رئيس مصلحة الضرائب، وكانت تثور فى ذهنى  العديد من الأسئلة لأوجهها إليه، لكنى تراجعت عن القاء أى منها، لأن اللقاء كان وديا، وليس لاجراء حوار صحفي، ورغم ذلك استطعت التعرف على بعض ملامح  الطريقة التى يدير بها  رضا عبدالقادر مصلحة الضرائب باقتدار وفى هدوء، فهو يؤمن بأن الأطراف الأخرى  بالمجتمع الضريبى شركاء فى تحصيل مستحقات الدولة، فالممولون والمحاسبون هم من يساعدون المصلحة فى تحصيل ايرادات الدولة، ولذلك لا بد من مد جسور الثقة بينهم وبين المصلحة،  مع العمل على حل أى مشاكل تواجههم خلال تعاملهم مع المأموريات المختلفة، وأن من واجب المصلحة أن تذهب الى جميع أطياف مجتمع الأعمال، بل والمجتمع كله لشرح توجهاتها والقوانين الضريبية الجديدة أو حتى ما يخص فترات تقديم الاقرارات الضريبية المختلفة، وما يستجد على هذه الاقرارات، وهو ما لمسته أنا شخصيا خلال الفترة الأخيرة، حيث لاحظت أن قيادات مصلحة الضرائب عقدت ندوات متتالية بمختلف منظمات الأعمال والنقابات والأندية لشرح التعديلات الأخيرة فى قانون الضرائب العامة، وقانون الاجراءات الضريبية الموحد، بل وشرح ما تقوم به مصلحة الضرائب حاليا من تعديلات على قانون ضريبة القيمة المضافة.
ولا ينسى رضا عبدالقادر أن هناك طرفا مهما وركنا أساسيا فى المنظومة الضريبية يتمثل فى العاملين فى المصلحة، وأن واجبه العمل على راحتهم، وتوفير بيئة عمل مناسبة لهم بدعم من وزير المالية، مؤكدا أن العاملين بالمصلحة أبطال، بعد أن حققوا نتائج تفوق ما كان متوقعا فى العام المالى الماضي، حيث كانت التوقعات تشير الى حدوث نقص كبير فى الحصيلة الضريبية بسبب تداعيات أزمة كورونا، ولكن مع نهاية العام الماضى كانت النتائج مبهرة، بعد أن شهدت  الحصيلة الضريبية نقصا بنسبة قليلة.