«متاهة سيناء».. رحلة سياحية ترفيهية على مسار النبي موسى

رحلات سياحية
رحلات سياحية

استجابة لما أعلنه رئيس مجلس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولى بإحياء مسار خروج بني إسرائيل وتنظيم رحلات سياحية به أعد خبير الآثار الدكتور عبد الرحيم ريحان عضو المجلس الأعلى للثقافة، المادة العلمية لرحلة سياحية بعنوان "متاهة سيناء" على خطى مسار نبى الله موسى عن كتاب "التجليات الربانية في الوادي المقدس طوى"، وحدد مسارها المرشد السياحي بسيناء عبد العاطي صلاح مؤلف موسوعة "سيناء أرض العبور" باللغتين العربية والروسية.

ويشير الدكتور ريحان إلى أن الرحلة تحاكي مسار وطريق خروج بني إسرائيل، خاصة المحطات الرئيسية على هذا الطريق، والأحداث الهامة والمعجزات الإلهية التي حدثت في كل محطة، مثل تظليل بني إسرائيل بالغمام لحمايتهم من أشعة الشمس المحرقة في الصحراء، ونزول المّن والسلوى كطعام يأتيهم كل يوم حتى لا يهلكوا جوعًا، وكذلك خروج المياه من قلب الصخر كي لا يقتلهم العطش، وغيرها من المعجزات التي اتفقت عليها الكتب السماوية التوراة والقرآن الكريم  بشكل كبير.

وأوضح أن الرحلة عبارة عن برنامج سياحي ترفيهي، وثقافي، وديني، وتاريخي، يوفر قسطاً كبيراً من الراحة والاستجمام والاستشفاء والتأمل والمغامرة، كما يهتم بإبراز الكنوز التاريخية والأثرية بجنوب سيناء، لا سيما تلك الواقعة على مسار خروج نبي الله موسي عليه السلام.

ونوه الدكتور ريحان إلى أن برنامج الرحلة يبدأ بالتحرك من مدينة شرم الشيخ باتجاه مدينة سانت كاترين، إلى هضبة حجاج الواقعة على طريق نويبع - سانت كاترين، وفي هذه المنطقة يتم عمل رحلة جيب سفاري بوادي حجاج، ثم بعد ذلك يتوجه الوفد لزيارة دير سانت كاترين، ومنه إلي وادي فيران حيث  زيارة دير البنات، بعدها يتجه السائحون لزيارة حمام موسي بمدينة الطور ومنها يعود مرتادى الرحلة من مصريين والدول العربية الشقيقة وجميع جنسيات العالم إلى شرم الشيخ.

إعادة إحياء مسار خروج «بني إسرائيل» من مصر والترويج له سياحيًا

وتابع الدكتور ريحان بأن هذه الرحلة الاستثنائية تتيح لروادها الاستمتاع بكل المزايا السياحية بسيناء من سياحة روحية تعالج الكثير من ضغوط الحياة والأمراض الناجمة عنها والحج بطريق الحج المسيحي القديم بسيناء منذ القرن الرابع الميلادى والذى أصبح طريقًا للمسيحيين والمسلمين منذ عام 1885م يبحروا سويًا من ميناء السويس إلى ميناء الطور القديم ثم التوجه سويًا عبر وادى حبران الذى عبره نبى الله موسى لتلقى ألواح الشريعة ويتوجهوا سويًا إلى دير سانت كاترين وقد ترك الحجاج المسلمون كتاباتهم فى الجامع الفاطمى داخل الدير، ويستكمل المسيحيون طقوس الحج بالجبل والدير ويعود المسلمون إلى ميناء الطور ومنها إلى جدة ثم إلى مكة المكرمة.

كما تتضمن الرحلة الاستمتاع بالمغامرة والترفيه في صحراء وأودية سيناء، دون إغفال الاستجمام والاستشفاء والسباحة، وكل عناصر الجذب الذي يبحث عنها عشاق الجمال فى العالم، كما أنها تنشّط السياحة فى مواقع مهمشة بسيناء.

وأشار المرشد السياحي عبد العاطي صلاح، إلى أن البرنامج يتميز بالمرونة التي تسمح بتنفيذه من يوم إلى 3 أيام تبعًا لطبيعة الأماكن الأثرية والسياحية الواقعة علي طريق الخروج، والمتاحة للزيارة في الوقت الراهن، ونظيراتها المغلقة حاليًا للزيارة مثل عيون موسي ومعبد سرابيط الخادم وهضبة التيه، ويمكن مستقبلًا ربط البرنامج برحلة القاهرة عن طريق البر، وذلك بأن يتضمن البرنامج زيارة القاهرة في اليوم الأول ثم المبيت في فنادق عيون موسي، علي أن يبدأ البرنامج في صباح اليوم التالي بزيارة عيون موسي - الطور - فيران - المبيت في سانت كاترين - وفي صباح اليوم التالي زيارة دير سانت كاترين - السفاري في هضبة حجاج - وقفة للسباحة والتنزه بمدينة دهب - ثم العودة إلى شرم الشيخ.

وأضاف عبد العاطي صلاح بأن الزائر في برنامج هذه الرحلة يستمتع بكل هذا الجمال في عين حضرة وهضبة حجاج وطريق القوافل والنواميس ودير سانت كاترين ووادي فيران وحمام موسى بطور سيناء.

عين حُضرة

هي عين مياه طبيعية، تقع على بُعد 70 كيلو مترًا علي طريق نويبع - سانت كاترين، وبفضل مياهها تحوّل المكان إلي واحة خضراء وسط الصخور الصماء، ويتم عمل وقفة لتصوير الواحة من صخرة عظيمة تُعرف "بالبلكونة" حيث المنظر البانورامي البديع للواحة.

هضبة حجاج "حجر المكتوب"

هو عبارة عن صخرة كبيرة من الحجر الرملى، عليها كتابات ونقوش نبطية ويونانية وأرمينية قديمة سجّلها التجّار والحجاج والمسافرون أثناء عبورهم طريق الحج المسيحى إلى جبل موسى، وهذه النقوش مُورّخة بالفترة ما بين القرن السابع إلى القرن العاشر الميلادى، منها نقش لأحد الحجاج يقول: "أنا ذاهب حول موسى" يعنى جبل موسى، وآخر يقول "أنا رأيت القدس".  

خارطة الطريق

هي صخرة عظيمة تقع بالقرب من حجر المكتوب، علي طريق القوافل القديم، حيث كان تُجّار الأنباط يتركون رسوماتهم ونقوشهم البدائية علي هذه الصخرة.

النواميس

هي مباني من الحجر الغشيم، أسطوانية الشكل، أشبه بقفير النحل، بُنيت بطريقة رصّ الأحجار فوق بعضها بدون أي مواد لاصقة، وهي محكمة الغلق، ويرجع تاريخ بنائها إلي 6000 عام ق.م، ويُرجّح أنها كانت تُستخدم كمساكن ومقابر للإنسان الأول في عصور ما قبل التاريخ، ويُقال أن النبي موسي كان يستخدمها للاحتماء بها من البعوض، واستخدمها الأنباط كاستراحات في الطريق، واستُخدمت قلايا للرهبان، وكان بدو سيناء يستخدمونها لحفظ الحبوب والأطعمة لفترات طويلة، ولا تفسد أبدا! 

دير سانت كاترين

هو أحد أقدم وأهم وأشهر أديرة العالم، حيث يقع تحت سفح جبل موسي، في البقعة المباركة من الوادي المقدس طُوي، التي تحدت فيها الله عز وجل مع نبيه موسي عليه السلام، كما يضم الدير داخل جنباته كنوزًا معمارية وفنية مثل كنيسة التجلى وكنيسة العليقة الملتهبة والشجرة المقدسة والبئر والمكتبة ومتحف الأيقونات، والمسجد الفاطمى الذى أنشىء فى عهد الخليفة الفاطمى الآمر بأحكام الله 500هـ، 1106م حيث تتعانق مئذنته مع منارة كنيسة التجلى في ظاهرة فريدة من نوعها لا مثيل لها في العالم!

وادي فيران

هو أشهر أودية سيناء وأكثرها ماءً ونخيلًا حتى إنه سُمي بواحة سيناء، ولقد مرّ نبي الله موسي وبنى إسرائيل بهذا الوادي فى فترة التيه، حيث حارب بنو إسرائيل العماليق وانتصروا عليهم، وفي القرون الأولي للمسيحية كان وادي فيران ملاذًا  للمتوحدين الأوائل بسيناء، الذين فرّوا إلى الوادي تبركًا بهذه الأماكن الطاهرة وطلبًا للهدوء والسكينة المناسب لحياة الرهبنة والتعبد بين ربوع سيناء، وفي القرن الخامس والسادس الميلاديين أنشأ الرهبان أقدم أبرشية بسيناء ما زالت أطلالها باقية بتل محرض، الذي يقع بجواره دير البنات الحديث. 

حمّام موسى

يقع وسط واحة من النخيل، على بعد 2 كم شمال مدينة الطور عاصمة محافظة جنوب سيناء، ومنذ القدم يأتي السائحون والسكان المحليون لهذا المكان، لما للحمام من فوائد علاجية عديدة، وهو موقع وادى الراحة الثانى حيث ترك نبى الله موسى قومه للانتظار للذهاب إلى لقاء ربه لتلقى ألواح الشريعة، وحسب التقاليد المتواترة ففى هذا المكان، طلب نبى الله موسى من صاحبة النبع السقيا لقومه، فقالت إن مياه النبع ليست للشرب، قيل: فوضع موسي يده وقال: إذًا فلتكن  شفاءً ودواء،فصارت كذلك، حيث تحتوي علي نسبة كبيرة من الكبريت، ودرجة حراراتها تتراوح ما بين 23 – 26 درجة مئوية، وهو ما يفيد في علاج العديد من الأمراض الجلدية والروماتيزم وغيرها من الأمراض.

ويطالب الدكتور ريحان بوجود داعم لتنفيذ هذه الرحلة من هيئة تنشيط السياحة والشركات السياحية والتى تساهم مع الدولة فى تعظيم كل المقومات السياحية بسيناء فى رحلة روحانية تخترق حاجز الزمان والمكان إلى الصفاء الروحى والسلام النفسى التى تنشده الدولة بأعظم مشروعاتها على أرض سيناء منذ استرداها "مشروع التجلى الأعظم" والمحتمل افتتاحه فى أكتوبر القادم، ولديهم الاستعداد لمصاحبة أى فضائية ترغب فى تصوير الرحلة كاملة وشرح كل معالمها.