حق ربنا

إيمانك حصانك!

عصام حشيش
عصام حشيش

إذا ارتفعت حرارة سيارتك أثناء القيادة فهناك مؤشر سيضيء باللون الأحمر لتدرك أن هناك خطرا يجب أن تتداركه فورا.. ولو نقص البنزين سيظهر مؤشر آخر ينذرك لتتوقف عند أول محطة للتزود بالوقود.. وبنفس الكيفية إذا نقص الطعام فى حياتك وشعرت بالجوع فستسرع إلى الطعام وإذا عطشت وجف ريقك ستهرع إلى الماء لتعوض النقص.. ولكن المشكلة الأهم هى نقص الإيمان فى حياة الإنسان وهو الذى يؤدى بدوره إلى ثقل ونقص الطاعات وأعمال الهداية فى حياتنا.. هل يوجد مؤشر ظاهر لنقيسه حتى يمكننا زيادة إيماننا.. انظر مثلا، إنسان لا يصلى ولا يقرأ القرآن ولا توجد فى حياته اذكار.. تراه لا يحرص على وصل الأرحام ولا يعرف حقوقا للجار.. بل تراه يلهث لإشباع غرائزه ويرتكب ذنوب الغفلة بقلب جريء.. ولا تفرق معه هل كسب المال من حلال أو حرام.. هذا الإنسان ليس عنده مؤشر ينير باللون الأحمر ليلزمه بالتوقف مثل السيارة.. فهو لن يصاب بمغص كلوى مفاجئ ولا بوجع فى ظهره ولن تحمر عيناه فيدرك العلامة ويسرع لإصلاح الخلل.. فكيف نكتشف النقص ونرد أنفسنا بسرعة إلى الله؟.. العلماء كشفوا أن نقص الإيمان له أيضا علامات.. والنبى يقول إذا رأيتم الرجل يعتاد المساجد فاشهدوا له بالإيمان فكأن الذى لا يعتادها لديه نقص فى إيمانه.. وناقص الإيمان تجد الطاعات على قلبه ثقيلة ويفضل النوم على القيام والراحة على البذل.. تجده شحيح الصدقات يشغله تلبية احتياجاته.. لن تجد له دعاء ولا اذكارا ستراه هاجرا للقرآن لا يخشع فى الصلاة ولا يأبه بوصل الأرحام.. عندما تكتشف فى نفسك هذه العلامات أو تراها فى غيرك فاعلم أن الإيمان فى أدنى مستوياته وأن الشيطان يتمكن يوما بعد يوم.. والحل أن الإيمان يزيد فى بيئة الإيمان التى هى حلق الاذكار وصلاة الجماعة ودروس العلم فعلينا أن نزيد منها.. وينقص فى بيئة الغفلة والانشغال بمطالب الدنيا ونسيان متطلبات الآخرة فعلينا أن نخفف منها.. نعم.. فالمطلوب أن يراقب الإنسان إيمانه ويعرف أين هو من الله ويحزن على ما يضيع من فرص تقربه من ربه.. يجتهد ليرى ضعيفا يساعده أو جاهلا يعلمه أو فقيرا يتصدق عليه لوجه الله.. فاللهم ارزقنا أن نعبدك ونخشاك وكأننا نراك.
استعن بالله عليهما.