«المنصورة» مدينة خضراء منذ 800 عام

صورة موضوعية
صورة موضوعية

مدينة فريدة بشرق الدلتا، عمرها تجاوز 800 عام وأطُلق عليها جزيرة الورد فور إنشائها حيث كانت محاطة بالمياه من ثلاث جهات، كما كانت تضم أكبر حدائق ورد فى مصر، ثم تم تسميتها بالمنصورة بعد انتصار أبنائها على الحملات الصليبية لكنها ظلت مقصداً للباحثين عن الهدوء وجمال الطبيعة والمناظر الخلابة للورود والأشجار النادرة.

المؤرخ الدكتور إيهاب الشربينى يؤكد  أن جزيرة الورد هو الاسم الشعبى الذى أطُلق على مدينة المنصورة حين تأسيسها و ظل أبناؤها متمسكين بهذا الاسم الشعبى لها طوال هذه القرون، وأشار إلى أن الملك الكامل بن العادل أحد ملوك الدولة الأيوبية أنشأ المدينة عام 1219 ميلادية عند مفترق النيل على فرع دمياط وبنى بها قصراً لسكناه والكثير من الدور للأمراء والعساكر، كما أنشأ سوراً وجهزه بالآلات الحربية والستائر حماية لها وتحسباً لزحف الصليبيين، حيث انتصر أبناؤها على الحملة السابعة فسُميت بالمنصورة تفاؤلاً بالنصر .. وتم أسر قائد الحملة لويس التاسع فى دار قاضى المدينة ابن لقمان حتى دفعت زوجته الفدية وعاد لفرنسا ثم صارت مدينة كبيرة بها المساجد والحمامات والأسواق .

اقرأ أيضًا | حكايات| «قصر التيه».. خزائن «يوسف» لإطعام أهل الأرض

وأكد الشربينى أن محافظة الدقهلية بصفة عامة وعاصمتها المنصورة كان لها دور كبير فى التطورات الاقتصادية والثقافية والفكرية والاجتماعية التى شهدتها مصر على مر العصور وأفرزت نخبة من قادة الفكر والتنوير أثروا الحياة العامة المصرية وجعلوا من إقليمهم شرياناً حيوياً ومهماً فى الجسد والكيان المصرى .. ورسم صورة للشخصية المصرية، ومع هذا الدور الرائد فقد كانت المنصورة زاخرة بالحدائق الفريدة .. ولعل أشهرها حديقة فريال والنادى الملكى اللذان تأسسا فى بداية القرن الماضى وكانت الحديقة بمدخلها كشكاً للموسيقى وكان يرتادها الأجانب المقيمون بالمنصورة خاصة اليونان والإيطاليين بجانب أبنائها .

المهندس عبد العاطى يوسف المدير الأسبق لحدائق المنصورة أكد على أن المرحوم اللواء سعد الشربينى كلفه بإنشاء أكبر حديقة على النيل بمحافظات الدلتا وهى حديقة شجر الدر عام 1985، وطلب منه أن يتحول شاطئ المدينة بالكامل لحدائق فى الأماكن التى تسمح بذلك .. وتم إنشاء عدة حدائق بجانب شجر الدر أبرزها : عروس النيل وصباح الخير يا مصر، ثم تم تطوير تلك الحدائق لاحقاً فى عهد المحافظ اللواء فخر الدين خالد.

وبالفعل بدأ أبناء المدينة يشعرون بعودتها جزيرة للورد حينذاك، لكن حدث اقتطاع لأجزاء من حديقة شجر الدر وكذا البناء بحديقة الهابى لاند بعد ذلك كان يفقدها هذا التميز لذا يجب الحفاظ على ما تبقى من تلك الحدائق.

المحافظ الدكتور أيمن مختار أكد على سعى المحافظة لإضافة رئاتٍ خضراء جديدة للمدينة وصيانة جميع الحدائق وتطويرها واستغلال كل مناطق الفراغات بها لإعادته لجزيرة الورد لسابق عهدها، وقد تم بالفعل إضافة كورنيش جديد للمدينة وجارٍ تطوير الكورنيش القديم لتظل المنصورة أجمل مدن الدلتا.