حديث وشجون

أعلنوا حبكم

إيمان راشد
إيمان راشد

تصدرت عبارات الرثاء دعوات الشفاء للاحباب كل مواقع التواصل الاجتماعى وأصبح الفيس بوك عندما تبدأ بكتابة كلمة البقاء لله يكمل لك العبارة تلقائياً من كثرة ما كتبتها.. ووجع قلبى من الآهات المؤلمة التى تشق الصدور والدموع التى رسمت أخاديدها على الوجوه وكلمات الرثاء التى تخترق نياط القلوب.
وتساءلت عن موقف اصحاب هذه الدموع الحارة من المتوفى أثناء حياته هل كانوا على نفس هذه المستوى من المشاعر تجاهه.. للأسف لا أظن فالعلاقات الاسرية غلفت بالجفاء فى أغلب الأسر وأعرف بعض الأباء والامهات يتسولون ود ابنائهم أو سماع مجرد مكالمة تليفونية تحمل كلمة طيبة تسعدهم فلماذا لا ننشر الحب فى حياة أبائنا ونعلنه ولا يعد هذا وجها من وجوه النفاق بل هو ناموس الحياة الطبيعى الذى تخلى عنه الابناء فى زحمة حياتهم واصدقائهم وتناسوا أصحاب الاولوية فى الاهتمام ومن المؤسف ان هذا الجفاء امتد إلى اسرة الاعلام أو للحق هذا هو موقفه منذ البداية فبمجرد ان يتم الاعلان عن مرض عالم أو فنان أو اى شخصية وطنية او سياسية.. يهرع الاعلاميون الى أرشيف المعلومات لقراءة واعداد المواضيع والبرامج التى تظهر محاسن هذا الشخص وتعرض تاريخه وانجازاته.. وتحدث الوفاة وتنهال علينا اعمال هذا الفنان أو ذاك ويتم سرد القصص الإنسانية والعظيمة وبصمات المرحوم فى مجاله.. أيه.. ماذا لو فعلنا كل ذلك فى حياتهم خاصة وقد انحسرت عنهم الاضواء واصبحوا فى أمس الحاجة لكلمة حلوة أو تقدير لإنجازاتهم يفتخروا بها امام احفادهم ولماذا لا نسعدهم فى فى حياتهم وما مدى استفادتهم بعد الوفاة.
أرجوكم أعلنوا حبكم وانشروه لأهاليكم وأحبابكم.. أسعدوا الاقرباء ولو بكلمة او زيارة أو مكالمة هاتفية.
وكرموا العظماء فى حياتهم واعرضوا أعمالهم وانجازاتهم وقدموا لهم كلمة امتنان على مشوار حياتهم وعلى جهدهم الذى بذلوه.. الحب يقدم الكثير ولا يكلف الا القليل.