هل تعلم أنك ممكن تحسد نفسك أو أولادك أو تحسد غيرك وأنت لا تدرى.. مثلا تدخل بيتك فتجده مرتبا وجميلا وتجد أولادك فى أحسن حال فلا تردد عبارة ما شاء الله لا قوة إلا بالله التى أوصانا القرآن الكريم أن نقولها.. تقف أمام المرآة تصفف شعرك وترتدى ثيابك وتتعطر وتشعر بتمام الرضا عن نفسك ثم تنصرف دون أن تقول ما شاء الله لا قوة إلا بالله.. تجلس لتناول الطعام وأمامك ما تشتهيه نفسك فتأكل وتمضي.. تجلس إلى زوجتك أو أصدقائك وتقضى معهم أسعد الأوقات ولا يخطر ببالك أن تعود بالفضل فى هذه العطايا إلى ربك وتقول ما شاء الله لا قوة إلا بالله.. ما هذا الجحود!.. الله يحب منك أن تتذكر نعمته عليك وأن تشكره عليها ولكننا للأسف ننكرها ونعتبرها حقا من حقوقنا بل يصور لنا الشيطان أنها من صنع أيدينا وأفكارنا ولا دخل لأحد بها فيكون هذا إيذانا ببدء زوال النعمة.. فى سورة الكهف نصيحة جميلة قليل من الناس يفهمها ويقف عندها «ولولا إذ دخلت جنتك قلت ما شاء الله لا قوة إلا بالله» فهذا كفيل بحمايتك من سهم عينك ومن سم نفسك.. وصدق الله العظيم عندما يقول: «ولئن شكرتم لأزيدنكم».. خدها قاعدة.. كلما رأيت شيئا يسر عينك ويبهج قلبك تذكر أنه من الله وردد باستمرار «ماشاء الله لا قوة الا بالله» وانت الكسبان.
ثلث عمرك عبادة..
كم ساعة تنام كل يوم ؟ نفترض ثمانية..يعنى ثلث اليوم..يعنى ثلث العمر..هل تعلم ان ثلث عمرك يحتسب لك عبادة خالصة لو نمت متوضئا وقرأت عدد من الاذكار والايات القرانية القصيرة ونمت على شقك الايمن وقلت دعاء النوم على طريقة النبى صلى الله عليه وسلم؟ فلماذا اهدر هذا الكنز الثمين وهو بين يدى واعطى للشيطان فرصة تبديد هذه الثروة التى سأكون فى شدة الحاجة اليها يوم القيامة..لا تستصغر الامر فهو بالفعل ثمين لانك فى كل مرة ستجد النوم يغلبك من الاجهاد فتلقى بنفسك على الفراش لتضيع منك ليلة تجر ما بعدها..صدقنى انفض الكسل وقم وتوضأ مهما كان الإجهاد او البرد وردد اذكار النوم وابسطها «باسمك اللهم أموت وأحيا» ثم اقرأ آية الكرسى وخواتيم سورة البقرة والاخلاص والمعوذتين قبل ان تخلد للنوم مطمئنا وقد كلف الله ملكا يحرسك من همزات الشياطين ولمزاتهم.. وتقوم من نومك وأنت نشيط طيب النفس..
إنها كنوز سهلة سنحتاجها يوم الحسرة ولكنها للأسف مهجورة فى حياة كثيرين فتعالوا نستردها وندعو بعضنا إليها..
