خبير تكنولوجيا المعلومات يكشف أهمية صناعة التعهيد

المهندس عمرو صبحي
المهندس عمرو صبحي

قال المهندس عمرو صبحي خبير تكنولوجيا المعلومات، إن صناعة التعهيد هي عملية تحويل بعض المهام أو العمليات التجارية لشركة خارجية للقيام بها بدلاً من تنفيذها داخل الشركة الأصلية، وتشمل هذه العملية مجموعة واسعة من الأنشطة مثل «تكنولوجيا المعلومات، خدمة العملاء، المحاسبة، التسويق، الإنتاج وغيرها»، موضحًا أن الهدف الأساسي من «التعهيد» هو تحسين الكفاءة وتقليل التكاليف والتركيز على الأعمال الأساسية للشركة.

اقرأ أيضا| مدبولي يزور شركتين عالميتين فى مجال تصدير خدمات التعهيد

وأضاف أن هناك العديد من أنواع التعهيد وهي: 

1. التعهيد المحلي: التعاقد مع شركة محلية داخل نفس البلد للقيام بالمهام.

2. التعهيد الخارجي: التعاقد مع شركة في بلد آخر للقيام بالمهام.

3. التعهيد القريب: التعاقد مع شركات في بلدان قريبة جغرافيًا أو ثقافيًا لتسهيل التعاون.

- خبرات متخصصة 

وكشفت عن أن فوائد «التعهيد»، هي تقليل التكاليف، وتوفير الأموال التي قد تُنفق على الموارد الداخلية، ولتركيز على الأعمال الأساسية، حيث يتم السماح للشركة بالتركيز على ما تتميز فيه من منتجات أو خدمات، بالإضافة إلى الوصول لخبرات متخصصة، والاستفادة منها قد لا تكون متاحة داخل الشركة، وزيادة الكفاءة والاستفادة من العمليات والبنية التحتية للشركة المتعهِدة، وأيضًا الخبرات المتخصصة .

وأكد «صبحي»، أن مصر تعتبر واحدة من الدول الرائدة في صناعة التعهيد، حيث شهدت هذه الصناعة نموًا كبيرًا في السنوات الأخيرة، ووفقًا للبيانات، فقد بلغت صادرات مصر الرقمية حوالي 6.2 مليار دولار خلال عام 2023، منها 3.7 مليار دولار من قطاع التعهيد، بنسبة نمو بلغت 54% مقارنة بعام 2022، مشيرًا إلى أن الحكومة المصرية تعمل على تعزيز هذه الصناعة من خلال استراتيجية مصر الرقمية لصناعة التعهيد «2022-2026»، التي تستهدف زيادة حجم الصادرات من منتجات تكنولوجيا المعلومات والخدمات العابرة للحدود، بنحو ثلاثة أضعاف وخلق أكثر من 215 ألف فرصة عمل. 

- جذب الاستثمارات 

وأوضح الخبير التكنولوجي، أن الحكومة تستثمر في تطوير البنية التحتية التكنولوجية، وتأهيل الكوادر البشرية المدربة لتلبية احتياجات السوق العالمي، مما جعل مصر تحتل المركز الثالث عالميًا في مؤشر الثقة في مواقع تقديم خدمات التعهيد العابرة للحدود في عام 2023، موضحًا أن هذه الجهود المتواصلة تسهم في جذب الاستثمارات الأجنبية المباشرة ،وتعزيز مكانة مصر كمركز عالمي لصناعة التعهيد.
وأوضح أنه لتحقيق المستهدف من صادرات صناعة التعهيد، يجب تنفيذ عدة استراتيجيات:

- تطوير المهارات: يجب تحسين وتوسيع برامج التدريب لتشمل المزيد من المهارات التقنية واللغوية المطلوبة في السوق العالمي. يشمل ذلك التعاون مع مؤسسات تعليمية وتقديم دورات تدريبية متخصصة.

- تحسين البنية التحتية: تعزيز البنية التحتية التكنولوجية في البلاد لضمان توفير بيئة عمل متقدمة تلبي احتياجات الشركات العالمية والمحلية. يتضمن ذلك توفير مراكز تكنولوجية مجهزة .

- جذب الاستثمارات: تقديم حوافز للشركات العالمية للاستثمار في مصر، مثل الإعفاءات الضريبية وتسهيلات أخرى، لجعل مصر وجهة جذابة لشركات التعهيد
- الترويج الدولي: الترويج لمصر كسوق متميز لصناعة التعهيد من خلال المشاركة في المعارض والمؤتمرات الدولية والتواصل مع المستشارين العالميين لنقل الصورة الحقيقية عن الإمكانيات المتاحة في مصر.

- البنية التحتية 

وكشفت المهندس عمرو صبحي، عن أن مصر تمتلك العديد من المقومات لتحقيق المستهدف من صادرات صناعة التعهيد، منها «موقع جغرافي متميز»، حيث تقع في موقع استراتيجي يتيح لها الوصول بسهولة إلى الأسواق الأوروبية والآسيوية الأفريقية، و«قوة عاملة مؤهلة»، وهناك تزايد في عدد الخريجين من الجامعات المصرية، مما يوفر قاعدة عريضة من المواهب التي يمكن تدريبها وتوظيفها في صناعة التعهيد، بالإضافة إلى «البنية التحتية التكنولوجية». 

وأشار إلى أن الحكومة المصرية تستثمر بشكل كبير في تحسين البنية التحتية التكنولوجية، مما يسهل على الشركات تشغيل عملياتها بكفاءة عالية مثال بناء أكبر ثلاث مراكز بيانات في العاصمة الإدارية الكبيرة، فضلاً عن «السياسات الداعمة»، حيث تقدم الحكومة تقدم حوافز وبرامج دعم لجذب الاستثمارات الأجنبية، وتشجع التوسع في الاستثمارات القائمة، مما يعزز القدرة التنافسية لمصر في السوق العالمي .

- تحديات التعهيد 

وكشفت الخبير التكنولوجي، عن أنه رغم المقومات القوية، تواجه صناعة التعهيد في مصر بعض التحديات منها «نقص المهارات المتخصصة»، رغم توافر القوة العاملة، هناك حاجة لتحسين مستوى التدريب والتعليم لتلبية متطلبات السوق العالمية من المهارات المتخصصة، مثل متخصصين في لغات البرمجة التي تجيدها دول أخري مثل الهند، بالإضافة إلى المنافسة الدولية، حيث تواجه مصر منافسة قوية من دول أخرى مثل الهند والفلبين، التي تمتلك خبرة طويلة في صناعة التعهيد وتوفر بيئات عمل مشابهة.

وأشار إلى أن البيروقراطية والإجراءات الحكومية، أحد أبرز التحديات، فقد تواجه الشركات بعض التحديات البيروقراطية والإجراءات الحكومية التي قد تعوق سرعة تأسيس وتشغيل الأعمال في مصر، بالإضافة إلى أن التحديات الاقتصادية والسياسية قد تؤثر على جاذبية مصر كمركز للتعهيد وتؤثر على ثقة المستثمرين، فضلاً عن فقدان السيطرة على العمليات، ومخاوف الجودة، ومشكلات أمن البيانات .