عاجل

بلا حرج

المهرجانات وسنينها!!

أحمد غراب
أحمد غراب

المركز القومى للبحوث الاجتماعية والجنائية أجرى دراسة عن طلاب الثانوى والمخدرات، اشترك 5550 طالبا كعينة للدراسة، وكانت النتيجة المزعجة ان 61% منهم ذكروا أنهم سمعوا عن المخدرات وعرفوها من خلال السينما والتليفزيون.
الأغرب من هذا، والأكثر إزعاجا أن هذه الدراسة حبيسة الأدراج منذ عام 1983م، وخلال 37 عاما اجتاحت السينما والتليفزيون موجة عاتية من أفلام ومسلسلات وبرامج العنف والمخدرات والتحرش الجنسى التى لا تبقى ولاتذر لكثير من طلاب الثانوى والجامعة وعيا ولا عقلا من الأساس، لذلك انتشر الإدمان بينهم فى العقود الأخيرة، ناهيك عن موجة العرى والتحرش الجماعى التى زادت حدة وتفشت فى ظل وسائل التواصل الاجتماعى التى أصبحت مشاعا بين المراهقين بلا ضابط ولا رابط، فانتهكوا واغتصبوا الذوق العام ليل نهار، وهددوا استقرار الأسرة والديار، فلم يعد فى أيدينا إلا الترحم على الذوق والحياء وكتابة دواوين الرثاء فيهما.
لا أظننى مبالغا إن قلت إن السينما ومهرجاناتها والمواد والرسائل الإعلامية بحاجة لوقفة حاسمة حفاظا على الأجيال القادمة من الضياع ؛ فحسنا فعل المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام عندما عقد جلسة تشاورية مؤخرا بشأن مدونة السلوك الإعلامى للأسرة والطفل بالتعاون مع المجلس القومى للأمومة والطفولة ومنظمة اليونيسيف والجامعة الأمريكية بالقاهرة، وذلك فى ظل الحوار لوضع مدونة ستكون نهائية وملزمة لجميع وسائل الإعلام بما فى ذلك الإعلام الإلكترونى.
أما السينمائيون الحقيقيون فلا أظنهم يقفون محلك سر أمام الوضع الذى وصلت إليه صناعة السينما وإنتاجها ومهرجاناتها المستفزة التى لا تراعى تقاليد المجتمع وعاداته الراسخة التى تأبى العرى والإسفاف والتفاهة، ولا أعتقد أنهم سيظلون مكتوفى الأيدى بعد أن طفح الكيل ولم يعد فى قوس الصبر منزع.
أتمنى من كل العاملين بالسينما والإعلام فى المرحلة القادمة أن يكونوا معول بناء لا هدم لقيم مجتمعنا.