بدون تردد

منخفض الهند الموسمي

محمد بركات
محمد بركات

الأسبوع الماضي تناولت فى هذا المكان انطباعات عن الحر في مصر،...، وقلت «إنه من المؤكد أن الدنيا ليست حراً فقط بل هي اسخن من ذلك بكثير، بحيث أصبح هذا القول قاصراً عن التعبير أو الإلمام الصحيح بالواقع، وأن كلمة الدنيا حر أصبحت وصفاً متواضعاً جداً لما نتعرض له هذه الأيام من سخونة شديدة تشعها الأرض ونار حارقة تقذفنا بها الشمس».

قلت هذا الأسبوع الماضي، وقبل أن يهبط علينا ويحيط بنا ذلك الهلاك الحراري المسمى «منخفض الهند الموسمى» الذى فاق في سخونته وحرارته كل احتمال وتعدى في رطوبته ولزوجته كل الحدود، بحيث أصبح ما كان قبله أكثر رحمة بكثير مما جاء به هذا المنخفض، وما وقع فيه لنا ولكل الناس، ليس عندنا فقط فى مصر، بل فى كل الأنحاء الإقليمية، بل وأيضا إلى ما هو ابعد من ذلك بطول العالم وعرضه من أمريكا وحتى الصين واليابان وكندا وأوروبا كذلك.

وفى هذا الذى نتعرض له هذه الأيام، لا نملك غير أن نتوجه بالدعاء لله الرحمن الرحيم بأن يكون فى عوننا جميعاً، فى مواجهة موجة الحر الحادة وشديدة الوطأة، التى نتعرض لها حاليا فى هذا الصيف الملتهب، بحرارته اللافحة وسخونته القاسية التى تشوى الوجوه.

ولعلى لا أتجاوز الواقع إذا ما ذكرت أن ما نتعرض له الآن من متغيرات حادة وجسيمة فى المناخ، بلغت ذروتها فيما نراه ونتعرض له حالياً من موجات شديدة الحرارة والرطوبة فى الصيف، وأخرى قارسة البرودة فى الشتاء، فى إطار التقلبات والمتغيرات الجسيمة فى المناخ والطقس، هى نتاج تلقائى وطبيعى للعبث الإنسانى بالطبيعة فى كل أنحاء العالم.

والمؤكد أن ما تسبب فيه الإنسان من تلوث كبير للهواء والتربة والمياه والبحار، وما نتج عن هذا التلوث من احتباس حرارى وارتفاع فى نسبة انبعاثات الغازات الدفيئة فى الجو، وزيادة نسبة ثانى أكسيد الكربون فى الغلاف الجوى، قد أدى إلى الارتفاع الخطر فى درجة حرارة الأرض، وصولاً إلى زيادة معدل ذوبان الجليد فى القطبين، وارتفاع منسوب المياه فى المحيطات والبحار.

وفى مواجهة ذلك هناك إجماع بين علماء المناخ، أن كل ذلك سيؤدى إلى مزيد من الكوارث والأخطار الجسيمة للعالم كله وليس فى منطقتنا فقط،...، وهو ما يتطلب حلولاً مباشرة وعاجلة وشاملة، فهل يحدث ذلك؟!