فى ظل التوجيه الرئاسى بتخفيض عدد المقبولين بجميع الكليات النظرية وفى مقدمتها كليات التجارة والآداب والحقوق والخدمة الإجتماعية ـ سيقوم المجلس الأعلى للجامعات خلال جلسته القادمة بعد تشكيل الحكومة بإتخاذ قرار بتخفيض أعداد المقبولين بجميع الكليات النظرية بنسبة 25٪ على الأقل وستكون نسبة التخفيض الكبيرة من المقبولين بهذه الكليات بنظام الإنتساب الموجه وكذلك طلاب الثانوية العامة من القسم العلمي بشعبتيه «علمى علوم وعلمى رياضة» والذين كانوا يهربون للالتحاق بهذه الكليات النظرية بعد فشلهم فى الإلتحاق بما يسمى كليات القمة فى القطاعين الطبى أو الهندسى، وبسبب الثقافة المجتمعية الخاطئة فى هذا الشأن وكأن التعليم الجامعى ليس به إلا كليات طب وهندسة -
اقرأ أيضًا| رئيس جامعة حلوان: الإختبارات كانت شكلية وينجح معظم المتقدمين لها دون أي ضوابط!
سيقرر المجلس هذا ـ فور تشكيل الحكومة الجديدة ـ خاصة بعد أن أصبح لدينا كليات تطبيقية أخرى كثيرة خلال السنوات القليلة الماضية مثل برامج كليات الجامعات الأهلية التطبيقية وفى مقدمتها الجامعات الأهلية التى خرجت من رحم الجامعات الحكومية وعددها 12 جامعة حتى الآن بالإضافة إلى الجامعات التكنولوجية أيضا، وهو ما دعاء الرئيس عبد الفتاح السيسى أكثر من مرة فى الفترة الأخيرة إلى حث أولياء الأمور وكذلك الطلاب بضرورة الاتجاه إلى الدراسة التطبيقية فى مثل هذه الكليات وفى مقدمتها الذكاء الاصطناعى والبرمجة والحاسبات وغيرها والتى يحتاجها سوق المجتمع بشدة سواء المحلى منه أو العربى أو الأجنبى، وكذلك حث أولياء الأمور بعدم الاستسهال فى الالتحاق بالكليات النظرية التى أصبحت مكدسة بعشرات الآلاف من الطلاب الذين لم يعد سوق العمل فى حاجة إلى آلاف الخريجين منهم، حتى وصل الأمر إلى أن إجمالى عدد الملتحقين بالكليات النظرية الأربعة «الحقوق والتجارة والآداب والخدمة الإجتماعية مانسبته 64 ٪ من إجمالى طلاب الثانوية العامة الملتحقين بالجامعات ـ كما وصلت هذه النسبة إلى 72٪ من إجمالى طلاب الثانوية العامة بجميع الكليات النظرية بمختلف الجامعات المصرية والسبب فى ذلك أن نسبة ليست بالقليلة من طلاب الثانوية العامة القسم العلمي بشعبتيه «علمى علوم وعلمى رياضة» أصبحوا يلتحقون أيضا بهذه الكليات النظرية مع طلاب القسم الأدبى بعدما يفشلون فى الإلتحاق بأى من كليات المجموعة الطبية أو الهندسية وكأن التعليم الجامعى التطبيقى قاصر على هذين المجالين ـ وهذا غير صحيح. كما اتضح أن الطلاب الذين يلتحقون بالإنتساب الموجه فى هذه الكليات لايكون هدفهم التعليم الجيد فى المقام الأول نظرا لعدم وجود حضور أو غياب فى هذا النظام، وأن نسبة ليست بالقليلة منهم يفضلون هذا النظام لعدم إلتزامهم بالحضور سوى أيام الإمتحانات فقط، وهو مايجعل هدف معظم الملتحقين بهذا النوع من التعليم هو الحصول على شهادة ورقية فقط دون أن يكون هناك تعليم حقيقى فى هذا النظام القائم على التعليم عن بعد، وهذا مايعنى انتفاء دور الجامعة فى التربية والتنشئة والتوجيه والإرشاد وبناء الشخصية ثم التعليم.
كان للموظفين فقط
وهذا ماأكد عليه د0السيد قنديل رئيس جامعة حلوان ـ وأضاف أن نظام الانتساب فى الأصل كان للموظفين العاملين فى القطاعات المختلفة والذين يريدون أن يستكملوا تعليمهم، إلا أن هذا النظام انحرف بعد ذلك عن مساره عندما فتح المجال لقبول طلاب الثانوية العامة أيضا وبمجموع أقل من الطلاب المنتظمين لدرجة أن وصل عدد طلاب الانتساب فى فترة من الفترات إلى مايساوى نسبة 50٪ من إجمالى عدد الطلاب المنتظمين فى الكليات النظرية ـ بعد أن قرر أحد وزراء التعليم العالى السابقين ذلك ـ وكان الهدف وقتها هو دغدغة مشاعر الطلاب وأولياء الأمور وإصدار التصريحات العنترية بأن هناك مكانا بالجامعات لكل ناجح فى الثانوية العامة ـ وكانت هذه بمثابة الطامة الكبرى التى أدت إلى تضخم عدد المقبولين بهذه الكليات النظرية بهذه الصورة المرضية ـ ومع أن نسبة الـ50٪ هذه قد تم تخفيضها بعد ذلك إلى مايقرب من 25٪ من إجمالى عدد المقبولين بالكليات النظرية لكن مازالت النسبة كبيرة وغير منطقى وجودها أصلا، كما أن نظام الإنتساب الموجه نفسه أصبح من الضرورة التفكير فى إلغائه تماما بالجامعات الحكومية لطلاب الثانوية العامة بعد أن إنحرف ـ كما قلت ـ عن مساره، وبعد أن أصبح لدينا الكثير من الجامعات والكليات الأخرى التطبيقية التى يمكنها أن تستوعب هذه الأعداد بشكل صحيح، وأن يتم تعليمها تعليما جيدا فى برامج تطبيقية أصبح المجتمع بالفعل فى أشد الحاجة إليها ـ وبناء على ذلك تقرر تفويض اللجنة العليا للتنسيق برئاسة وزير التعليم العالى فى إتخاذ القرار المناسب فى هذا الشأن فور إعلان نتيجة الثانوية العامة وتحديد النسبة التى سيتم تخفيضها تدريجيا هذا العام سواء فى عدد الطلاب الملتحقين بشكل عام بهذه الكليات النظرية، أو النسبة التى سيتم تخفيضها من طلاب القسم العلمى بشعبتيه فى هذه الكليات أو نسبة التخفيض الأكبر من المقبولين من طلاب الإنتساب الموجه تمهيدا لإلغائه بالنسبة لطلاب الثانوية العامة.
