أصل الحكاية| ظاهرة فلكية.. تعامد الشمس تزامنا مع يوم الانقلاب الصيفي

صورة موضوعية
صورة موضوعية

تشهد معابد الكرنك الفرعونية الشهيرة، منذ قليل يوم الجمعة 21 يونيو  في مدينة الأقصر التاريخية في صعيد مصر، حدثاً فلكياً يعود تاريخه لآلاف السنين. في هذا اليوم، يتزامن تعامد الشمس مع يوم الانقلاب الصيفي، مما يبرز البراعة والمعرفة العميقة التي كانت تتمتع بها حضارة مصر القديمة في مجال الفلك والتقويم.

** تعامد الشمس في معابد الكرنك: حدث فلكي منذ آلاف السنين

 - الأهمية التاريخية:

تعد معابد الكرنك مركزاً دينياً وثقافياً رئيسياً في حضارة مصر القديمة، حيث كانت تعامدات الشمس تحظى بأهمية كبرى في نظام التقويم والطقوس الدينية، يعتبر يوم الانقلاب الصيفي حدثاً تاريخياً يتميز بتواجد الشمس بأقصى ارتفاع لها في السماء، مما جعله لحظة مهمة لدى الفراعنة لإجراء الاحتفالات والطقوس الدينية المخصصة.

** البراعة الفلكية للمصريين القدماء:

بفضل معرفتهم العميقة بحركة الكواكب والنجوم، كانت لدى الفراعنة القدماء القدرة على تحديد تواريخ تعامدات الشمس بدقة فائقة، مما يعكس البراعة الفلكية التي استخدموها في بناء معابدهم وتنظيم حياتهم الدينية والزراعية.

** الاحتفالات والطقوس الدينية:

يوم تعامد الشمس في معابد الكرنك كان يمثل مناسبة مهمة يحتفل فيها الفراعنة بالقوة الخلاقة للشمس ودورها الحيوي في حياتهم. كانت تُقام مراسم دينية خاصة للاحتفال بهذا الحدث الفلكي، مما يبرز الترابط العميق بين الفلك والدين في حياة المصريين القدماء.

تعامد الشمس في معابد الكرنك يمثل لحظة استثنائية من تاريخ حضارة مصر القديمة، تبرز فيها براعتهم في استخدام الفلك في خدمة أغراضهم الدينية والثقافية. إنها تذكير بالإرث العظيم الذي تركه الفراعنة لنا، وبالتفاني الذي أظهروه في استكشاف أسرار الكون وتفسيرها.

وبحسب بيان للجمعية المصرية للتنمية السياحية والأثرية، فإن شمس الظهيرة ستتعامد اليوم على الغرف والمقاصير المقدسة بمعبدي الملك رمسيس الثالث، والإله بتاح، الواقعين ضمن مجموعة معابد الكرنك شرقي مدينة الأقصر ومعابد مصرية بالوادي الجديد وأسوان وقنا وسوهاج، وذلك إيذانا ببداية فصل الصيف.

وقال رئيس الجمعية أيمن أبوزيد، في تصريحات اليوم الخميس ، إن الشمس تتعامد في ذلك اليوم بشكل عمودي على المعبدين في تأكيد على أن المصري القديم تفوّق في تطويع علوم الفلك والهندسة في خدمة معتقداته وفلسفته الدينية.

ولفت إلى أن تلك الظاهرة تحظى بمتابعة واهتمام الكثير من السياح والآثاريين والباحثين في مجال علوم الفلك والعمارة القديمة، وباتت مناسبة سنوية تحتاج لوضعها على الأجندة السياحية المصرية.

** تحدث بمعابد الكرنك

ونوّه أبوزيد إلى أن ظاهرة تعامد شمس الظهيرة التي تحدث بمعابد الكرنك في مناسبة يوم الإنقلاب الصيفي تتكرر في معابد مصرية أخرى مثل معبد إدفو في محافظة أسوان، ومعبد هيبس في محافظة الوادي الجديد، ومعبد أبيدوس في محافظة سوهاج، ومعبد دندرة في محافظة قنا، وأن السنوات الأخيرة شهدت توثيق أكثر من 22 ظاهرة فلكية بالمقاصير والمعابد المصرية القديمة المنتشرة في محافظات مصر، الأمر الذي يُعد فرصة لتشجيع سياحة الفلك التي باتت نمطاً سياحياً عالمياً.

** قدماء المصريين وعلوم الفلك

يُذكر أن قدماء المصريين برعوا في علوم الفلك، ولاحظوا حركة الكواكب وربطوا بينها وبين الوقائع على الأرض، واعتبروا تحركات الكواكب مؤشرات للتنبؤ بأحداث كبرى مثل فيضان النيل.

** رسومات الفلك في معابد ومقابر الفراعنة المصريين

ورسم قدماء المصريين على جدران وأسقف معابدهم ومقابرهم الكثير من الصور التي تؤكد على درايتهم بعلوم الفلك والتنجيم، حيث نجد جداريات للسماء وهي محمولة على أربعة أعمدة، ولوحات رُسمت فيها السماء على شكل الربة موت إلهة السماء.

** استخدم قدماء المصريين النجوم

وأبدع المصري القديم في رسم القبة السماوية في صورة خيالية، وسجلت مقبرة سننموت في منطقة الدير البحري غربي مدينة الأقصر، صوراً للنجوم التي استخدمها قدماء المصريين لقياس الزمن، وثمة رسوم وأعمال فنية أخرى تصور الأبراج السماوية وكثيراً من نجوم السماء الشهيرة في جداريات تُزين جدران وأسقف عدد من المعابد والمقابر التي شيدها المصري القديم.

اقرأ أيضا | خبير آثار يكشف عن سر رقم «21» وتعامد الشمس على معابد مصر