مع احترامى

تحية للعيون الساهرة

فرج أبوالعز
فرج أبوالعز

أيام قليلة ونحتفل بعيد الشرطة 68 فى ظل تطور ملحوظ فى الأداء الشرطى ليصبح شعار «الشرطة فى خدمة الشعب» واقعا ملموسا ممثلا فى مبادرات إنسانية لمساعدة المواطنين خاصة البسطاء ومد يد العون للمرضى لعلاجهم بالمجان وإجراء بعض العمليات الجراحية الدقيقة بالمجان وكذلك تسهيلات فى الخدمات الشرطية لكبار السن وذوى الاحتياجات الخاصة.


تظل الشرطة دائما وأبدا العيون الساهرة التى تمثل الذراع الثانية لحماية الوطن والشعب بجانب قواتنا السلحة الباسلة وأبلغ دليل على الدور الاجتماعى للشرطة مبادرة فك كرب الغارمين ومنافذ كلنا واحد التى كانت ولاتزال تلعب دورا مهما فى ضبط الأسعار بطرح السلع بأسعار مناسبة بما يساهم فى زيادة المعروض وضبط الأسعار بجانب جهود المنافذ التابعة للدولة ومنافذ الجيش.. ولعل جهود إعلاء قيم حقوق الإنسان أبرز ما شهدته الأجهزة الشرطية فى السنوات الأخيرة مع التوجيهات المستمرة للقيادة السياسية ووزير الداخلية بحسن معاملة المواطنين داخل أقسام الشرطة والسجون وجميع المنشآت الشرطية التى تتعامل مباشرة مع الجمهور باعتبار رسالة الأمن لا تتحقق بمعزل عن احترام قيم حقوق الإنسان.


ويعود الاحتفال بيوم الشرطة لملحمة بطولة حدثت صباح الجمعة 25 يناير 1952 حيث قام القائد البريطانى بمنطقة القناة «الجنرال أكسهام» باستدعاء ضابط الاتصال المصرى، وسلمه إنذارا لتسلم قوات الشرطة المصرية بالإسماعيلية أسلحتها للقوات البريطانية وتنسحب إلى القاهرة فما كان منها إلا أن رفضت وأصرت على الصمود والمقاومة وعدم الاستسلام ضد مدافع الميدان عيار ‏25‏ رطلا ومدافع الدبابات ‏(السنتوريون‏)‏ الضخمة من عيار‏ 100‏ ملليمتر على مبنى محافظة الإسماعيلية وثكنة بلوكات النظام وبعد أن تقوضت الجدران وسالت الدماء أنهارا، أنذر إكسهام رجال الشرطة المحاصرين فى الداخل بالتسليم والخروج رافعى الأيدى ودون أسلحتهم‏.‏. وتملكت الدهشة القائد البريطانى المتعجرف حينما جاءه الرد من ضابط شاب صغير الرتبة متأجج الحماسة والوطنية، النقيب مصطفى رفعت، حيث صرخ فى وجهه‏: لن تتسلمونا إلا جثثا هامدة.. وظل أبطال الشرطة صامدين يقاومون ببنادقهم العتيقة طراز ‏(لى إنفيلد‏)‏ ضد أقوى المدافع وأحدث الأسلحة البريطانية حتى نفدت ذخيرتهم، وسقط منهم فى المعركة ‏56‏ شهيدا و‏80‏ جريحا.


ولم يستطع إكسهام أن يخفى إعجابه بشجاعة المصريين فقال للمقدم شريف العبد ضابط الاتصال:‏ لقد قاتل رجال الشرطة المصريون بشرف واستسلموا بشرف، لذا فإن من واجبنا احترامهم جميعا ضباطا وجنودا.. وقام جنود فصيلة بريطانية بأمر من الجنرال إكسهام بأداء التحية العسكرية لطابور رجال الشرطة المصريين عند خروجهم من دار المحافظة ومرورهم أمامهم تكريما لهم وتقديرا لشجاعتهم.‏


وحتى يعرف أطفالنا وشبابنا أمجاد شرطتهم الباسلة أقترح على وزارتى التعليم والتعليم العالى الترتيب فى بداية الفصل الدراسى الثانى لبث فيلم تسجيلى بالمدارس والجامعات عن الملحمة البطولية التى سطرها رجال شرطتنا الباسلة فى الإسماعيلية وهاهم الأبناء والأحفاد يواصلون العمل ليل نهار لحفظ الأمن والأمان.


أيضا أناشد اللواء محمود توفيق وزير الداخلية إعادة عسكرى الدرك الذى كان يحرس الأمن فى الشوارع ليلا والناس نيام فالناس اشتاقت لعبارة «هع مين هناك» وفى اعتقادى أن هذه الخطوة ستلعب دورا مهما فى ردع جريمة الصدفة وكذلك المجرمين المحترمين ومن تسول له نفسه ممارسة أو الترتيب لعمل إرهابى.


للزجل كلمة:
سهرانين الليل بطوله يزرعوا أمن وأمان
صيحته ودبيب أقدامه تطرد الخوف من المكان
معاكم بنحس بطمأنينة كلنا واحد بجد إنسان
تحية لرجال شرطتنا ربنا يحميهم ويحفظهم كمان