يوميات الأخبار

اسمح لى أن أسألك؟

مفيد فوزى
مفيد فوزى

أهدى كتابه الى «مفكر لم ينصفه جيله» و«حبسوه فى دائرة الوظيفة» وهو د. محمود زقزوق.

ناس مصر يعرفوننى بسؤالى التقليدى الذى كنت أسأله حين كنت أقدم حديث المدينة لأكثر من عشرين عاما متواصلة.
> أيها المسئول عن محو الأمية فى مصر، اسمح لى اسألك: هل لدينا رصد أمين لأعداد الأميين والأميات فى مصر؟
وهل لدينا «قاعدة بيانات للأمية»، وما نسبة التسرب من المدارس فى أعداد الأميين بوصفها وصمة عار فى جبين مصر؟
وفيم تتركز أمية المتعلمين؟ وهل هناك هيئة رسمية لمحو الأمية؟
ولماذا إحساسنا بها.. ضئيل؟
> أيها المسئول عن النفس البشرية، عالم نفسى أو اجتماع:
لماذا يعتزل شاب دون الأربعينيات الغرام فى وقت مبكر؟
وهل أى عقدة من امرأة تفقده الرغبة فى الجنس الآخر؟.. وكيف تعالجون  هذا الجفاف؟
> أيها المسئول عن علاج وباء كورونا.. اسمح لى أسألك؟
هل يؤدى الافتقاد الى القبلات  والأحضان تحسبا للإصابة بالوباء إلى ما نطلق عليه حالة «تصحر»؟
> أيها المسئول عن المكتبات العامة، اسمح لى أسألك هل مازال عشاق للقراءة يترددون عليها أم حدثت حالة هجرة وصارت قاعات القراءة خالية، بعد اعلان وفاة الكتاب؟
> أيها المسئول عن النشاط المدرسى!
قل لى، هل مازالت جمعيات النشاط المدرسى تزاول مهمتها أم ما عادت أو ربما تقلصت؟ ان الفنانين العظام قد اكتشفت مواهبهم الدفينة من المدرسة ونشاطها الفنى وحفلاتها؟
هل مازالت المدرسة مفرخة للمواهب؟
دفاعاً عن العقلانية
أحب د.جابر عصفور الإنسان والمفكر.
أحبه لأدبه الجم وتواضعه الشديد واعتزازه بعقله وضميره الوطنى و«دفاعه عن العقلانية».
شدنى فى مطلع كتابه «دفاعاً عن العقلانية» كلمات اختارها لأمل دنقل يقول فيها «أصبح العقل مغتربا يتسول، يقذفه صبية بالحجارة». ويرى د.عصفور ـزن «أى نظرة فاحصة الى تراثنا تؤكد ان ازدهار العلم العربى كان مرتبطا بازدهار العقلانية الفلسفية» ويقول فى تقديم الكتاب التبصيرى، إذا سمح لى بهذا الوصف: اذا كانت قراءة الماضى مهمة، فإن الخروج من هذه القراءة بنتائج تؤدى الى إثراء الحركة صوب المستقبل الواعد، هى الغاية التى يهدف إليها كتابى.
وجابر عصفور الفنان يعترف أن كتابه «ليس للقارئ الأكاديمى المتخصص انما للمثقف العام الذى يريد أن يعرف الأوضاع التى تؤدى به ومجتمعه الى التخلف أو تقوده الى التقدم».
ويعتقد د.جابر عصفور أن طه حسين هو نوع متمرد من العقلانية «يريد ان يمحو بمنهجه الجديد كل ما يعوق حياد المنهج العلمى وينحرف به عن مساره» ويصل عصفور بعد رحلة طه حسين الذهنية الى حقيقة تقول «ان جيل طه حسين يسعى الى تعميم ثقافة جديدة والى نشرها بين السكان والى ان يجد أنواعا جديدة من الكتابة توسع من دائرة القراءة ومن دائرة الثقافة فى الوقت نفسه تحديا لكل الشروط الاجتماعية والسياسية والاقتصادية».
من بين أسباب حبى لجابر عصفور أنه أهدى كتابه الى «مفكر لم ينصفه جيله» و«حبسوه فى دائرة الوظيفة» وهو د. محمود زقزوق. الذى تعارفنا فى مدرج بجامعة السربون بباريس حيث كانت هناك ندوة فكرية نظمها د.على السمان، أحد أهم اضلاعها د.زقزوق. ان د.جابر عصفور يرى أن زقزوق يمثل «الرشدية المحدثة». يقول المؤلف إن د. محمود زقزوق لايتردد فى وصف عصرنا بأنه عصر الاجترار الثقافى، والاجترار هو إعادة الكلام مرارا من غير الاتيان بشيء جديد. ولكن قضية جابر عصفور لاتغيب عن باله. يرى أن العقلانية ترتبط بالتنوير بوصفه استراتيجية لتحرر الانسان وتحريره على  السواء. التحرر من أى وصاية داخلية أو قيد يعوق عقله عن الاجتهاد  أو يفرض عليه وصاية لا معنى لها ولامبرر الا التسلط على هذا العقل «واعاقة حركته الخلاقة فى ان يصنع عالمه». ويعترف د.جابر عصفور «بالعيش المشترك فى وطن هيكله التنوع والتعددية وترسيخ مبادئ الوسطية والاعتدال والتسامح السمح لا المتعصب المقيت وقبول الجديد وليس رفضه مع الايمان بتغير الفقه مع متغيرات الزمان والمكان». هذا هو الاسلام الوطنى المصرى الذى نشأ عليه جيلى. هكذا يقول جابر عصفور.
يقول جابر عصفور: من هنا يأتى دور المجتمع المدنى الذى يشمل المنظمات والهيئات غير الحكومية فى انشاء مؤسسات ثقافية، لم تعد مقتصرة على ساقية الصاوى انما امتدت الى غيرها بشرط إن تتبناه مؤسسة الرياسة الجديدة التى نرجوها أن تتذكر ان التقدم علاماته الاولى: المدرسة والمصنع والمتحف والمعمل، والحرية والعدالة الاجتماعية والمعرفية. د.جابر عصفور عقل مصرى محترم من صفوة العقول يقول «دوما ما يعتقد».
أسماء لمعت ولاتزال!
من تسجيلات لى -كمحاور- التقطت هذه الأقوال والاعترافات التى لها معنى ومغزى وباقية فى رأسى.
> «باسمعها فين؟ باسمعها فى بيوت اصحابى. يبقى النظام كما يلي: باعمل آخر بروفة الصبح فى الاستوديو. عمرى ما بروح المسرح.
ما أقدرش. ما استحملش الناس. عاوز أسمع إحساس الناس من الراديو. أنا من دلوقتى مش عارف أنام. عامل حاجة ومش عارف رأى الناس فيها إيه. ده شعور قاسى أنا بحب الجمهور وأخشاه. باهرب من الناس ليلة ما تغنى الست أم كلثوم!!»
بليغ حمدى
> «أنا صديق لنقادى. هذه مسألة تحتاج لجهاد طويل مع النفس أى نقد فى الدنيا -ثق فى هذا- ان يرفع انسانا أو يخفضه درجة عما يستحق. ولا انسى مقالة كتبها طه حسين عن «بين القصرين وكان لها أثر فى نفسى ربما أكثر من جائزة الدولة، ويومها لم اكن قد عرفته بعد. كنا فى نظر طه حسين شبابا!
نجيب محفوظ
> «ديستفانو من أول يوم لعب فيه كورة كان عارف- يامفيد ياخويا- أنها أكل عيش ولذلك كان بيطول مدته فى الملاعب. لايشرب فنجان قهوة ويعترف لى بأن كوب اللبن افضل. لكن ممكن لاعب الكرة يعتزل اللعب فى سن الاربعين ولكن عندنا قبل كده بزمان. أنا اكثر من عشر مرات اقرر أنى اعتزل اللعب، لكن «ما أقدرش» أشعر بالحنين للناس، الكورة فى دمى.
صالح سليم
> أنت تقول قتل الأهالى ظابطا فى بلد فيه قصر ثقافة. دعنى اسألك بدوري: هل مجرد نشر الثقافة بواسطة قصور الثقافة أو بأية وسيلة أخرى يمنع الجريمة منعا كاملا سواء فى مصر أو فى أى مكان فى العالم. لنسترجع معا علم الاجرام، نعلم أن هناك مجرما بالصدفة ومجرما بالطبيعة ومجرما لاضطرابات عقلية أو نفسية وغير ذلك من أنواع الجريمة والمجرمين!
د. ثروت عكاشة
قناعات
١- حين اقتلع الرئيس السيسى شوكة الاخوان من حياتنا ونزل الشارع المصرى فرحاً، شطبت فكرة الهجرة الى كندا من رأسى تماما.
٢- أحلم بتبنى الناس لثقافة البيئة. فلسنا شعبا يعيش ليأكل فقط.
٣- لا أميل فى حياتى الخاصة أو العملية لفكرة «نص تشطيب».
٤- لم أكن أعلم أن الطحينة خير دواء لإرهاق الأحبال الصوتية على مسئولية سيدة المسرح المصرى سميحة ايوب. أنا جربت النصيحة.
٥- حروف اللغة العربية متاحة للجميع. المهم صياغتها من أجل جملة مفيدة.
٦- الطبيب الوحيد الذى لايتقاضى ثمن الكشف والعلاج والدواء  هو الزمن.
٧- ممكن جدا، المظهر لا ينم عن الجوهر.
٨- نعم، يرتبط بالكرامة الانسانية: محو أمية شعب ما.
٩- الله رفيق بنا. فليس فى حياتنا زلازل أو براكين أو إعصار أو فيضانات جارفة أو سيول تغرق كل شيء.
١٠-  هذه الدنيا وإن ابتسمت، ليس فى قانونها الأزلى ولا من طبيعتها دوام الابتسام.
١١- أكره القمار والمقامرين وأنا بفضل الله، لا أقامر ولا أدخن.
١٢- أنت تملك أن تزور قارات الدنيا وتعرفها الا قارة النفس البشرية.
١٣- أفضل الأخبار عندي: إصلاح مرتبات المعلمين. خبر مهم وقد طال انتظاره.
١٤- فنجان قهوة مع صديق أحبه، يرمح عقرب الساعة والدقائق ولكن مع شخص أجامله وهو سخيف «يتململ» عقرب الثوانى.
١٥- النفوس الشبعانة اذا رزقت مالا، تقول: الحمدلله، ولكن النفوس الجائعة، تجن.
١٦- ما عادت فى بلادى نغمة: «انت عارف ياشاويش بتكلم مين؟»
١٧- إطعام القطط واجب انسانى، ولكن ليس على حساب النظافة.
١٨- هل نهوى تفريغ أحزاننا فى الآخرين وتمزيق ثيابهم لنستريح؟
١٩- أنا أعانى من الأرق وليس صحيحا «ان أنام مطرح ما يجينى النوم».
٢٠- أنا تربية أم أرضعتنى وليس «تربية دادات».
٢١- مقياس الاحترام: احترام رأى مخالف لرأى القبيلة.
٢٢- احترامى كبير للدكتور فتحى سرور، هذه الخبرة القانونية الذى يعمل محاميا- رغم العمر- حتى الآن.