قصة الملكة حتشبسوت .. المبعوث الملكى «نحسى»

زاهى حواس
زاهى حواس

سوف نرى أن هناك العديد من المناظر المهمة على الجدار الجنوبى لمعبد الملكة حتشبسوت بالدير البحرى وهذا المنظر يظهر سفير مؤن العبارة المعروف باسم «نحسى» وقد أرسلته الملكة إلى بلاد بونت.
ونرى هنا «نحسى» واقفا على الشاطئ مستندا على عصاه وخلفه مناظر وثمانية من الجنود معهم سلاح وتظهر أمامه منضدة منخفضة عليها مجموعة من رموز الإلهة حتحور، إلهة الحب والجمال وكانت سيدة بلاد بونت.
وهنا نشاهد أمام القائد «نحسى» زعيم بلاد بونت ومكتوب اسمه (بارهو) واقفا ويبدو نحيفا ذا لحية مستعارة مدببة وقد كانت تتبعه زوجته والتى تستلفت النظر بجسمها الضخم ويظهر اثنان من أبنائه وابنته. وقد صور خلف الزوجة منظر الحمار التى كانت تركبه وفوقه نص ظريف (حمار يحمل زوجته)، فنلاحظ هنا التلاعب باللفظ بين الزوج الآدمى والزوج الحيوانى.
ونجد خلف الحمار ثلاثة من التابعين للملك وهم ملتحون ومثبت خناجر فى أحزمتهم. وقد سرقت الأحجار التى تمثل الزوجة وحمارها ولكن تمت إعادتها إلى المتحف المصرى. وخلف هذا المنظر نجد بعضا من أهالى بونت أمامهم قريتهم وبيوتهم التى صورت على هيئة أكواخ مقامة على أعمدة خلف الأشجار ويصعد إليها بالسلالم ونرى أيضا فى هذا المنظر الماشية وهى ترعى. كما تذكر النصوص التى نقشت فوق أهالى بونت دهشتهم من جرأة البحارة المصريين من كيفية الوصول إلى هذا المكان. وفوق هذا المنظر نشاهد الخيمة التى نصبها المصريون لاستقبال عظماء بلاد بونت وقد قدموا الخبز والجعة والبخور وكل ما أمرت به الملكة حتشبسوت ونرى المبعوث المصرى أمام الخيمة وأمامه كومة من البخور يقدمها زعيم بونت وزوجته اللذان ظهرا مرة أخرى.
أما عن المناظر الموجودة فى الصفين فهى تمثل أشجار البخور التى كانت من الأهداف الرئيسية لرحلة المبعوث الملكى نحسى وهى منقولة بجذورها ويحملها البحارة المصريون ويفصل المناظر مجرى مائى صورت فيه المناظر المختلفة من أنواع أسماك البحر الأحمر وكما تدل على ذكاء الفنان وملاحظته الدقيقة وقدرته على نقل المناظر الطبيعية وتسجيلا وقد أبدع الفنان فى تصور بلاد بونت وما يوجد بها من خيرات سوف تأتى إلى مصر.
أما عن بلاد بونت فقد أعتقد الآن أنها تقع بين إثيوبيا والسودان وليست الصومال كما اعتقدت من قبل.