حكايات| «قصر التيه».. خزائن «يوسف» لإطعام أهل الأرض

محافظة الفيوم بطبيعة خلابة وموقع جغرافى فريد
محافظة الفيوم بطبيعة خلابة وموقع جغرافى فريد

تتمتع محافظة الفيوم بطبيعة خلابة وموقع جغرافى فريد، كما تمتلك العديد من الآثار يعود لمختلف العصور، ومن بين الآثار التى تنفرد بها الفيوم «قصر التيه» أو معبد اللابرنت والتى أشارت بعض الدراسات إلى أن سيدنا يعقوب عليه السلام دخل مصر أثناء حكم سنوسرت الثانى وأن سيدنا يوسف عليه السلام عاصر حكم هذا الملك، كما عاصر حكم أمنمحات الثالث من بعده وقام بشق قناة فم الهوارة لتخزين المياه فى منخفض الفيوم.

كما قام ببناء مبنى عظيم يتكون من 3 آلاف حجرة يقع إلى الجنوب من هرم هوارة وقد أجمع الرحالة الإغريق والرومان الذين زاروا المبنى أنه كان من أروع الأبنية على الأرض وكان يعرف باسم «اللابرنت» أو «قصر التيه» ويتكون من عدة قصور يبلغ عددها مقدار عدد الأقاليم المصرية القديمة.

واستخدمه سيدنا يوسف عليه السلام فى توزيع الحبوب والغلال على أقاليم مصر وقت المجاعة التى مرت بها خلال السبع سنوات العجاف، بعدما أصبحت الفيوم صمام الحياة لمصر عقب شق قناة فم الهوارة سبع سنوات الخير التى أعقبتها سنوات الجفاف حيث توافد الناس من كل مكان طلبًا للحبوب والغلال.

اقرأ أيضا| حقوق التشكيليين المهدرة تنتظر تفعيل «الملكية الفكرية»

يقول أحمد عبد العال مدير عام الآثار الأسبق بالفيوم، إن معبد « اللابرانت» أو «قصر التيه» كما سماه الإغريق، شيده الملك «أمنمحات الثالث» فى منطقة هوارة قرب الفيوم، مشيرًا إلى أنه سمى قصر التيه لأنه يوجد به أكثر من 3 آلاف حجرة، مؤكدًا أن المؤرخ «هيرودوت» سجل إعجابه بهذا القصر وقال عنه «إنه يفوق الوصف، ويتكون من 12 بهوا، ومن 3 آلاف غرفة، نصفها تحت الأرض، ونصفها الآخر فوقها، والغرف العليا تفوق ما أخرجه الإنسان من آثار، إذ إن سقوفها كلها قد شيدت من الأحجار، ويحيط بكل بهو أعمدة مصنوعة من الأحجار البيضاء».

ويتابع «عبد العال» أنه نسجت حول هذا القصر العديد من الأساطير، وقد قيل إنه من الصعب الخروج منه بعد دخوله لوجود ما يشبه المتاهة فكان الكهنة يدخلون القصر بورقة مثل الخريطة ليستطيعوا الدخول والخروج بسلام، ومن المتوقع أن ذلك كان حماية لتواجد الغلال به فترة السنوات السبع العجاف فى فترة تولى سيدنا يوسف وزير مالية مصر.

مشيرًا إلى أن القصر لم يتبق منه سوى مساحة تنتشر فيها الصخور وقطع الجرانيت الفاخرة وأعمدة الحجر الجيرى فقط ولم يتم الكشف عنه نظرًا لأن الموقع ممتلئ بالمياه الجوفية وهناك خطورة على هرم هوارة بسبب هذه المياه.

وأوضح أن الذين زاروا المنطقة فى الزمن القديم وصفوه بأنه معبد جنائزى يقع فى الناحية الجنوبية من هرم هوارة، وللأسف قد اختفت معالمه إلا ما يراه الزائر هذه الأيام من أطلال هذا البناء القديم.