فنزويلا.. بلد لها «رئيسان» ينقسم حولهما العالم

نيكولاس مادورو وخوان جوايدو
نيكولاس مادورو وخوان جوايدو

لا تزال فنزويلا تعيش على وقع الأزمة السياسية المضنية، والتي أثقلت كاهل البلاد، وتسببت في كسادٍ رهيبٍ في الاقتصاد، والمتعلقة بالصراع على السلطة بين الرئيس نيكولاس مادورو وزعيم المعارضة خوان جوايدو، رئيس الجمعية الوطنية (البرلمان) في البلاد.

وقبل عامٍ من الآن، نصب خوان جوايدو نفسه رئيسًا انتقاليًا لفنزويلا، في ظل احتجاجاتِ شعبيةٍ ضد حكم الرئيس الاشتراكي نيكولاس مادورو، ودعا إلى فترةٍ انتقاليةٍ تعقبها انتخابات رئاسية لانتخاب خليفة لمادورو.

وحظى جوايدو، باعتراف عددٍ من دول العالم، وعلى رأسها الولايات المتحدة ودولٍ في الاتحاد الأوروبي وكندا والبرازيل، في حين رفضت روسيا والصين الاعتراف بشرعية الرئيس، الذي اتُهم بقيادة انقلابٍ على الحكم في فنزويلا.

بلاد مقسمة

ومنذ السادس والعشرين من يناير من العام الماضي، وفنزويلا مقسمة بين رئيسيين ينقسم حولهما العالم، أحدهما أُعيد انتخابه رئيسًا للبلاد في مايو 2018، خلال انتخاباتٍ قاطعتها المعارضة، والثاني يتزعم المعارضة، التي لها الغلبة داخل البرلمان الفنزويلي.

ومع إعادة انتخابه رئيسًا للجمعية الوطنية، مُنع جوايدو وأنصار المعارضة من دخول قاعة البرلمان الفنزويلي أثناء جلسة إعادة انتخاب رئيس البرلمان، في خطوةٍ اعتبرتها الولايات المتحدة انقلاب على الشرعية الديمقراطية.

واضطر جوايدو، لإجراء التصويت في مقر صحيفة "ال ناسيونال" وسط كراكاس وليس في مقر البرلمان، بعد منع قوات الأمن طوال النهار جوايدو ونوابًا في المعارضة وصحفيين من دخول المبنى، وتم انتخابه بتصويت 100 نائب لصالحه من أصل 167 نائبًا.

وفي منتصف النهار وفي غياب جوايدو عن مقر الجمعية الوطنية، أعلن النائب المنافس له لويس بارا، وسط القاعة أنه بات الرئيس الجديد للبرلمان، وقد حظي باعترافٍ من الرئيس مادورو.

وهنأ وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو جوايدو، بـ"إعادة انتخابه"، بينما أكد نائب الرئيس الأمريكي مايك بنس في اتصالٍ هاتفيٍ مع جوايدو أنه "سيقف إلى جانب شعب فنزويلا إلى أن يستعيد حريته".

في الوقت ذاته، رحبت روسيا بتسمية لويس بارا رئيسًا للبرلمان، وقالت وزارة الخارجية الروسية "نعتقد أن انتخاب القيادة الجديدة للبرلمان هو نتيجة إجراء ديمقراطي مشروع يؤدي إلى عودة الجهد السياسي الفنزويلي إلى المجال الدستوري".

وكلٌ من جوايدو ولويس بارا يرى نفسه رئيسًا للبرلمان، حيث دعا كل منهما إلى عقد جلسة الثلاثاء برئاسته، لتتأزم الأوضاع في فنزويلا بين اثنين يرى كلٌ منهما أنهما رئيسان للبلاد، وثالث دخل على خط الصراع على رئاسة البرلمان، والقاسم المشترك بينهما هو خوان جوايدو، الذي يزعم أنه رئيسٌ لفنزويلا يتولى في الوقت ذاته رئاسة البرلمان.