بدون حرب.. كيف يمكن للصين السيطرة على تايوان؟

صورة تعبيرية
صورة تعبيرية

في تقرير حديث أثار اهتماما دوليًا واسعًا، أصدر مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية في واشنطن تحذيرا حول تحركات الجيش الصيني المحتملة تجاه تايوان.

وسلط التقرير الضوء على قدرة بكين على عزل الجزيرة وشل اقتصادها دون الحاجة إلى إطلاق رصاصة واحدة، وذكر المركز أن الصين قد تلجأ إلى استخدام تكتيكات المنطقة الرمادية.

حيث يمكن لخفر السواحل الصيني فرض حصار كامل أو جزئي على تايوان، ليعكس هذا التحذير تصاعد التوترات في منطقة المحيط الهادئ، ويفتح الباب أمام نقاشات جادة حول استراتيجيات الأمن والاستقرار في مواجهة تصعيد محتمل دون مواجهة عسكرية تقليدية بين البلدين.


خيارات بكين لإبقاء تايوان تحت سيطرتها

لطالما ركز المحللون والخبراء العسكريون الاستراتيجيون على خيارين رئيسيين متاحين للصين وهما: الغزو الشامل أو الحصار العسكري، ولكن مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية (CSIS) في واشنطن سلط الضوء على وجود وسيلة ثالثة أكثر تعقيدا للتصدي، وهي العزل.

ووفقا للتقرير، "كثفت الصين بشكل كبير ضغوطها على تايوان في السنوات الأخيرة، مما أثار مخاوف من تحول التوترات إلى صراع مباشر، ورغم أن التهديد بالغزو يحظى بالكثير من الاهتمام، إلا أن بكين تمتلك خيارات أخرى لإرغام تايوان أو معاقبتها أو ضمها".

وفي منتدى "حوار شانجريلا" الأمني الذي عقد في سنغافورة مؤخرا، حذّر وزير الدفاع الصيني الأدميرال دونج جون، من أن من يدعمون أي تحركات لاستقلال تايوان "سينتهي بهم الأمر إلى التدمير الذاتي".


تصاعد التوترات في بحر الصين الجنوبي

وشهد هذا الأسبوع تصاعدا واضحا في تكتيكات "المنطقة الرمادية" التي تنتهجها الصين، حيث اشتبكت سفن خفر السواحل الصينية مع قوارب تابعة للبحرية الفلبينية في بحر الصين الجنوبي. 

وكانت هذه الحادثة قد سجلت زيادة ملحوظة في مستوى العنف مقارنة بالاشتباكات السابقة قرب جزيرة "سكند توماس شول"، حيث تحتفظ الفلبين بموقع على سفينة حربية في المياه المتنازع عليها بين بكين ومانيلا.


توترات قائمة حول السيادة والتوحيد المزعوم

ويصر الحزب الشيوعي الحاكم في الصين على أن تايوان تعتبر جزءا لا يتجزأ من الأراضي الصينية، على الرغم من أنه لم يسيطر عليها قط، وقد عهد بـ"إعادة التوحيد" معها "بالقوة إذا لزم الأمر".

وبالرغم من ذلك، أفاد تقرير مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية (CSIS) بأن لدى بكين خيارات قوية تتيح لها ليس فقط إبقاء الجيش "خارج المعركة"، بل يمكنها أيضا تقويض الدعم الدولي لتايوان أو تأسيس تحالفات تعزز موقفها في النزاع.

وبالقيام بذلك، تسعى الصين لإضفاء شرعية على أي إجراءات قد تتخذها للحفاظ على الحكم الذاتي لتايوان، مستفيدة من السياق الدولي والإقليمي لتعزيز مواقفها الاستراتيجية.


جذور الصراع

وتعود جذور الصراع بين الصين وتايوان إلى عدة عقود، إذ تعتبر بكين أن تايوان مقاطعة منشقة ينبغي إعادتها إلى السيادة الصينية في نهاية المطاف.

من ناحية أخرى، تصر تايوان على الحفاظ على سيادتها واستقلالها الكامل، وتعتبر نفسها دولة مستقلة ذات سيادة.

ويتجلى هذا الصراع في التوترات السياسية والعسكرية المستمرة بين الجانبين، حيث تسعى بكين بطرق مختلفة لتحقيق هدفها النهائي بضم تايوان، بينما تعمل الأخيرة على تعزيز علاقاتها الدولية وتقوية دفاعاتها ضد أي تهديدات محتملة.


بالأرقام| تطور العلاقات التجارية عبر الزمن

وترتبط تايوان والصين اقتصاديا بشكل عميق، حيث تشكل العلاقات التجارية بينهما جزءا أساسيا من الديناميكية الاقتصادية في المنطقة.

وفي العام الماضي، تجاوزت 35% من صادرات تايوان وجهتها إلى البر الرئيسي الصيني، وكانت هذه الصادرات تتضمن بشكل رئيسي دوائر متكاملة، وخلايا شمسية، ومكونات إلكترونية، حسبما أفادت وزارة الشئون الاقتصادية التايوانية.

ومن جهة أخرى، شكلت الواردات من البر الرئيسي الصيني حوالي 20% من إجمالي واردات تايوان في نفس العام. 

وعلى مدى فترة زمنية تمتد من عام 1991 إلى عام 2022، استثمرت الشركات التايوانية إجمالا ما يقدر بـ 203 مليار دولار في البر الرئيسي الصيني، وفقا لإحصاءات حكومة تايوان.