■ رسالة مكة: محمد هاشم - أحمد مدحت
وسط دعوات من القلب بحفظ مصر وأهلها، أتم حجاج بيت الله الحرام مناسكهم، وسط تعاون بين البعثات النوعية الثلاث للحج «القرعة - التضامن - السياحة»، إضافة إلى البعثة الطبية، من أجل خدمة الحجاج المصريين، بعد انتهاء مناسكهم، ومُساعدتهم فى رحلة العودة إلى أرض الوطن، خصوصًا كبار السن، وأصحاب الأمراض المزمنة.
◄ أسر الشهداء للرئيس السيسي: «أثلجـت صدورنا»
وفي تصريحات خاصة لـ«آخر ساعة»، أشار اللواء مُساعد وزير الداخلية لقطاع الشئون الإدارية، رئيس بعثة الحج الرسمية، إلى أن الجميع يعمل على مدار الساعة من أجل خدمة الحاج المصرى أيًا كان «قرعة أو تضامن أو سياحة»، مؤكدًا فى الوقت نفسه التنسيق التام بين البعثات الثلاث من أجل تيسير المناسك على ضيوف الرحمن والعمل على راحتهم، وفيما يتعلق بالحالة الصحية للحجاج، أوضح رئيس البعثة، أن الحالة العامة لجميع الحجاج المصريين جيدة، مؤكدًا عدم ظهور أية حالات وبائية بين صفوف الحجيج.
وقد انتهى تفويج حجاج بعثة القرعة من مشعر منى إلى مكة المكرمة، بعد أن استكملوا رمى الجمرات خلال أيام 
التشريق، ووفقًا لرئيس بعثة الحج الرسمية، بدأت غرفة عمليات مكة المكرمة فى تفعيل خطط تفويج حجاج القرعة، سواء الذين سيتوجهون إلى المدينة المنورة لقضاء 4 ليال وزيارة قبر الرسول الكريم، والذين وصلوا إلى الأراضى المقدسة عبر مطار الملك عبدالعزيز الدولى بجدة، أو الذين سيعودون إلى أرض الوطن، بعد أن استهلوا رحلتهم الإيمانية بزيارة المدينة المنورة، مُشيرًا إلى أنه تم رفع درجات الاستعداد فى صفوف ضباط البعثة بمطارى الملك عبدالعزيز الدولى بجدة، ومطار الأمير محمد بن عبدالعزيز بالمدينة المنورة، استعدادًا لبدء الجسر الجوى بين السعودية ومصر؛ لإعادة ضيوف الرحمن إلى أرض الوطن.
◄ أُسر الشهداء
«آخر ساعة»، التقت بعدد من أسر شهداء الشرطة، فور انتهائهم من أداء المناسك، وهم فى طريقهم إلى المدينة المنورة لزيارة قبر الرسول الكريم؛ حيث أعربوا عن فرحتهم بالمنحة الإلهية التى منحهم الله إياها بحج بيته العتيق، من خلال الرحلة التى قدمتها لهم وزارة الداخلية كهدية إيمانية لأسر شهدائها، نظير ما قدموه من بطولات سطروا بها أسماءهم بأحرف من ذهب فى سجلات الواجب والشرف، مؤكدين أن الرعاية التى يوليها الرئيس عبدالفتاح السيسى، لأسر شُهداء الشرطة، تثلج صدورهم، وتؤكد أن الدولة المصرية تُثمن تضحيات أبنائها، وأشادوا بالخدمات والرعاية الشاملة التى توليها وزارة الداخلية لأسر شهداء الشرطة، مؤكدين أن الوزارة لا تألو جهدًا فى العمل على خدمتهم وراحتهم، وليس هناك دليل أكثر من هذه الرحلة الإيمانية التى يحلم بها الجميع، مُعربين عن فخرهم واعتزازهم بتضحيات وبطولات أزواجهم وفلذات أكبادهم فى سبيل تحقيق أمن الوطن، والتى لن ينساها التاريخ، مؤكدين استعدادهم لتقديم المزيد من الشهداء من أجل أمن واستقرار الوطن.
وكان اللواء محمود توفيق، وزير الداخلية، قد وجه بتقديم كافة أوجه التسهيلات لأسر شهداء الشرطة، منذ
لحظة مُغادرتهم أرض الوطن، مرورًا بوصولهم إلى الأراضى المُقدسة لأداء مناسك الحج، وحتى عودتهم سالمين غانمين إلى أرض الوطن، مُشددًا على أن التاريخ لن ينسى بطولات وتضحيات شهداء الشرطة، الذين ضحوا بحياتهم من أجل تحقيق رسالتهم المُقدسة، ومؤكدًا أن تضحياتهم الغالية وبطولاتهم، لن تزيد زملاءهم إلا قوة وإصرارًا على بذل الغالي والنفيس، لتحقيق أمن الوطن والحفاظ على مُقدراته.
◄ اقرأ أيضًا | الحالة الرابعة.. وفاة «حاجة» من الغردقة أثناء تأدية مناسك الحج
◄ غرفة عمليات
رئيس بعثة الحج الرسمية، أكد أن التجهيزات التى قامت بها وزارة الداخلية عند تصعيد حجاج بعثة القرعة لمنطقة المشاعر المُقدسة؛ استعدادًا لأداء الركن الأعظم من الحج بالوقوف بصعيد عرفات الطاهر، كانت خلفها غرفة عمليات بعثة حج القرعة بمكة المكرمة، والتى أعدت كشوفًا مدونًا بها أسماء الحجاج، ورقم مُخيم كل حاج بمشعرى عرفات ومنى، ورقم الحافلة التى ستقله لمنطقة المشاعر المُقدسة، ورقم الهاتف المحمول الخاص بعضو البعثة المرافق له فى الحافلة، وكذلك رقم الهاتف الخاص بالسائق، وتوزيع تلك الكشوف على فنادق إقامة الحجاج قبل التصعيد بـ48 ساعة، مُشددًا على أن بعثة القرعة تحرص كعادتها كل عام، على تصعيد ضيوف الرحمن إلى عرفات الله فى اليوم الثامن من ذى الحجة، ضمانًا لوصول جميع حجاج البعثة إلى صعيد عرفات الطاهر لأداء الركن الأعظم من الحج، خاصة أن المبيت بمنى يوم التروية هو سنة عن الرسول الكريم، وليس من واجبات الحج، مُشيرًا إلى أن اللواء محمود توفيق، وزير الداخلية، شدد على ضرورة رفع درجات الاستعدادات؛ لتصعيد الحجاج لمنطقة المشاعر المُقدسة، والتأكد من تقديم كافة الخدمات التى تُمكن ضيوف الرحمن من أداء المناسك فى سهولة ويسر، لافتًا إلى أنه لأول مرة، اعتمدت بعثة حج القرعة نظام التسكين الإلكترونى فى مُخيمات البعثة بمنى وعرفات؛ وذلك لمنع دخول غير أعضاء البعثة للمُخيمات، وبالتالى ضمان حصول كل حاج على المساحة المخصصة له، موضحًا أنه تم تسكين الحجاج من خلال الكشف على الباركود الخاص بكل حاج، والموجود على أسورة المعصم الخاصة به قبل دخوله المخيم، وعن مشعر عرفات، أكد أن البعثة نجحت هذا العام فى الحصول على موقع جديد ومتميز على شكل دائرى لحجاج القرعة بمشعر عرفات، بالقرب من مسجد نمرة، يتوسطه موقف للحافلات لسهولة النفرة للمُزدلفة؛ حيث قام الحجاج فور وصولهم مُخيم القرعة بعرفات، بتحديد مُخيمهم من خلال الأرقام المُعلقة على المُخيمات، والتى سبق وأن تم إعلانها للحجاج، وعقب انتهاء يوم عرفة، قاموا باستقلال الحافلات، والنفرة للمُزدلفة بسهولة.
وقد أشاد الحجاج، بتزويد المخيمات فى عرفات بالمراوح، وأجهزة التكييف، لمواجهة درجات الحرارة المرتفعة، وتوفير الرعاية الكاملة لكبار السن، وذوى الاحتياجات الخاصة من قبل البعثة، من خلال توفير المقاعد المُتحركة لهم، وكذلك تخصيص المقاعد الأولى فى الحافلات لهم.
◄ حجاج السياحة
وقد بدأت شركات السياحة تنفيذ خطة تفويج حجاجهم من مشعر منى بعد انتهاء الحجاج مُتعجلين من رمى الجمرات بأيام التشريق، ورغم الزحام فى مشعر منى وفى الطرق المؤدية لجسر الجمرات إلا أن عملية تفويج حجاج السياحة لمُغادرة مشعر منى لم تشهد أى أزمات أو مشاكل كبرى، وقد ساهم فى ذلك الجهود الكبيرة، التى بذلتها كافة السلطات السعودية لتنظيم حركة الحجيج، والحفاظ على راحتهم وسلامتهم، بجانب خبرة شركات السياحة المصرية ومُشرفيها، والتى مكنتهم من اختيار الوقت والطرق التى تُبعد أفواج حجاجها عن الزحام والتدافع، ونجح عدد من شركات السياحة فى التنسيق لإدخال الأتوبيسات الخاصة بهم لأقرب مكان للمُخيمات، وبعض الشركات قام بنقل أمتعة الحجاج للفنادق مُباشرة.
وتُتابع البعثة الرسمية للحج السياحى، برئاسة سامية سامى، رئيس الإدارة المركزية للشركات بوزارة السياحة والآثار، على مدار الساعة عمليات تفويج الحجاج ومُغادرتهم المملكة إلى الأراضى المصرية، وأصدرت البعثة تعليمات مُشددة لمندوبى شركات السياحة بإخطار البعثة أولًا بأول بأية تطورات فى عمليات التفويج، كما تم تكليف مُشرفى البعثة بمُتابعة تفويج الحجاج حتى مُغادرة آخر حاج لمشعر منى.
سامية سامى، أكدت أن البعثة تابعت على مدار الساعات الماضية أحوال الحجاج فى المُخيمات خلال تواجدهم بمشعر منى للاطمئنان على أحوالهم والاستعداد لمغادرة منى، وأوضحت أنه تمت المتابعة داخل المخيمات المخصصة للحج السياحى الخمس نجوم والاقتصادى، وتواجد مُفتشى الوزارة بين الحجاج بمنطقة المشاعر لحل المشكلات التى يُمكن أن تواجههم، مُشيرة إلى أن هناك التزاما كبيرا من جانب شركات السياحة بتعاقداتها مع الحجاج، مُضيفة أن وجود الوعاظ والمشايخ فى المُخيمات ساهم كثيرًا فى التخفيف على الحجاج، خصوصًا بعد الفتوى بجواز الرجم على مدار الساعة لتجنب التزاحم والتدافع بجسر الجمرات، والطرق المؤدية إليه للحفاظ على أرواح الحجاج، كما أكدت رئيس البعثة، أن عملية تفويج الحجاج من مشعر منى تسير كما هو مُخطط لها.
