أكد المندوبون الدائمون لدى جامعة الدول العربية، ضرورة التكاتف في مواجهة الإرهاب، منددين بالعمليات الإرهابية التي شهدتها السعودية، والكويت، وتونس، واستشهاد النائب العام المستشار هشام بركات.

وشدد المندوبون الدائمون خلال الاجتماع الطارئ لمجلس الجامعة العربية الاثنين 29 يونيو، على تضامنهم التام مع هذه الدول فيما تتخذه من إجراءات وتدابير تستهدف مواجهة الإرهاب والقضاء عليه.

من جانبه، قال الأمين العام لجامعة الدول العربية الدكتور نبيل العربي إن المجلس ينعقد لتدارس تداعيات التفجيرات والأعمال الإرهابية في عدة دول عربية تونس والكويت والصومال ومصر، معربا عن أسفه لأن تلك الأعمال أصبحت يومية ومتكررة وهي أحداث مؤسفة ترتكب باسم الدين والإسلام منها براء.

وأضاف العربي أن هذه التنظيمات الإرهابية تستهدف بث الفرقة والأفكار الهدامة وزعزعة أمن واستقرار الدول والنيل من السلم، مشيرا إلى إدانة الجامعة للعمليات الإرهابية، وتضامنها مع الدول المستهدفة وتؤيد ما تتخذه هذه الدول من إجراءات وتدابير لمواجهة الإرهاب.

وأوضح العربي أنه ينبغي التذكير بقرار القمة العربية الأخيرة بشرم الشيخ بإنشاء قوة عربية مشتركة، وذلك وقرار مجلس الجامعة في ٧ سبتمبر الماضي على المستوى الوزاري الخاص بصيانة الأمن القومي العربي والتصدي لجميع التنظيمات الإرهابية واتخاذ ما يلزم من تدابير على المستوى الوطني والعمل العربي الجماعي لمواجهة ذلك.

وشدد العربي على أنه لابد من تفعيل هذه القرارات التي حددت مسار العمل في مواجهة ظاهرة الإرهاب، ولابد من التفكير بجدية واتخاذ ما يلزم من تدابير جماعية لمواجهة الإرهاب، مشيرا في هذا الشأن إلى مشروع بروتوكول إنشاء القوة العربية المشتركة الذي تم رفعه قبل  يومين إلى الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس القمة العربية من رسم خريطة طريق لتفعيل القرارات.

من جانبه، أكد بشر الخصاونة سفير الأردن لدى مصر مندوبها الدائم لدى الجامعة العربية رئيس الاجتماع التضامن التام مع الكويت وتونس والصومال ومصر في مواجهة الإرهاب الآثم الذي لم يراع حرمة ولا قدسية الشهر الكريم.

وقال في كلمة له في افتتاح الجلسة إن المجلس لابد أن يؤكد على الإدانة الشديدة لهذه الأعمال والتضامن مع الدول العربية، واصفا التنظيمات الإرهابية وفي مقدمتها تنظيم داعش بأنها أصبحت كداء سرطاني خبيث يجب القضاء عليه، معتبرا أن الحرب على الإرهاب واجب ديني وشرعي.

وأضاف الخصاونة أن مجلس الجامعة لابد أن يعيد التأكيد على أن هذه الأعمال الإرهابية التي ترتكب باسم الدين الإسلامي السمح تستهدف الإساءة للإسلام أولا والإسلام منها براء بما يقدمه من منظومة أخلاقية متكاملة تجل حياة الإنسان وتحض على احترامها والحفاظ عليها.

في السياق ذاته، وصف السفير محمود الخميري سفير تونس بالقاهرة مندوبها الدائم لدى الجامعة العربية العملية الإرهابية الأخيرة التي استهدفت فندقا بمدينة سوسة بأنها الأسوأ، مشيرا إلى أنه لابد من التكاتف لمواجهة هذه التنظيمات والمخططات التي تستهدف أمن واستقرار المنطقة.

وقال الخميري إن بلاده تبذل جهودا مضنية لمواجهة هذه التنظيمات المتطرفة، ولابد أن يكون هناك تكاتف عربي ودولي لمواجهة هذه التنظيمات، معتبرا أن ما حدث يراد من ورائه إشاعة الفوضى والعنف وبث الفرقة والخلاف بين أبناء الأمة وإننا مدعوون للتصدي لهذا المخطط بكل ما أوتينا من قوة.

من جانبه، دعا ممثل دولة الإمارات خليفة الطنيجي نائب المندوب الدائم لدولة الإمارات لدى الجامعة العربية، إلى ضرورة تضافر جهود المجتمع الدولي وتكثيفها لمواجهة هذه الأعمال الجبانة والفكر الضال الذي لا يراعي للنفس البشرية وأماكن العبادة حرمة ولا حرمة الدماء وحرمة بيوت الله في شهر كريم ويوم عظيم.

وقال إن دولة الإمارات تدين بأشد العبارات الجريمة الإرهابية البشعة التي استهدفت مسجد الإمام الصادق بدولة الكويت، مؤكدا وقوف دولة الإمارات الكامل قيادة وشعبا مع الشقيقة الكويت في مواجهة هذه المِحنة المشتركة في الصراع ضد الإرهاب والتطرف.
وأضاف الطنيجي أن هذه الجريمة النكراء واستهداف دور العبادة والآمنين تمثل تصعيدا وحشيا من قبل جماعات متطرفة ترتدي عباءة الدين لتبرير أعمالها البربرية والإسلام منها براء وهي بذلك تستهدف أمن واستقرار الكويت ونسيج مجتمعها المتآخي.

وقال الطنيجي إن دولة الإمارات تدين العمل الإرهابي الذي وقع بجمهورية مصر العربية صباح الاثنين 29 يونيو، واستهدف المستشار هشام بركات النائب العام، مؤكدا أن هذه العمليات الإرهابية الجبانة لن تثني مصر عن المضي قدما في تحقيق الاستقرار ودحر الإرهاب.

كما أكد السفير عزيز الديحاني مندوب الكويت الدائم لدى الجامعة العربية أن الأحداث الأخيرة التي شهدتها الكويت والعملية الإرهابية التي استهدفت مسجد الإمام الصادق لن تحقق ما يريده الإرهابيون من بث الفرقة والانشقاق في النسيج الكويتي بل ساهمت هذه الأحداث في تأكيد حقيقة واحدة بان الكويت صلبة بتكاتف شعبها ورفضه لأفكار التفرقة والانشقاق.

وقال الديحاني في كلمته إن ما حدث من إرهاب لا وطن ولا دين له لن ينال من وحدة الشعب الكويتي وعزيمته ولن يمس ثوابت هذا المجتمع أو وحدته الوطنية.