حكايات| أستار الكعبة قبلة زوار مكتبة الإسكندرية

قطعة من كسوة الكعبة
قطعة من كسوة الكعبة

فى الوقت الذى يحلم فيه ملايين المسلمين بزيارة الكعبة المشرفة، يحظى زائرو مكتبة الإسكندرية بنفحة مباركة من أثر البيت العتيق عبر ستارته الأثرية التى تعرضها المكتبة للجمهور.

فى مدخل قاعة الاطلاع الرئيسية وقف عدد من الزائرين من مختلف الجنسيات مشدوهين أمام الستارة الضخمة التى تخطف الأنظار..

ليحظوا بفرصة قرب روحانية مع أثر البيت العتيق الذى تهفو له القلوب، وبمزيج من الإعجاب واللهفة يقول ماهر على تاجر بنجع حمادي: «كان نفسى ألمس الكعبة، وعندما اقتربت من الستارة شعرت وكأننى لمستها فهى جزء من أثرها وزاد شوقى لزيارتها».

ومن الأردن كانت أسرة الطالب محمد صهيب تزوره خلال دراسته بكلية الطب وكانت على موعد لمشاهدة أحد آثار الكعبة المشرفة، فتقول والدته أحلام:« سعدت برؤية ستارة الكعبة.. وأبهرتنى الزخارف الدقيقة الملونة».

كما أبدى مروان عبد الله باحث ماجستير بكلية الدعوة الإسلامية بالأزهر الشريف سعادته قائلا: «كانت رؤية جزء من الكعبة مفاجأة سارة لى وقد أصابتنى مشاعر الهيبة والإجلال عندما وقع بصرى عليها، ووجودها فى المكتبة يؤكد ارتباط المصريين بها وزاد أملى فى زيارة بيت الله الحرام»..

وتتميز القطعة المعروضة بألوانها الصفراء والحمراء والخيوط المزخرفة على الستارة الذى كتب عليها آيات متنوعة مثل لا إله إلا الله الملك الحق المبين ويجاورها محمد رسول الله الصادق الوعد الأمين وآيات ادخلوها بسلام آمنين، إن الله وملائكته يصلون على النبى يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما.

وقديمًا كانت الكسوة بعد تغييرها تُقطَّع لقطع صغيرة وتوزع على الحجاج، أما الشرائط الكتابية النفيسة فكانت تُهدى لكبار الشخصيات، وكانت ستارة الكعبة هى أكثر أجزاء الكسوة ثراءً من حيث الزخارف الكتابية والنباتية والهندسية بخيوط الفضة المغطاة بالذهب.

وتوضح رنين عصام «مرشدة قسم الزيارات بمكتبة الإسكندرية» أن يشار عباس حلمى قد أهدى لمكتبة الإسكندرية فى عام 2016 هذه القطعة الأثرية المميزة والتى يرجع تاريخ صنعها إلى عام 1830 ميلاديًّا وتحديدا فى تركيا فى عصر السلطان التركى محمود الثاني..

وتوضح الدكتورة د. شيرين القبانى كبير باحثين بمكتبة الإسكندرية أن كسوة الكعبة هى أحد أهم مظاهر تقديس الكعبة واحترامها، وقد ارتبطت مصر تاريخيًا بشرف تصنيع الكسوة فيروى أن الرسول صلى الله عليه وسلم كسا الكعبة يوم الفتح بالثياب اليمانية، وقيل أيضاً أنه كساها القباطى المصرية، وأنه أول من فعل ذلك.

اقرأ أيضا| التوعية المعلوماتية في أفريقيا.. مؤتمر في مكتبة الإسكندرية

واستمر خلفاؤه من بعده بكسوة الكعبة بالثياب اليمانية والقباطى المصرية، وتضيف القبانى «تنوعت أماكن صناعة الكسوة فى مصر إلى أن قام والى مصر محمد على بإنشاء دار الكسوة فى الخرنفش بحى الجمالية بالقاهرة عام 1233هـ/ 1816م، واستمر العمل فيه حتى توقفت مصر تمامًا عن إرسال كسوة الكعبة فى ستينيات القرن العشرين».