الخروج عن الصمت

شجرة الأخبار

محمد عبد الواحد
محمد عبد الواحد

بقلم/ محمد عبدالواحد

فى بداية عملى كان للبيت الذى تربيت فيه وهو الوفد عشق خاص فبين جدرانه عرفت الدفء والحب وعشقت المهنة. كلما تحدث الكبار أنصت وأتعلم، وبين دهاليز زملائى انقب عن الجديد فكان للأساتذه والزملاء علىّ حق التقدير لأن لكل منهم بصمة فى بداية مشوارى مازلت أتذكرها ما حييت.
وعندما وطئت قدماى الأخبار كانت عينى تراقب كل ما يدور حولى حتى أفهم وأتعلم أكثر ، وحتى لا أشعر بالغربة كنت أركن إلى من أعرفهم وإن كانوا كبارا.
وتجد أنك بالكبار كبرت فهم يعرفون قدرك ويهتمون بك فتجد من بينهم أبا كعبد القادر محمد على وأعماما كالأستاذه أحمد الجندى وجميل جورج وجلال السيد وكامل مرسى ومصطفى حسن وأخوة كبار احتضنونى وأحسست وسطهم أن الدفء موصول،
وما دعانى لأسرد هذا المشوار هى تلك الشجرة المثمرة التى بدأت اغصانها تتساقط وكلما سقط منها غصن تألمت، وكان لدوى سقوط هذا الغصن وهى الأستاذة خديجة عفيفى أثر على نفسى لأننى  كنت أشعر وأنا أنظر إليها بشموخ لأنها تعتز بنفسها وبمصادرها وولائها لجدران هذا البيت.
فهى تحفظ ما تكتب، كبيرة المقام لأن الكبير من يعرف قدر نفسه ويسعد كلما مد يد العون لغيره.
تتحامل على نفسها رغم آلامها حتى لا يشعر بها أحد ولا تقصر فى عملها. لذلك دار بى شريط الذكريات كله وأنا أنعيها فتذكرت الأساتذة أحمد الجندى ومصطفى حسن وبدر أدهم ومحمد عبد المقصود ورضا محمود ومصطفى بلال كانوا جميعا يتألمون ولا تشعر بآلامهم فيقابلك الأستاذ أحمد الجندى بابتسامته ومصطفى حسن بنشاطه وبدر أدهم بأحضانه وعبد المقصود فى حضرته ما لذ وطاب ورضا محمود بحرصه وانضباطه ومصطفى بلال بمتابعته وإشادته بالثناء على كل ما يكتب ويرسم فتجد أنها شجرة تساقطت منها أغصان كثيرة أعزاء على القلب لكن سردهم لا يتسع سطور هذا المقال، لكنى ذكرت منهم أكثر الناس آلاما وأشدهم تحملا حتى يحاول جيدا أن يخفيها عنك، لذلك أقول لخديجة مشوارك لا ينساه إلا حاقد وخطاكى محفورة فى قلوب زملائك وغصون الشجرة المتساقطة سيخلدها التاريخ لأنها حفرت أسماءها بمعاناتها وآلامها ولا أقول لكم وداعا لأنى كما قلت شجرة فقد يسقط منها غصن آخر، فقد أكون أنا أو غيرى ولكن أقول إلى لقاء وأدعو الله أن تظل باقى غصونها تثمر ليستظل شبابها تحت أغصانها.