«ضحية ابن الجيران»

استسلمت لليأس، وعدم القدرة على مواجهة الأهل، واعتقدت أن في الموت طوق النجاة بالنسبة لها، فالذنب سيثقل كاهلها أمام الخالق، لم تراودها نفسها ولو لبرهة بعدما سيطر عليها شيطانها وأسرعت بإلقاء نفسها من الدور الرابع.

خلت الفتاة ابنة الـ18 عاماً إلى نفسها داخل غرفتها، بينما تتساقط دموع الحزن والألم فوق وجنتيها، الأحزان تعتصرها والأوهام تمزقها، كلما تردد على أذنيها كلمات أسرتها التي كانت تخرج من بين ثنايا أفواههم كجمرات توقد الأضلع وبدأ عنان الحياة المشدود على عنقها يتراخي وبأنين خافت يخفي وراءه مسحة حزن اتخذت القرار، وهبت من فوق سريرها وتوجهت إلى شرفة الغرفة وألقت بنفسها لتهوى على الأرض كريشة في مهب الريح وتلقي مصرعها متأثرة بآلامها.

البداية عندما نشأت علاقة عاطفية بينها وبين أحد الشباب بمنطقة سكنها، وتطورت إلى علاقة آثمة، معتقدة بأنها ستنتهي بالزواج لكن سرعان ما انتشرت الشائعات والأقاويل كالنار في الهشيم بين الأهل والجيران، فما كان من أسرتها إلا أن قاموا بتوبيخها، وتضييق الخناق عليها، ومعاقبتها على الفضيحة التي لحقت بهم.

تجمع المارة وسط حالة من الذعر والهلع من هول المشهد؛ حيث ترقد الفتاة جثة هامدة، بينما تحتضنها الأم وفي قلبها لوعة وحسرة على ابنتها التي راحت ضحية حب المراهقة، وتم تحرير محضر بالواقعة، وصرحت النيابة بدفن الجثة بعد العرض على الطب الشرعي.