إشتروا منى

فايز السراج.. لُعنت حياً وميتاً

هناء عبدالفتاح
هناء عبدالفتاح

بقلم/ هناء عبدالفتاح

ستظل لعنة الخيانة العظمى تطارد شخص فايز السراج رئيس حكومة الوفاق الليبى إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها، ستمتد أطول من عمره وسيعيش على صفحات كتاب التاريخ الليبى بطلاً لرواية الخزى والعار تقرأ عنه الأجيال المتعاقبة وتلعن روحه حيًّا وميتا، سيحدث هذا حرفيًّا، بدليل وجود صفحة أخرى فى كتاب التاريخ الليبى سطرت بحروف من نور منذ حوالى تسعين عاماً ولازالت مضيئة وهاجة حتى الآن كان بطلها شيخ المجاهدين أسد الصحراء عليه رحمة الله ورضوانه « عمر المختار» الذى ناضل عشرين عاماً ضد وجود الاحتلال الإيطالى على أرض ليبيا استطاع فيها أن يصيب قوات الاحتلال بالذعر والفزع لمجرد سماع اسمه، والأهم أنه استطاع تأسيس علم النخوة والكرامة ورفض الاعتداء على سيادة بلاده فى نفوس رجاله وأسس جيلاً من المخلصين للأرض والعرض استمروا على طريقه بعد إعدامه شنقاً حتى انتصرت ليبيا وخرجت إيطاليا منها فارغة الوفاض تجر أذيال الخيبة، عمر المختار الذى لو كان حياً بيننا الآن لبكى دماء وحسرة على كون فايز السراج مواطناً ليبياً عاش على أرض ليبيا ولد فيها طفلاً.
واشتد عوده من خيرها صبيا، واكتمل بنيانه عليها شاباً، ثم هانت عليه كهلا وراح يعقد مع الغادر العثمانى اتفاقا يسمح بدخول الاحتلال التركى لبلاده مقابل أن يحمى وجوده على رأس حكومة الوفاق، السراج يعلم باليقين أن دخول أردوغان ليبيا معناه إعادة إحياء نشاط داعش داخل ليبيا واستباحة الأرواح والأعراض والقتل على الهوية، ومعناه أن تتراجع بلاده ألف خطوة للوراء، ومعناه منح قبلة الحياة للإرهاب فى منطقة الربيع العربى بالكامل وانتعاشه من جديد، ومعناه ضرب عمق الأمن القومى المصرى، لكن كل هذا لا يعنيه، ما يعنيه فقط هو ألا يفقد مكانه.
يقول هتلر إن أحقر الناس فى نظره هم الذين ساعدوه على احتلال بلادهم، والواقع أن وصف الحقارة نفسه أقل بكثير مما يليق بهذا السراج، وتقول الحكمة: «تسع رصاصات للخونة والعاشرة للعدو.
فلولا خونة الداخل ما تجرأ عدو الخارج»، والواقع أن الإعدام نفسه أقل بكثير مما يليق بهذا السراج، لا أعرف تحديدا ما الذى يليق بهذا السراج، لكنى أعرف جيداً أن الشعب الليبى قادر على رد اعتباره وكرامته، وسيفعل، وأعرف جيداً أن روح عمر المختار ورجاله تحضر وتهيمن فى مثل هذه الأوقات، وهذا يكفى لأطمئن أن مصيره سيكون جزاء وفاقا، ويكفينا فخراً وشرفاً أن مصر من اللحظة الأولى أظهرت العين الحمراء، ولوحت بالقوة الغاشمة واستعرضتها، وكانت أحرص على أمنها القومى وأمن ليبيا من خائن تولى حكومتها وهو مؤمن بأن الوطن ما هو إلا حفنة من تراب عفن كما علمه أولاد الدم والظلمة أسياده!.