انطلاقة قوية للسيارات الكهربائية بالسعودية

صورة موضوعية
صورة موضوعية

■ إعداد: جهاد عبدالرازق

مع الإتجاه العالمي في قطاع السيارات الذي يهدف إلى مستقبل صديق للبيئة,ركزت المملكة العربية السعودية على اتخاذ خطوات متقدمة ومتسارعة لتعزيز مستقبل صناعة السيارات الكهربائية لتحقيق استراتيجيتها الوطنية في رؤية 2030، من خلال خفض انبعاثات الكربون وتوليد 50 فى المائة من طاقتها الكهربائية من مصادر متجددة.

وفى إطار ذلك أطلقت المملكة شركة البنية التحتية للمركبات الكهربائية (EVIQ)، ومشروع Ceer العلامة التجارية السعودية الأولى للسيارات الكهربائية ومن المتوقع أن يستقطب المشروع استثمارات أجنبية مباشرة بقيمة 562 مليون ريال سعودي (حوالى 150 مليون دولار) لدعم الاقتصاد الوطني، فى حين ستبلغ مساهمته المباشرة فى الناتج المحلى الإجمالى 30 مليار ريال سعودى (8 مليارات دولار) كما ستوفر الشركة 30 ألف فرصة عمل بحلول عام 2034.

وتراهن الحكومة السعودية بشكل كبير على السيارات الكهربائية ومن المتوقع أن يتم استثمار مبلغ مذهل قدره 50 مليار دولار فى إنتاج السيارات الكهربائية على مدى العقد المقبل فى سوق السيارات الكهربائية ويتعزز هذا الالتزام بشكل أكبر من خلال هدف المملكة المتمثل فى جعل 30٪ من جميع السيارات الجديدة المباعة كهربائية بحلول عام 2030.

وتساهم الشراكة بين السعودية مع الشركات العالمية على تسريع تطوير البنية التحتية ومن الأمثلة البارزة على ذلك، التعاون مع شركة Lucid Motors الأمريكية والمتخصصة فى صناعة السيارات الكهربائية لإنشاء أول مصنع لتصنيع السيارات الكهربائية في البلاد,وسيبدأ المصنع فى إنتاج ما يقرب من 5000 مركبة ليصل تدريجياً إلى حوالى 150000 سيارة, ومن المتوقع أن يلعب دوراً أساسياً فى تسريع تحقيق الهدف الاستراتيجي المتمثل في تنويع اقتصاد المملكة.

كما كشفت شركة هيونداى وصندوق الاستثمارات العامة للمملكة العربية السعودية، عن مسعاهما المشترك لبناء منشأة متقدمة لتصنيع السيارات الكهربائية فى البلاد وسيستحوذ صندوق الاستثمارات العامة على حصة كبيرة تبلغ 70% فى المشروع الجديد مع احتفاظ هيونداى بنسبة 30% المتبقية وستتولىHyundai دور الشريك التكنولوجى الاستراتيجى، حيث تقدم الدعم الفنى والتجارى لتسهيل إنشاء مصنع الإنتاج ومن المتوقع أن يتجاوز الاستثمار لهذا المشروع التحويلى 500 مليون دولار.

وبحسب التقارير، تجتمع عدة عوامل لخلق طلب قوى على المركبات الكهربائية فى المملكة العربية السعودية ويؤدى تزايد عدد السكان والنشاط الاقتصادى فى البلاد إلى زيادة استهلاك الكهرباء مما يجعل المركبات الكهربائية بديلاً أكثر استدامة, علاوة على ذلك، يُنظر إلى المركبات الكهربائية على أنها عنصر حاسم فى تحقيق الأهداف البيئية والاقتصادية المنصوص عليها فى رؤية السعودية 2030، وهى خارطة طريق التنمية الاستراتيجية للمملكة, وتساهم الشركات الصغيرة والمتوسطة المزدهرة أيضًا فى الطلب، مما يتطلب عددًا متزايدًا من المركبات الكهربائية التجارية.

◄ اقرأ أيضًا | سيارة كيا EV3 الجديدة.. SUV كهربائية بتكنولوجيا مبتكرة وتصميم متطور

وإلى جانب المبادرات الوطنية، تلعب الاتجاهات الإقليمية أيضا دورا ومن المتوقع أن يؤدى التركيز المتزايد على المركبات الكهربائية من قبل الحكومات فى جميع أنحاء منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، إلى جانب زيادة الوعى حول حلول تخزين الطاقةإلى تعزيز نمو السوق,مما يؤدى إلى توسيع شبكات الجيل الخامس وتنفيذ وثائق الرؤية إلى تعزيز اعتماد السيارات الكهربائية فى المملكة العربية السعودية, كما تعمل قطاعات التجارة الإلكترونية والنقل والخدمات اللوجستية المزدهرة على تحفيز الطلب على المركبات التجارية الخالية من الانبعاثات.

وفى نفس الصدد, تتخذ الحكومة السعودية إجراءات حاسمةإدراكًا لأهمية محطات الشحن المتوفرة، لتطوير البنية التحتية لشحن المركبات الكهربائية (SEVCIDI) وحددت هدفًا يتمثل فى تركيب 50,000 محطة شحن فى جميع أنحاء البلاد بحلول عام 2025 انطلاقا من المبادرة التى تم إطلاقها فى عام 2021.

ويتوافق نشر البنية التحتية للمركبات الكهربائية على نطاق واسع بشكل مثالى مع هذه الأهداف, ومن المتوقع أن يؤدى الاعتماد الواسع النطاق للمركبات الكهربائية إلى تحفيز النمو الاقتصادى غير النفطى، وخلق فرص عمل جديدة، وإفادة المستهلكين من خلال توفير التكاليف.

وتعد بعض الشركات العالمية داخل المملكة العربية السعودية من اللاعبين الرئيسيين فى سوق السيارات الكهربائية مثلBMW AG وشركة BYD المحدودة ومجموعة Lucid، وشركةMG , Hyundai Motor, Toyota , Volkswagen , ويعد سوق السيارات الكهربائية فى المملكة العربية السعودية ساحة معركة لكبار المتنافسين, حيث تحتل شركة Toyota Motor مكانة رائدة بحصة سوقية تزيد عن 20%، مدعومة بشراكات استراتيجية واستثمارات فى البنية التحتية للشحن ويتوافق هذا تمامًا مع سعى رؤية السعودية 2030 نحو التنقل الأخضر, بينما تتأخر شركة هيونداى موتور بنسبة تزيد عن 15%، مدعومة بالبحث والتطوير الكبير فى تكنولوجيا السيارات الكهربائية ومصنع التجميع المخطط له - وهو الأول لشركة صناعة سيارات كورية فى الشرق الأوسط - مخصص للسيارات الكهربائية,وتلعب شركة Barq EV دورًا حاسمًا من خلال الترويج لأنظمة النقل العام الكهربائية، بينما تحافظ شركة BMW AG على حضور قوى من خلال التزامها العالمى بالاستدامة البيئية,ووفقًا لـ Astute Analytica، تحافظ تويوتا على ريادتها، حيث باعت أكثر من 47000 سيارة من جميع الأنواع فى النصف الأول من عام 2023.