لا أمانع من تضامن جماعة الحوثى مع الفلسطينيين فى غزة. ولا أمانع من دعمهم لجماعة حماس فى مهاجمة إسرائيل . لكنى اعترض على ضربهم وتهديدهم للملاحة فى البحر الأحمر . واعترض على عدم تقديرهم لمصر وتهديد اقتصادها وبالتالى أمنها المجتمعى .
لقد تسبب الحوثيون فى خسائر جمة لمصر منذ نوفمبر الماضى . يكفى ان انقل لكم تصريح رئيس هيئة قناة السويس الفريق أسامة ربيع، والذى أعلن فيه أن مصر خسرت نحو 745 مليون دولار من إيرادات قناة السويس خلال شهرى يناير وفبراير الماضيين بسبب تراجع عدد السفن المارة بالقناة، مقابل إيرادات بلغت 1.469 مليار دولار خلال الفترة نفسها من العام الماضى .
توقع ربيع انخفاض إيرادات مصر من القناة خلال العام 2024 إلى نحو 5 مليارات دولار مقابل نحو 10.249 مليارات دولار بالعام 2023.، مع استمرار توترات البحر الأحمر وتهديدات الحوثيين للملاحة عند باب المندب.
الكل يعلم مدى أهمية قناة السويس كأحد مصادر الدخل الرئيسية لمصر. وأيضا أفضل ممر مائى عالمى يربط الشرق بالغرب . بالإضافة الى انها لا غنى عنها للتجارة والملاحة بين دول العالم.
لهذا تعانى مصر من المؤامرات العديدة التى تستهدف أمنها القومى واقتصادها، من القريب قبل الغريب !. حتى ان الخبراء يحذرون من امتداد الصراع العسكرى الإسرائيلى الحمساوى الى مناطق اخرى . ومع استمرار أزمة البحر الأحمر تواصل مصر نزيف الخسائر بسبب مهاجمة الحوثيين للسفن .
وهو ما دفع الولايات المتحدة وبريطانيا لدعوة السفن بتجنب مضيق باب المندب. وهو ما يحقق خسائر يومية 25 مليون دولار . ولابد ان ندرك أن خسائر قناة السويس تفاقم أزمة الدولار الشحيح أصلاً فى مصر.
وقد نشرت صحيفة الشرق الأوسط تقريرا يؤكد أن التوترات الأمنية المتصاعدة فى البحر الأحمر تعمق من أزمة حركة الملاحة فى قناة السويس، التى تعانى من تراجُع كبير للإيرادات، بعد نحو 9 أشهر من الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة.
الجيش الأمريكى يضرب الحوثيين فى اليمن، والحوثيون يضربون السفن المتجهة من البحر الأحمر الى قناة السويس . وهذه المعركة بعيدة تماما عن تحرير قطاع غزة !!.
دعاء: اللهم احفظ مصر.
